الإمام الباقر (علیه السلام) یجیب على سؤال متى وجد الله

0

     فقال: أشهد لآتینه فلاَسألنه عن مسائل لا یجیبنی فیها إلا نبی أو ابن نبی أو وصی نبی، قال: فاذهب إلیه وسله لعلک تخجله .
     فجاء نافع حتى اتکأ على الناس ثم أشرف على أبی جعفر (علیه السلام) فقال: یا محمد بن علی إنی قرأت التوراه والإنجیل والزبور والفرقان، وقد عرفت حلالها وحرامها، وقد جئت أسألک عن مسائل لا یجیب فیها إلا نبی أو وصی نبی أو ابن نبی، قال فرفع أبو جعفر (علیه السلام) رأسه فقال: سل عما بدا لک .
     فقال: أخبرنی کم بین عیسى وبین محمد من سنه .
     قال: أخبرک بقولی أو بقولک ؟
     قال: أخبرنی بالقولین جمیعاً .
     قال: أما فی قولی فخمسمائه سنه، وأما فی قولک فستمائه سنه .
     قال: فأخبرنی عن قول الله عز وجل لنبیه: واسأل من أرسلنا قبلک من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهه یعبدون . من الذی سأل محمد، وکان بینه وبین عیسى خمسمائه سنه .
     فقال: فتلا أبو جعفر (علیه السلام) هذه الآیه: سبحان الذی أسرى بعبده لیلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاَقصى الذی بارکنا حوله لنریه من آیاتنا . فکان من الآیات التی أراها الله تبارک وتعالى محمداً (صلى الله علیه وآله) حیث أسرى به إلى بیت المقدس أن حشر الله عز ذکره الاَولین والآخرین من النبیین والمرسلین، ثم أمر جبرئیل (علیه السلام) فأذن شفعاً وأقام شفعاً وقال فی أذانه حی على خیر العمل، ثم تقدم محمد (صلى الله علیه وآله) فصلى بالقوم فلما انصرف قال لهم: على ما تشهدون وما کنتم تعبدون ؟ قالوا: نشهد أن لا إلَه إلا الله وحده لا شریک له، وأنک رسول الله، أخذ على ذلک عهودنا ومواثیقنا .
     فقال نافع: صدقت یا أبا جعفر، فأخبرنی عن قول الله عز وجل: أولم یر الذین کفروا أن السموات والاَرض کانتا رتقاً ففتقناهما .
     قال: إن الله تبارک وتعالى لما أهبط آدم إلى الاَرض وکانت السماوات رتقاً لا تمطر شیئاً، وکانت الاَرض رتقاً لا تنبت شیئاً، فلما أن تاب الله عز وجل على آدم (علیه السلام) أمر السماء فتقطرت بالغمام ثم أمرها فأرخت عزالیها، ثم أمر الاَرض فأنبتت الاَشجار وأثمرت الثمار وتفهقت بالاَنهار، فکان ذلک رتقها، وهذا فتقها .
     قال نافع: صدقت یابن رسول الله، فأخبرنی عن قول الله عز وجل: یوم تبدل الاَرض غیر الاَرض والسماوات، أی أرض تبدل یومئذ .
     فقال أبو جعفر (علیه السلام): أرض تبقى خبزه یأکلون منها حتى یفرغ الله عز وجل من الحساب .
     فقال نافع: إنهم عن الاَکل لمشغولون .
     فقال أبو جعفر: أهم یومئذ أشغل أم إذ هم فی النار ؟
     فقال نافع: بل إذ هم فی النار .
     قال: فوالله ما شغلهم إذ دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم، ودعوا بالشراب فسقوا الحمیم .
     قال: صدقت یابن رسول الله، ولقد بقیت مسأله واحده .
     قال: وما هی .
     قال: أخبرنی عن الله تبارک وتعالى متى کان ؟
قال: ویلک متى لم یکن حتى أخبرک متى کان ! سبحان من لم یزل ولا یزال، فرداً صمداً لم یتخذ صاحبه ولا ولداً، ثم قال: یا نافع أخبرنی عما أسألک عنه .
     قال: وما هو .
     قال: ما تقول فی أصحاب النهروان، فإن قلت إن أمیر المؤمنین قتلهم بحق فقد ارتددت، وإن قلت إنه قتلهم باطلاً فقد کفرت .
     قال: فولى من عنده وهو یقول: أنت والله أعلم الناس حقاً حقا، فأتى هشاماً فقال له: ما صنعت ؟ قال: دعنی من کلامک، هذا والله أعلم الناس حقاً حقا، وهو ابن رسول الله حقاً، ویحق لاَصحابه أن یتخذوه نبیاً !! انتهى .
     والظاهر أن الإمام الباقر (علیه السلام) سأل نافعاً عن رأیه فی الخوارج، لاَن نافعاً کان ناصبیاً مؤیداً لرأی الخوارج فی تکفیر علی (علیه السلام) .
ویرکز فی المسلمین قاعده: لا تشبیه ولا تعطیل
ـ التوحید للصدوق ص ۱۰۴
     أبی رحمه‌الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله الاَشعری قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عیسى عمن ذکره قال: سئل أبو جعفر (علیه السلام) أیجوز أن یقال: إن الله عز وجل شیء قال: نعم، یخرجه عن الحدین حد التعطیل وحد التشبیه .

Leave A Reply

Your email address will not be published.