السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي رحمه الله دراسة في سيرته 04

0

دوره في الرواية عن المعصوم (عليه السلام):

أولاً: التوقيعات التي خرجت على يده:

خرجت على يد الحسين بن روح (رحمه الله) العديد من التوقيعات من أهمها: التوقيع الذي صدر بلعن الشلمغاني والذي تقدم ذكر نصه. والتوقيع الصادر لأبي غالب الرازي والذي سأل الإمام (عجّل الله فرجه) الدعاء له في أمرٍ أهمه فخرج التوقيع بذكر ما همّه، وإصلاح أمره مع أنه لم يخبر أحداً بما همّه[73].

ما رواه الطوسي بسنده عن عبد الله بن سورة القمي يقول: (سمعت سروراً -وكان رجلاً عابداً مجتهداً لقيته بالأهواز غير أني نسيت نسبه- يقول: كنت أخرس لا أتكلم، فحملني أبي وعمي في صباي، وسني إذ ذاك ثلاثة عشر أو أربعة عشر إلى الشيخ أبي القاسم بن روح (رضي الله عنه)، فسألاه أن يسأل الحضرة أن يفتح الله لساني. فذكر الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح أنكم أُمرتم بالخروج إلى الحائر. وقال سرور: فخرجنا أنا وأبي وعمي إلى الحائر فاغتسلنا وزرنا، قال: فصاح بي أبي وعمي: يا سرور فقلت بلسان فصيح: لبيك، فقال لي: ويحك تكلّمت؟! فقلت: نعم)[74].

التوقيع الذي خرج لمحمد بن الفضل الموصلي والذي كان من الشيعة لكنه يشك بنيابة السفير الثالث ويرى أن الأموال تؤخذ بغير حق فجاء به الحسين بن علي الوجناء النصيبي الذي كان صديقاً للموصلي إلى بغداد ولإثبات أحقية الحسين بن روح كتب الموصلي كتاباً بلا مداد والكتابة لا يراها أحد ثم جاءه الجواب على ما كتب، فوقع على الحسين بن روح يرجو منه العذر عما بدر منه[75].

ما رواه الصدوق قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود (رضي الله عنه) قال: (سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (رضي الله عنه) بعد موت محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) أن يدعو الله (عزّ وجل) أن يرزقه ولداً ذكراً قال: فسألته فأنهى ذلك، ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه قد دعا لعلي بن الحسين وأنه سيولد له ولد مبارك ينفع [الله] به وبعده أولاد.

قال أبو جعفر محمد بن علي الأسود (رضي الله عنه) وسألته في أمر نفسي أن يدعو الله لي أن يرزقني ولداً ذكراً فلم يجبني إليه وقال: ليس إلى هذا سبيل، قال: فولد لعلي بن الحسين (رضي الله عنه) محمد بن علي وبعده أولاد، ولم يولد لي شيء)[76].

ما رواه الطوسي بسنده عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، قال: (حدثني جماعة من أهل بلدنا المقيمين كانوا ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة على الحاج، وهي سنة (تناثر) الكواكب أن والدي (رضي الله عنه) كتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) يستأذن في الخروج إلى الحج. فخرج في الجواب: لا تخرج في هذه السنة، فأعاد فقال: هو نذر واجب أفيجوز لي القعود عنه؟ فخرج الجواب: إن كان لابد فكن في القافلة الأخيرة، فكان في القافلة الأخيرة فسلِم بنفسه وقُتل من تقدَّمه في القوافل الأُخر)[77].

التوقيع الخارج لأبي العباس الخجندي والذي سأل الإمام (عجّل الله فرجه) الكفّ عن الطلب فخرج التوقيع: “من بحث فقد طلب ومن طلب فقد دل ومن دل فقد أشاط ومن أشاط فقد أشرك[78].

ثانياً: ما ظهر من معجزات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) على يده:

عرَّف السيد الخوئي المعجزة بـ(أن يأتي المدّعي لمنصب من المناصب الإلهية بما يخرق نواميس الطبيعة ويعجز عنه غيره، شاهداً على صدق دعواه)[79]. وفي ضوء هذا التعريف لا يورد إشكال على نسبة المعجزة للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فإن الإمامة منصب إلهي، وقد ورد في الروايات عدة معجزات للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) التي ظهرت على يد الحسين بن روح (رحمه الله) منها:

١- حادثه الحسن الصيرفي: روى الطوسي بسنده قال: (سمعت محمد بن الحسن الصيرفي الدورقي المقيم بأرض بلخ يقول: أردت الخروج إلى الحج وكان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضة، فجعلت ما كان معي من الذهب سبائك وما كان معي من الفضة نقراً وكان قد دفع ذلك المال إليَّ لأسلمه من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (قدس سره) قال: فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي على موضع فيه رمل، فجعلت أميز تلك السبائك والنقر فسقطت سبيكة من تلك السبائك مني وغاضت في الرمل وأنا لا أعلم قال: فلما دخلت همدان ميزت تلك لسبائك والنقر مرة أخرى اهتماماً مني بحفظها ففقدت منها سبيكة وزنها مائة مثقال وثلاثة مثاقيل -أو قال: ثلاثة وتسعون مثقالاً- قال: فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة وجعلتها بين السبائك، فلما وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح (قدس سره) وسلمت إليه ما كان معي من السبائك والنقر، فمدّ يده من بين [تلك] السبائك إلى السبيكة التي كنت سبكتها من مالي بدلاً مما ضاع مني فرمى بها إليّ وقال لي: ليست هذه السبيكة لنا وسبيكتنا ضيّعتها بسرخس حيث ضربْتَ خيمتك في الرمل فارجع إلى مكانك وانزل حيث نزلت واطلب السبيكة هناك تحت الرمل فإنك ستجدها وستعود إلى ههنا فلا تراني.

قال: فرجعت إلى سرخس ونزلت حيث كنت نزلت، فوجدت السبيكة تحت الرمل وقد نبت عليها الحشيش، فأخذت السبيكة وانصرفت إلى بلدي، فلما كان بعد ذلك حججتُ ومعي السبيكة دخلت مدينة السلام وقد كان الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) مضى، ولقيت أبا الحسن علي بن محمد السمري (رضي الله عنه) فسلّمت السبيكة إليه)[80].

٢- حادثة علي بن الحسين بن موسى بن بابويه عندما أستأذن الإمام (عجّل الله فرجه) في الخروج للحج وتقدم ذكرها في التوقيعات.

٣- ما رواه الطوسي بسنده قال: (ووجدت في أصل عتيق كتب بالأهواز في المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة: أبو عبد الله، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد (بن عمر) بن علي بن أبي طالب الجرجاني قال: كنت بمدينة قم فجرى بين إخواننا كلام في أمر رجل أنكر ولده، فانفذوا رجلاً إلى الشيخ صانه الله.

وكنت حاضراً عنده (أيده الله) فدفع إليه الكتاب فلم يقرأه وأمره أن يذهب إلى أبي عبد الله البزوفري (أعزه الله) ليجيب عن الكتاب فصار إليه وأنا حاضر، فقال [له] أبو عبد الله: الولد ولده وواقعها في يوم كذا وكذا في موضع كذا وكذا فقل له: فيجعل اسمه محمداً فرجع الرسول إلى البلد وعرفهم ووضح عندهم القول وولد الولد وسمي محمداً)[81].

٤- العقيقي وحادثة الضيعة، روى الصدوق بسنده أنه قال: (قدم أبو الحسن علي بن أحمد بن علي العقيقي ببغداد في سنة ثمان وتسعين ومائتين إلى علي بن عيسى بن الجراح وهو يومئذٍ وزير في أمر ضيعة له، فسأله فقال له: إن أهل بيتك في هذا البلد كثير فإن ذهبنا نعطي كلما سألونا طال ذلك -أو كما قال- فقال له العقيقي: فإني أسأل من في يده قضاء حاجتي، فقال له علي بن عيسى: من هو؟ فقال: الله (عزّ وجل)، وخرج مغضباً، قال: فخرجت وأنا أقول: في الله عزاء من كل هالك، ودرك من كل مصيبة.

قال: فانصرفت فجاءني الرسول من عند الحسين بن روح (رضي الله عنه) وأرضاه فشكوت إليه فذهب من عندي فأبلغه فجاءني الرسول بمائة درهم عدداً ووزناً ومنديل وشيء من حنوط وأكفان، وقال لي: مولاك يقرئك السلام ويقول لك: إذا أهمك أمر أو غم فامسح بهذا المنديل وجهك، فإن هذا منديل مولاك (عليه السلام)، وخذ هذه الدراهم وهذا الحنوط وهذه الأكفان وستقضى حاجتك في ليلتك هذه، وإذا قدمت إلى مصر يموت محمد بن إسماعيل من قبلك بعشرة أيام، ثم تموت بعده فيكون هذا كفنك وهذا حنوطك وهذا جهازك.

قال: فأخذت ذلك وحفظته وانصرف الرسول وإذا أنا بالمشاعل على بابي والباب يدقّ، فقلت لغلامي (خير): يا خير؟ انظر أي شيء هو ذا؟ فقال خير: هذا غلام حميد بن محمد الكاتب ابن عم الوزير فأدخله إليّ فقال لي: قد طلبك الوزير ويقول لك مولاي حميد: اركب إليّ، قال: فركبت (وخبت الشوارع والدروب) وجئت إلى شارع الرزازين فإذا بحميد قاعد ينتظرني، فلما رآني أخذ بيدي وركبنا فدخلنا على الوزير، فقال لي الوزير: يا شيخ قد قضى الله حاجتك واعتذر إليّ ودفع إلي الكتب مكتوبة مختومة قد فرغ منها، قال: فأخذت ذلك وخرجت)[82].

٥- ولادة الشيخ الصدوق بدعاء الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وتقدم ذكرها في التوقيعات.

٦- حادثه محمد بن الفضل الموصلي والتي تقدم ذكرها في توقيعات الإمام (عجّل الله فرجه).

ثالثاً: ما رواه من زيارات وأدعية:

روي عن الحسين بن روح (رحمه الله) بعض الزيارات والأدعية منها: زيارة المشاهد الشريفة في رجب والتي تبدأ بـ”الحمد لله الذي أشهدنا مشهد أوليائه في رجب…” [83]  . دعاء التوسل بالإمامين الجواد والهادي (عليهما السلام) والذي يبتدأ بـ”اللهم إني أسئلك بالمولدين في رجب…[84].

…………………..

[73] الغيبة للطوسي: ١٩٦- ١٩٧.

[74] المصدر السابق: ٢٠١.

[75]  الغيبة للطوسي: ٢٠٤- ٢٠٥.

[76] كمال الدين للصدوق: ٥٠٢.

[77] الغيبة للطوسي: ٢٠٨.

[78] المصدر السابق.

[79]  البيان، السيد الخوئي: ٣٥.

[80] كمال الدين للصدوق: ٥١٦- ٥١٧.

[81] الغيبة للطوسي: ١٩٩- ٢٠٠.

[82] كمال الدين للصدوق: ٥٠٥.

[83] ينظر مصباح المتهجد، الطوسي: ٨٢١، إقبال الأعمال، ابن طاووس: ٣ / ١٨٣.

[84] ينظر المصباح، الكفعمي: ٥٣٠

Leave A Reply

Your email address will not be published.