عناية الإسلام بمراحل نشوء الطفل ونموّه (01)
عناية الإسلام بمراحل نشوء الطفل ونموّه
أولاً : مرحلة الحمل :
أولى الإسلام هذه الفترة التي يكون الجنين فيها قابعاً في رحم أُمّه عناية خاصة ، ويتضح ذلك من خلال استعراض النقاط التالية :
أ ـ الاهتمام بغذاء الحامل :
فقد أرشد المرأة إلى تناول الأغذية المفيدة التي تحافظ على صحتها وتنمي جنينها في جسمه أو عقله ، ومن الشواهد على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « كلوا السفرجل وتهادوه بينكم ، فإنّه يجلو البصر وينبت المودّة في القلب ، وأطعموه حبالاكم ، فإنّه يحسّن أولادكم ، وفي رواية : يحسّن أخلاق أولادكم » (3).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً : « أطعموا نساءكم الحوامل اللبان ، فإنّه يزيد في عقل الصبي » (4).
وعن الإمام الرضا عليه السلام : « أطعموا حبالاكم اللبان ، فإن يكن في بطنهنَّ غلام خرج ذكي القلب عالماً شجاعاً ، وإن يكن جارية حسن خلقها وخُلقها ، وعظمت عجيزتها ، وحظيت عند زوجها » (5).
ب ـ مراعاة الطهارة والوقت المناسب عند جماع الحامل :
ومن الشواهد على ذلك قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلاّ وأنت على وضوء ، فإنّه إن قضى بينكما ولد يكون أعمى القلب ، بخيل اليد » (6) ، وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : « لا تجامع في أول الشهر ولا في وسطه ولا في آخره ، فإنّه من فعل ذلك فليستعدّ لسقط الولد ، وإن تمَّ أوشك أن يكون مجنوناً.. » (7).
جـ ـ مراعاة الحالة النفسية للحامل :
فهي في هذه الفترة مرهفة الحس وتعاني آلام الحمل ومضاعفاته ، ويمتلكها هاجس من الخوف المزدوج على حياتها عند تعسّر الولادة وعلى سلامة جنينها وصحته ، ومن أجل ذلك تحتاج إلى رعاية خاصة ، وتحمّل لبعض تصرفاتها من قبل الزوج ، قال الإمام الصادق عليه السلام : « من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة، أعتق الله رقبته من النار ، وأوجب له الجنة.. » (8).
____________
1) مكارم الأخلاق : 211 ـ 212.
2) تحف العقول : 125 وصايا أمير المؤمنين عليه السلام.
3) مكارم الأخلاق : 171 ـ 172 الفصل العاشر.
4) مكارم الأخلاق : 194.
5) مكارم الأخلاق : 194.
6) مكارم الأخلاق : 210 في آداب الزفاف والمباشرة.
7) مكارم الأخلاق : 212.
8) مكارم الاخلاق : 216.