متی کان ظهور الشیعة؟
متی کان ظهور الشیعة؟
لقد قدم المؤرخون نظريات مختلفة حول الأصل التاريخي للتشيع وظهوره.(01) أمّا الشیعة الإمامیة فإنهم يعتقدون أنّ البذرة الأولى للتشيع، قد بذرها الله تعالی في القرآن الكريم، وسقاها النبي الأکرم صلی الله علیه وآله أثناء رسالته.(02) لذلك، فإنّ هذه الشجرة الطیبة قد أثمرت خلال عصر النبي صلی الله علیه وآله ولهذا السبب، كان بعض الصحابة کسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري ومقداد بن أسود، معروفين في عهد النبي صلی الله علیه وآله بهذا الوصف.
إنّ جمعا من الصحابة في زمن النبي صلی الله علیه وآله بعدما سمعوا الآيات والروايات التي کانت في شأن إمامة الإمام علي عليه السلام و خلافته بعد رسول الله صلی الله علیه وآله، آمنوا بإمامته وقبلوا زعامته وقیادته وأصبحوا من محبيه. و منذ ذلک الوقت عرف هذا الجمع من الصحابة باسم “شيعة علي عليه السلام”. قد كتب ابن خلدون في هذا الصدد: “إنّ جماعة من الصحابة كانوا يتشيّعون لعليّ ويرون استحقاقه على غيره”.(03)
وقيل أيضا: “أن جماعة من كبار الصحابة عرفوا بموالاة علي في عصر رسول اللّه صلی الله علیه وآله مثل سلمان الفارسي القائل: بايعنا رسول اللّه على النصح للمسلمين والائتمام بعلي بن أبي طالب و الموالاة له. ومثل أبي سعيد الخدري الذي یقول: أمر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة. قيل: فما الواحدة التي تركوها؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب قيل له: وإنها لمفروضة معهن؟ قال: نعم هي مفروضة معهن. وأمثال أبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وذي الشهادتين خزيمة بن ثابت وأبي أيوب الأنصاري وخالد بن سعيد بن العاص وقيس ابن سعد بن عبادة وكثير مثالهم».(04)
وایضا طبقا للروايات، أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله قد اعطی لقب “الشيعة” لأتباع الأمير المؤمنين علي عليه السلام فی حیاته. کما أنّه اشار صلی الله علیه وآله إلی الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بقوله: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ هَذَا وَ شِيعَتَهُ لَهُمُ الْفَائِزُونَ يَوْمَ الْقِيَامَة».(05)
01. للمزید من الاطلاع راجع: الرضوانى، على اصغر، شيعه شناسى و پاسخ به شبهات، ج 1، ص 39 – 41، طهران، نشر المشعر، الطبعة الثانیة، 1384ش؛ «الفرق الأصلیة للشیعه»، السؤال 922
02. الطباطبائى، سیدمحمد حسین، الشيعة في الإسلام، ص 21، بیروت، بيت الكاتب، الطبعة الأولی، 1999م؛ السبحانی، جعفر، الأضواء على عقائد الشيعة الإمامية، ص 17 – 18، قم، مؤسسه امام صادق(ع)؛ الحکیم، سيد محمد باقر، الإمامة و أهل البيت النظرية و الإستدلال، ص 267، قم، المركز الإسلامي المعاصر، الطبعة الأولی، 1424ق.
03. ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر(تاریخ ابن خلدون)، تحقيق، شحادة، خليل، ج 3، ص 215، بيروت، دار الفكر، الطبعة الثانیة، 1408ق.
04. كُرْد عَلي، محمد بن عبد الرزاق، خطط الشام، ج 6، ص 245، دمشق، مكتبة النوري، الطبعة الثالثة، 1403ق.
05. ابن عقدة الکوفي، احمد بن محمد، فضائل أمیر المؤمنین(ع)، المحقق، حرز الدین، عبد الرزاق محمد حسین، ص 219، قم، دلیل ما، الطبعة الأولی، 1424ق؛ الشیخ الطوسی، محمد بن الحسن، الأمالی، ص 251، قم، دار الثقافة، الطبعة الأولی، 1414ق؛ للمزید من المعلومات راجع: «حقانیة الشیعه»،السؤال 1523