زیاره الصدیقه الطاهره علیها السلام
۲ – وفی نص آخر: "السلام علیک أیتها البتوله الشهیده، ابنه نبی الرحمه"(2). وهناک نص آخر لزیارتها یقول: "السلام علیک أیتها الصدیقه الشهیده" (3).
3 – ونص آخر یقول : " السلام علیک أیتها الصدیقه الشهیده ، الممنوعه إرثها ، المکسور ضلعها ، المظلوم بعلها ، المقتول ولدها " (4) .
ـــــــــــــــ
(۱) کتاب المزار للشیخ المفید : ص ۱۵۶ ، وکتاب المقنعه للشیخ المفید أیضا : ص ۴۵۹ . وراجع : البلد الأمین : ص ۱۹۸ و ۲۷۸ ، والبحار : ج ۹۷ ص ۱۹۷ و ۱۹۸ .
(۲) راجع البحار : ج ۹۷ ص ۱۹۸ ، وفی هامشه عن مصباح الزائر : ص ۲۵ و ۲۶ .
(۳) مصباح المتهجد ، ص ۶۵۴ ، وإقبال الأعمال : ص ۶۲۴ ، والبحار : ج ۹۷ ص ۱۹۵ .
(۴) إقبال الأعمال : ص ۶۲۵ ، والبحار : ج ۹۷ ، ص ۱۹۹ / ۲۰۰ . (*)
وقال الشیخ الصدوق رحمه الله : " لم أجد فی الأخبار شیئا موظفا محدودا لزیاره الصدیقه (علیها السلام) ، فرضیت لمن نظر فی کتابی هذا من زیارتها ما رضیت لنفسی " (1) . قال هذا تعقیبا على الزیاره المتقدمه التی تقول : " السلام علیک أیتها الصدیقه الشهیده " (2) .
4 – وقال الشیخ الطوسی (رحمه الله) بعد نقله الزیاره المرویه : " یا ممتحنه ، امتحنک الله . . . " . " هذه الروایه وجدتها مرویه لفاطمه (علیها السلام) ، وأما ما وجدت أصحابنا یذکرونه من القول عند زیارتها (علیها السلام) ، فهو أن تقف على أحد الموضعین اللذین ذکرناهما (۳) ، وتقول : " السلام علیک یا بنت رسول الله . . . السلام علیک أیتها الصدیقه الشهیده الخ . . " (4) .
5 – وفی نص آخر : " اللهم صل على السیده المفقوده ، الکریمه المحموده ، الشهیده العالیه " (5) .
ــــــــــــــــــــــــ
(۱) من لا یحضره الفقیه : ج ۲ ص ۵۷۳ .
(۲) من لا یحضره الفقیه : ج ۲ ص ۵۷۴ .
(۳) أی موضع دفنها .
(۴) تهذیب الأحکام للطوسی : ج ۶ ص ۱۰ وملاذ الأخیار : ج ۹ ص ۲۵ ، والوافی : ج ۱۴ ص ۳۷۱ و ۳۷۰ وروضه المتقین : ج ۵ ص ۳۴۵ ، وراجع : جامع أحادیث الشیعه : ج ۱۲ ص ۲۶۴ .
(۵) بحار الأنوار : ج ۹۹ ، ص ۲۲۰ . (*)
۶- وقد ذکر الکفعمی : أن عدد أولاد فاطمه خمسه . وأن سبب وفاتها (علیها السلام) هو أنها ضربت وأسقطت (۱) .
ـــــــــــــــــــــ
(۱) مصباح الکفعمی : ص ۵۲۲ . (*)
وأما تفاصیل حدیث ظلمها ، فقد تقدم شطر منها فی ضمن ذلک القدر العظیم من النصوص والآثار فی الفصول المتقدمه ، ونقدم هنا مقدارا مما ذکره المؤرخون والمؤلفون فی کتبهم ، نبدؤها بما رواه سلیم بن قیس ، فی کتابه القیم ، الذی هو من الأصول المعتمده ، لجامعیه حدیثه لتفاصیل ما جرى .
7 – قال شیخ الإسلام العلامه المجلسی : روی بأسانید معتبره عن سلیم بن قیس الهلالی ، وغیره ، عن سلمان والعباس قالا : – والنص لکتاب سلیم :
قال سلیم بن قیس : " فلما رأى علی (علیها السلام) خذلان الناس إیاه وترکهم نصرته واجتماع کلمتهم مع أبی بکر وطاعتهم له وتعظیمهم إیاه لزم بیته . فقال عمر لأبی بکر : ما یمنعک أن تبعث إلیه فیبایع ، فإنه لم یبق أحد إلا وقد بایع غیره وغیر هؤلاء الأربعه .
وکان أبو بکر أرق الرجلین وأرفقهما وأدهاهما ، وأبعدهما غورا ، والآخر أفظهما (وأغلظهما) وأجفاهما .
فقال أبو بکر : من نرسل إلیه ؟ فقال (عمر) : نرسل إلیه قنفذا ، وهو رجل فظ غلیظ جاف من الطلقاء ، أحد بنی عدی بن کعب . فأرسله إلیه وأرسل معه أعوانا . وانطلق ، فاستأذن على علی (علیها السلام) ، فأبى أن یأذن لهم . فرجع أصحاب قنفذ إلى أبی بکر وعمر – وهما (جالسان) ، فی المسجد والناس حولهما – فقالوا : لم یؤذن لنا .
فقال عمر : إذهبوا ، فإن أذن لکم وإلا فادخلوا (علیه) بغیر إذن ! ! فانطلقوا فاستأذنوا ، فقالت فاطمه (علیها السلام) : " أحرج علیکم أن تدخلوا علی بیتی (بغیر إذن) " . فرجعوا وثبت قنفذ الملعون . فقالوا : إن فاطمه قالت کذا وکذا ، فتحرجنا أن ندخل بیتها بغیر إذن .
فغضب عمر وقال : ما لنا وللنساء ! ! ؟ ثم أمر أناسا حوله أن یحملوا الحطب فحملوا الحطب ، وحمل معهم عمر فجعلوه حول منزل علی وفاطمه وإبنیهما (علیها السلام) ، ثم نادى عمر حتى أسمع علیا وفاطمه (علیها السلام) : " والله لتخرجن یا علی ، ولتبایعن خلیفه رسول الله وإلا أضرمت علیک (بیتک بالنار) ؟ !
فقالت فاطمه (علیها السلام) ، یا عمر ، ما لنا ولک ؟ فقال : افتحی الباب وإلا أحرقنا علیکم بیتکم . فقالت : " یا عمر ، أما تتقی الله تدخل علی بیتی ؟ " ، فأبى أن ینصرف . ودعا عمر بالنار فأضرمها فی الباب ، ثم دفعه ، فدخل ، فاستقبلته فاطمه (علیها السلام) وصاحت : " یا أبتاه یا رسول الله " ! فرفع عمر السیف وهو فی غمده ، فوجأ به جنبها ، فصرخت : " یا أبتاه " ! فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت : " یا رسول الله ، لبئس ما خلفک أبو بکر وعمر " .
فوثب علی (علیها السلام) فأخذ بتلابیبه ، ثم نتره ، فصرعه ، ووجأ أنفه . ورقبته ، وهم بقتله ، فذکر قول رسول الله (صلى الله علیه وآله) وما أوصاه به ، فقال : " والذی کرم محمدا بالنبوه – یا ابن صهاک – لولا کتاب من الله سبق ، وعهد عهده إلی رسول الله (صلى الله علیه وآله) ، لعلمت أنک لا تدخل بیتی " .
فأرسل عمر یستغیث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار ، وثار علی (علیها السلام) إلى سیفه . فرجع قنفذ إلى أبی بکر وهو یتخوف أن یخرج علی (علیها السلام) (إلیه) بسیفه ، لما قد عرف من بأسه وشدته . فقال أبو بکر لقنفذ : " إرجع ، فإن خرج وإلا فاقتحم علیه بیته ، فإن امتنع فاضرم علیهم بیتهم بالنار . فانطلق قنفذ الملعون ، فاقتحم هو وأصحابه بغیر إذن .
إلى أن قال : وحالت بینهم وبینه فاطمه (علیها السلام) عند باب البیت ، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حین ماتت وإن فی عضدها کمثل الدملج من ضربته ، لعنه . . . الله ، إلى أن قال : ثم انطلق بعلی (علیها السلام) یعتل عتلا حتى انتهی به إلى أبی بکر ، وعمر قائم بالسیف على رأسه ، وخالد بن الولید ، وأبو عبیده بن الجراح ، وسالم مولى أبی حذیفه ، ومعاذ بن جبل ، والمغیره بن شعبه ، وأسید بن حصین ، وبشیر بن سعد ، وسائر الناس (جلوس) حول أبی بکر علیهم السلاح . قال : قلت لسلمان : أدخلوا على فاطمه (علیها السلام) بغیر إذن ؟ ! قال : إی والله ، وما علیها من خمار . فنادت : " وا أبتاه ، وا رسول الله ! یا أبتاه فلبئس ما خلفک أبو بکر وعمر وعیناک لم تتفقا فی قبرک " – تنادی بأعلى صوتها – . فلقد رأیت أبا بکر ومن حوله یبکون (وینتحبون) ما فیهم إلا باک غیر عمر وخالد بن الولید والمغیره بن شعبه ، وعمر یقول : إنا لسنا من النساء ورأیهن فی شئ .
قال : فانتهوا بعلی (علیها السلام) إلى أبی بکر وهو یقول : أما والله لو قد وقع سیفی فی یدی لعلمتم أنکم لن تصلوا إلى هذا أبدا . أما والله ما ألوم نفسی فی جهادکم ، ولو کنت استمکنت من الأربعین رجلا لفرقت جماعتکم ، ولکن لعن الله أقواما بایعونی ثم خذلونی .
ولما أن بصر به أبو بکر صاح : " خلوا سبیله " ! فقال علی (علیها السلام) : یا أبا بکر ، ما أسرع ما توثبتم على رسول الله ! بأی حق وبأی منزله دعوت الناس إلى بیعتک ؟ ألم تبایعنی بالأمس بأمر الله ، وأمر رسول الله ؟ وقد کان قنفذ لعنه الله ضرب فاطمه (علیها السلام) بالسوط حین حالت بینه وبین زوجها وأرسل إلیه عمر : إن حالت بینک وبینه فاطمه فاضربها ، فألجأها قنفذ لعنه الله إلى عضاده باب بیتها ودفعها فکسر ضلعها من جنبها ، فألقت جنینا من بطنها .
فلم تزل صاحبه فراش حتى ماتت (علیها السلام) من ذلک شهیده . قال : ولما انتهی بعلی (علیها السلام) إلى أبی بکر انتهره عمر ، وقال له : بایع (ودع عنک هذه الأباطیل) . فقال له (علیها السلام) : فإن لم أفعل فما أنتم صانعون ؟ قالوا : نقتلک ذلا وصغار ! ! فقال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله . فقال أبو بکر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسول الله فما نقر بهذا ! قال : أتجحدون أن رسول الله (صلى الله علیه وآله) آخى بینی وبینه ؟ قال : نعم . فأعاد ذلک علیهم ثلاث مرات .
ثم أقبل علیهم علی (علیها السلام) فقال : یا معشر المسلمین والمهاجرین والأنصار ، أنشدکم الله أسمعتم رسول الله (صلى الله علیه وآله) یقول یوم غدیر خم کذا وکذا ؟ ! وفی غزوه تبوک کذا وکذا ؟ فلم یدع (علیها السلام) شیئا قال فیه رسول الله (صلى الله علیه وآله) علانیه للعامه إلا ذکرهم إیاه . قالوا : اللهم نعم .
فلما تخوف أبو بکر أن ینصره الناس ، وأن یمنعوه بادرهم فقال (له) : کلما قلت حق قد سمعناه بآذاننا (وعرفناه) ووعته قلوبنا ، ولکن قد سمعت رسول الله (صلى الله علیه وآله) یقول بعد هذا : " إنا أهل بیت اصطفانا الله (وأکرمنا) ، واختار لنا الآخره على الدنیا ، وإن الله لم یکن لیجمع لنا أهل البیت النبوه والخلافه " .
فقال علی (علیها السلام) : هل أحد من أصحاب رسول الله (صلى الله علیه وآله) شهد هذا معک ؟
فقال عمر : صدق خلیفه رسول الله ، قد سمعته منه کما قال .
وقال أبو عبیده وسالم مولى أبی حذیفه ومعاذ بن جبل : (صدق) ، قد سمعنا ذلک من رسول الله (صلى الله علیه وآله) . فقال لهم علی (علیها السلام) : لقد وفیتم بصحیفتکم (الملعونه) التی تعاقدتم علیها فی الکعبه : " إن قتل الله محمدا أو مات لتزون هذا الأمر عنا أهل البیت " .
فقال أبو بکر : فما علمک بذلک ؟ ما أطلعناک علیها ؟ !
فقال (علیها السلام) : أنت یا زبیر ، وأنت یا سلمان ، وأنت یا أبا ذر . وأنت یا مقداد ، أسألکم بالله وبالإسلام ، (أما) سمعتم رسول الله (صلى الله علیه وآله) یقول ذلک وأنتم تسمعون : " إن فلانا وفلانا – حتى عد هؤلاء الخمسه – قد کتبوا بینهم کتابا ، وتعاهدوا فیه وتعاقدوا (أیمانا) على ما صنعوا إن قتلت أو مت ؟ فقالوا : اللهم نعم ، قد سمعنا رسول الله (صلى الله علیه وآله) یقول ذلک لک : إنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا ، وکتبوا بینهم کتابا إن قتلت أو مت (أن یتظاهروا علیک) وأن یزووا عنک هذا یا علی " . قلت : بأبی أنت وأمی یا رسول الله ، فما تأمرنی إذا کان ذلک أن أفعل ؟ فقال لک : إن وجدت علیهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم ، وإن (أنت) لم تجد أعوانا فبایع واحقن دمک . فقال علی (علیها السلام) : أما والله ، لو أن أولئک الأربعین رجلا الذین بایعونی وفوا لی لجاهدتکم فی الله ، ولکن أما والله لا ینالها أحد من عقبکما إلى یوم القیامه . وفی ما یکذب قولکم على رسول الله (صلى الله علیه وآله) قوله تعالى : * (أم یحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتینا آل إبراهیم الکتاب والحکمه وآتیناهم ملکا عظیما) * ، فالکتاب النبوه والحکمه ، والسنه والملک الخلافه ونحن آل إبراهیم .
فقام المقداد فقال : یا علی بما تأمرنی ؟ والله إن أمرتنی لأضربن بسیفی وإن أمرتنی کففت ؟ .
فقال علی (علیها السلام) : کف یا مقداد ، واذکر عهد رسول الله وما أوصاک به . فقمت وقلت : والذی نفسی بیده ، لو أنی أعلم أنی أدفع ضیما وأعز لله دینا ، لوضعت سیفی على عنقی ثم ضربت به قدما قدما ، أتثبون على أخی رسول الله ووصیه وخلیفته فی أمته وأبی ولده ؟ ! فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء !
وقام أبو ذر فقال : أیتها الأمه المتحیره بعد نبیها المخذوله بعصیانها ، إن الله یقول : * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهیم وآل عمران على العالمین ذریه بعضها من بعض والله سمیع علیم) * ، وآل محمد الأخلاف من نوح ، وآل إبراهیم من إبراهیم ، والصفوه والسلاله من إسماعیل وعتره النبی محمد ، أهل بیت النبوه وموضع الرساله ، ومختلف الملائکه ، وهم کالسماء المرفوعه ، والجبال المنصوبه ، والکعبه المستوره ، والعین الصافیه ، والنجوم الهادیه ، والشجره المبارکه ، أضاء نورها وبورک زیتها ، محمد خاتم الأنبیاء ، وسید ولد آدم ، وعلی وصی الأوصیاء ، وإمام المتقین ، وقائد الغر المحجلین ، وهو الصدیق الأکبر ، والفاروق الأعظم ، ووصی محمد ، ووارث علمه ، وأولى الناس بالمؤمنین من أنفسهم ، کما قال : * (النبی أولى بالمؤمنین من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فی کتاب الله) * ، فقدموا من قدم الله ، وأخروا من أخر الله ، واجعلوا الولایه والوراثه لمن جعل الله .
فقام عمر فقال لأبی بکر – وهو جالس فوق المنبر – : ما یجلسک فوق هذا المنبر ، وهذا جالس محارب لا یقوم فیبایعک ؟ أو تأمر به فنضرب عنقه ! – والحسن والحسین قائمان – ! فلما سمعا مقاله عمر بکیا ، فضمهما (علیها السلام) إلى صدره فقال : لا تبکیا ، فوالله ما یقدران على قتل أبیکما .
وأقبلت أم أیمن حاضنه رسول الله (صلى الله علیه وآله) فقالت : " یا أبا بکر ، ما أسرع ما أبدیتم حسدکم ونفاقکم " ! فأمر بها فأخرجت من المسجد وقال : ما لنا وللنساء .
وقام بریده الأسلمی وقال : أتثب – یا عمر – على أخی رسول الله وأبی ولده ، وأنت الذی نعرفک فی قریش بما نعرفک ؟ ! ألستما قال لکما رسول الله (صلى الله علیه وآله) : " انطلقا إلى علی وسلما علیه بإمره المؤمنین " ؟ فقلتما : أعن أمر الله وأمر رسوله ؟ قال : نعم .
فقال أبو بکر : قد کان ذلک ، ولکن رسول الله قال بعد ذلک : " لا یجتمع لأهل بیتی النبوه والخلافه " .
فقال : " والله ما قال هذا رسول الله ، والله لا سکنت فی بلده أنت فیها أمیر ، فأمر به عمر فضرب وطرد ! ثم قال : قم یا ابن أبی طالب فبایع .
فقال (علیها السلام) : فإن لم أفعل : قال : إذا والله نضرب عنقک ، فاحتج علیهم ثلاث مرات ، ثم مد یده من غیر أن یفتح کفه ، فضرب علیها أبو بکر ، ورضی بذلک منه . فنادى علی (علیها السلام) قبل أن یبایع – والحبل فی عنقه – : * (یا بن أم إن القوم استضعفونی وکادوا یقتلوننی) * .
وقیل للزبیر : بایع . فأبى ، فوثب إلیه عمر ، وخالد بن الولید ، والمغیره بن شعبه فی أناس معهم ، فانتزعوا سیفه (من یده) فضربوا به الأرض (حتى کسروه ثم لببوه) .
فقال الزبیر – (وعمر على صدره) – : " یا ابن صهاک ، أما والله لو أن سیفی فی یدی لحدت عنی " . ثم بایع . قال سلمان : ثم أخذونی فوجأوا عنقی حتى ترکوها کالسلعه ، ثم أخذوا یدی (وفتلوها) ، فبایعت مکرها . ثم بایع أبو ذر والمقداد مکرهین ، وما بایع أحد من الأمه مکرها غیر علی (علیها السلام) وأربعتنا .
ولم یکن منا أحد أشد قولا من الزبیر ، فإنه لما بایع قال : یا ابن صهاک ، أما والله لولا هؤلاء الطغاه الذین أعانوک لما کنت تقدم علی ومعی سیفی ، لما أعرف من جبنک ولؤمک ، ولکن وجدت طغاه تقوى بهم وتصول .
فغضب عمر وقال : أتذکر صهاک ؟ فقال : (ومن صهاک) وما یمنعنی من ذکرها ؟ ! وقد کانت صهاک زانیه ، أو تنکر ذلک ؟ ! أولیس کانت أمه حبشیه لجدی عبد المطلب فزنى بها جدک نفیل ، فولدت أباک الخطاب ، فوهبها عبد المطلب لجدک – بعدما نزى بها – فولدته ، وإنه لعبد لجدی ولد زنا ؟ ! . فأصلح بینهما أبو بکر وکف کل واحد منهما عن صاحبه .
قال سلیم بن قیس : فقلت لسلمان : أفبایعت أبا بکر – یا سلمان – ولم تقل شیئا ؟ قال : قد قلت بعدما بایعت : تبا لکم سائر الدهر ، أوتدرون ما صنعتم بأنفسکم ؟ أصبتم وأخطأتم ! أصبتم سنه من کان قبلکم من الفرقه والاختلاف ، وأخطأتم سنه نبیکم حتى أخرجتموها من معدنها وأهلها .
فقال عمر: یا سلمان، أما إذ (بایع صاحبک) وبایعت فقل ما شئت وافعل ما بدا لک، ولیقل صاحبک ما بدا له.
قال سلمان : فقلت : سمعت رسول الله (صلى الله علیه وآله) یقول : " إن علیک وعلى صاحبک الذی بایعته مثل ذنوب (جمیع) أمته إلى یوم القیامه ومثل عذابهم جمیعا " .
فقال : قل ما شئت ، ألیس قد بایعت ولم یقر الله عینیک بأن یلیها صاحبک ؟
فقلت : أشهد أنی قد قرأت فی بعض کتب الله المنزله أنک – باسمک ونسبک وصفتک – باب من أبواب جهنم .
فقال لی : قل ما شئت ، ألیس قد أزالها الله عن أهل (هذا) البیت الذی اتخذتموه أربابا من دون الله ؟
فقلت له : أشهد أنی سمعت رسول الله (صلى الله علیه وآله) یقول ، وسألته عن هذه الآیه : * (فیومئذ لا یعذب عذابه أحد ولا یوثق وثاقه أحد) * ، فأخبرنی بأنک أنت هو .
فقال عمر : اسکت : أسکت الله نامتک ، أیها العبد ، یا ابن اللخناء !
فقال علی (علیها السلام) : أقسمت علیک یا سلمان لما سکت . . الخ " (1) .
ــــــــــــــــــــ
(۱) کتاب سلیم بن قیس (بتحقیق الأنصاری) : ج ۲ ص ۵۸۴ / ۵۹۴ ، راجع : الاحتجاج : ج ۱ ص ۲۱۰ / ۲۱۶ ، وجلاء العیون ، وراجع : مرآه العقول : ج ۵ ص ۳۱۹ و ۳۲۰ والبحار : ج ۲۸ ص ۲۶۸ / ۲۷۰ ، و ۲۹۹ و ۲۶۱ و ج ۴۳ ص ۱۹۷ / ۲۰۰ . وراجع : العوالم : ج ۱۱ ص ۴۰۰ – ۴۰۳ و ۴۰۴ . وراجع : ضیاء العالمین (مخطوط) ج ۲ ق ۳ ص ۶۳ و ۶۴ . (*)