هل صحیح ما یقال بأنّ تفکر ساعة في الله أفضل من عبادة سبعین سنة؟

0

السؤال: هل صحیح ما یقال بأنّ تفکر ساعة في الله أفضل من عبادة سبعین سنة؟

الجواب الإجمالي: قد دعی القرآن الکریم مرات عدیدة إلی التفکر والتعقل؛ لأنّ التفکر هو الحجر الاساسی للإیمان الحقیقی لکل فرد وبعده یکون معنی لسائر العبادات. علی هذا الأساس لا یکون بعیدا عن الذهن ان  نعتبر التفکر -الذي هو نوع من العبادة- أفضل من سائر العبادات. هناك روایات کثیرة تصرح بهذه الحقیقة:

  1. قال الحسن الصیقل: «سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ، تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ قَالَ نَعَمْ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ قُلْتُ كَيْفَ يَتَفَكَّرُ قَالَ يَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ وَ بِالدَّارِ فَيَتَفَكَّرُ فَيَقُولُ أَيْنَ سَاكِنُوكِ وَ أَيْنَ بَانُوكِ مَا لَكِ لَا تَتَكَلَّمِين».(01)
  2. روی عن الامام الصادق علیه السلام أنه قال: تفكر ساعة خير من عبادة سنة، قال الله: «إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْباب».(02)
  3. روی ایضا عن النبی صلی الله علیه وآله أنه قال: «تفكّر ساعة خيرٌ من عبادة سبعين سنة».(03)

قد یثار سؤال هنا و هو: أليس هناك تعارض بين الروايات بالنظر إلی مقدار العبادات المذكورة فیها؟

الجواب: لا يوجد أي تعارض بین الروایات، وقد بین الفیض الکاشانی عن سبب ذلك بأنّ الاختلاف الموجود فی مقدار العبادة في الروایات بالقیاس إلی تفکر ساعة هو للأسباب التالیة:

الأول: الإختلاف في مراتب التفكر، الثاني: الاختلاف في درجات المتفكرين والثالث: الاختلاف في المتفكر فيه.(04)

هناك روايات تأيد الاستنتاج المذکور نذکر هنا روایتین منها تشیران إلی أنّ التفکرات التی تساوي عبادة سبعین سنة هی التفکرات الخاصة لاغیر.

  1. قال النبي الاكرم صلی الله علیه وآله: «سَاعَةٌ مِنْ إِمَامٍ عَدْلٍ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِينَ سَنَة».(05)
  2. هناك أیضا رواية منسوبة إلی الامام الصادق علیه السلام أنه قال: «… إِنَّ خُطْوَةً يَتَخَطَّاهُ فِي سَاحَاتِ هَيْبَةِ اللَّهِ بِالْحَيَاءِ مِنْهُ إِلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِينَ سَنَة».(06)

…………………………………………………..

(01). الکوفی الاهوازی، الحسین بن سعید، الزهد، ص 15، قم، المطبعة العلمیة، 1402ق.

(02). العیاشی، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشی، ج 2، ص 208، طهران، المطبعة العلمیة، 1380ق.

(03). مجذوب التبریزی، محمد، الهدایا لشیعة ائمة الهدی، ج 1، ص 207، قم، دار الحدیث، 1429ق.

(04). الفیض الکاشانی، محسن، تفسیر الصافی، ج 1، ص 409، طهران، مکتبة الصدر، 1415ق.

(05). الشیخ الکلینی، الکافی، ج 7، ص 175، ح 8، طهران، دار الکتب الإسلامیة، 1407ق.

(06). مصباح الشریعه، ص 189، بیروت، منشورات الاعلمی، 1400ق.

الموقع إسلام کوئست

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.