12 جمادی الثانية: حرکة رسول الله وأصحابه نحو خیبر…
تحظى وقعة خيبر بشأن خاصّ بين وقائع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ؛ ففيها هزم ( صلى الله عليه وآله ) يهود خيبر ، وقوّض مركز التآمر على دينه وحكومته الجديدة ، فكانت حصون اليهود في منطقة خصبة شمال غربيّ المدينة تبعد عنها حوالي ( 200 ) كيلومتر ، تدعى خيبر ( 1 ) .
وكان اليهود القاطنون في هذه الحصون يضمرون حقداً للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) والمؤمنين والدولة الإسلاميّة منذ الأيّام الأُولى لاتّساع الرسالة ، ولم يدّخروا وسعاً للكيد بهم ، بل إنّ حرب الأحزاب شُنَّت على الإسلام بدعمهم العسكري والمالي . وبهذا يتّضح أنّهم كانوا أعداءً لُدّاً ومتآمرين يتحرّقون حنقاً على الرسالة ونبيّها الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .
وحين اطمأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من قريش بعد صلح الحديبيّة ، توجّه نحو خيبر ؛ لفتح حصونها ، والقضاء على وكر التآمر ( 3 ) . ووجود عشرة آلاف مقاتل ، وحصون حصينة منيعة لا تُقهر ، وقدرات ومعدّات كثيرة داخلها ، وأضغان راسخة في قلوب اليهود المتواجدين داخل الحصن شدّت من عزائمهم لمحاربة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) شكّل دلالة على الأهمّيّة الخاصّة لوقعة خيبر .
………………………