ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (02) سماحة الشيخ جعفر السبحاني
و الظاهر مما رواه المحدثون ان الأمة الإسلامية سيسألون يوم القيامة عن ولاية عن ولاية علي عليه السلام،حيث ورد السؤال في تفسير قوله سبحانه:وقفوهم إنهم مسؤولون. (01)
روى ابن شيرويه الديلمي في كتاب«الفردوس»في قافية الواو،باسناده عن أبي سعيد الخدري،عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم:وقفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي بن أبي طالب. (02)
و نقله ابن حجر عن الديلمي،و قال:وقفوهم إنهم مسؤولون أي عن ولاية علي و أهل البيت،لأن الله أمر نبيه صلى الله عليه و آله و سلم أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا إلا المودة في القربى،و المعنى انهم يسألون هل و الوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي صلى الله عليه و آله و سلم أم أضاعوها و أهملوها فتكون عليهم المطالبة و التبعة . (03)
الثاني (04) :من تلك المواقف هو يوم الغدير و هو أوضحها و آكدها و أعمها و قد صدع بالولاية في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في منصرفه من حجة الوداع،و قد قام في محتشد كبير بعد ما خطب خطبة مفصلة و أخذ من الناس الشهادة على التوحيد و المعاد و رسالته و أعلن انه فرط على الحوض،ثم ذكر الثقلين و عرفهما،بقوله:«الثقل الأكبر:كتاب الله،و الآخر الأصغر :عترتي،و ان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»،ثم قال:«أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟»قالوا:الله و رسوله أعلم،قال:«إن الله مولاي،و أنا مولى المؤمنين،و أنا أولى بهم من أنفسهم،فمن كنت مولاه فعلي مولاه»،ثم قال:«اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و أحب من أحبه،و أبغض من أبغض،و انصر من نصره،و اخذل من خذله،و أدر الحق معه حيث دار،ألا فليبلغ الشاهد الغائب».
ففي هذه الواقعة الفريدة من نوعها أعلن النبي ولاية علي عليه السلام للحاضرين و أمرهم بإبلاغها للغائبين،و نزل أمين الوحي بآية الإكمال،أعني:قوله سبحانه:
اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي. (05) فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:«الله أكبر على إكمال الدين،و إتمام النعمة،و رضى الرب برسالتي،و الولاية لعلي من بعدي».
ثم طبق القوم يهنئون أمير المؤمنين عليه السلام و ممن هنأه في مقدم الصحابة:الشيخان أبو بكر و عمر،كل يقول:
بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة.
و قد تلقى الصحابة الحضور ان النبي صلى الله عليه و آله و سلم أوجب ولايته على المؤمنين،و قد أفرغ شاعر عهد الرسالة حسان بن ثابت ما تلقاه عن الرسول،في قصيدته و قال:
فقال له قم يا علي فانني
رضيتك من بعدي إماما و هاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه
فكونوا له أنصار صدق مواليا
قد ذكرنا مصادر الخطبة و الأبيات عند البحث عن الإمامة فراجع. (06)
……………………………
01 الصافات: .24
02 شواهد التنزيل:2/ .106
03 الصواعق المحرقة: .149
04 تقدم الأول في صفحة: .129
05 المائدة: .3
06 راجع مفاهيم القرآن:الجزء العاشر.