الإمام الحسن العسکری (علیه السّلام) من الولاده إلى الشهاده

0

کنیته : أبو محمّد .

لقبه : العسکری .

یوم ولادته : الإثنین .

اُمّه : حدیثه .

نقش خاتمه : أنا لله شهید .

عدد أولاده : واحد , وهو الإمام الحجه المهدی المنتظر  (عجّل الله تعالى فرجه).

مده عمره : ۲۸ عاماً .

یوم وفاته : الجمعه .

محل وفاته : فی داره بسُرَّ مَن رأى .

سبب الوفاه : مات مسموماً من سمٍّ قدّمه الخلیفه المعتمد العباسی .

مکان قبره : فی الدار مع أبیه عند بوابه عثمان بن سعید .

تولّى تجهیزه : ابنه الإمام الحجه بن الحسن المهدی (عجّل الله تعالى فرجه)(۱) .

أقام الإمام العسکری مع أبیه ثلاث وعشرین عاماً . اشتهر بلقب العسکری نسبه إلى المحله التی کان فیها بیت أبیه تدعى العسکری . وکانت هذه المنطقه فقیره , وأصبحت مقراً للعسکر   .

تولّى مقالید الإمامه والولایه بعد وفاه أبیه (علیه السّلام) لمده ست سنین , إلى أن أتاه الأجل بعد تلک السنین السته من الاختناق السیاسی والظلم  . 

کان الإمام (علیه السّلام) یتلقّى الأذى والألم من ظلم النظام العباسی الجائر فی الفتره التی کان فیها تحت الرقابه والإقامه الجبریه , بعدها نُقل إلى موضع آخر تحت رقابه صالح بن وصیف , وکان هذا المحل أکثر مراره وصعوبه .

وکان الإمام (علیه السّلام) قائماً لیله , یسبح الله کثیراً ویکبّره لا یفتر(۲) .

قال الرواه : کانت أخلاقه کأخلاق جدّه رسول الله (صلّى الله علیه وآله) فی هدیه وسکونه , وعفافه ونبله وکرمه , وکان على صغر سنّه مقدماً على العلماء والرؤساء , معظماً مکرماً عند سائر الناس کما کان آباؤه وأجداده الأئمه المیامین الأطهار من عتره الرسول المصطفى (صلوات الله علیهم أجمعین)

على أن ما جرى لأوّل الأئمه (علیهم السّلام) من الفضائل وصفات الکمال یجری لآخرهم , وأنّهم فی ذلک سواء(۳) .

عندما أرسله الخلیفه العباسی إلى السجن المرعب والمخیف انقطع الإمام (علیه السّلام) إلى الله سبحانه وتعالى لا غیر , وعندما وکل صالح بن وصیف رجلین من الأشرار بقصد إیذائه والتضییق علیه , فأصبحا بمعاشرتهما الإمامَ العسکری (علیه السّلام) من الصلحاء الأبرار .

وقال لهما صالح  یوماً : ما شأنکما فی هذا الرجل ؟

قالا له : ما نقول فی رجل یصوم نهاره , ویقوم لیله کلّه , لا یتکلّم ولا یتشاغل بغیر العباده , وإذا نظر إلینا ارتعدت فرائصنا ودخلنا ما لا نملکه من أنفسنا .

ما معنى أسیر لا یملک حولاً ولا قوه  فینظر إلیه آسره فیرتعد آسره خوفاً وفزعاً ؟! لا تفسیر له إلاّ هیبه الإمامه الإلهیه , والرئاسه الحقه المنتخبه من قبل الباری (عزّ وجلّ) لعباده ؛ لیخرجهم من الظلمات إلى النور .

هؤلاء الأئمه الاثنی عشر هم خیر البشر ؛ فرفعهم الله على الناس جمیعاً , ومَن ینقطع إلى الله سبحانه وتعالى تهابه الملوک والجبابره , وقد جاء فی الحدیث أنّ المؤمن إذا انقطع إلى الله سبحانه وتعالى هابته الملوک والجبابره .

وجاء فی الحدیث : (( إنّ المؤمن یخشع له کلُّ شیء ، وإنّ مَن یخاف الله یخاف منه کلُّ شیء حتّى هوام الأرض وسباعها وطیور السماء ))(۴) .

من آثاره مجموعه من الأحادیث المبارکه , ونحاول أن ننقل بعضاً منها لیتّضح للقارئ علم الإمام وحکمته وبیانه :

· لا تمار فیذهب بهاؤک , ولا تمازح فیجترأ علیک .

· مَن رضی بدون الشرف من المجلس لم یزل الله وملائکته یصلّون علیه حتّى یقوم من المجلس .

· حبُّ الأبرار للأبرار ثواب للأبرار , وحبُّ الفجّار للأبرار فضیلهٌ للأبرار , وبغض الأبرار للفجّار خزی على الفجّار  .

· من التواضع السّلام على کلِّ من تمرّ به , والجلوس دون شرف المجلس  .

·من الجهل الضحک من غیر عجب .

·  الغضبُ مفتاح کلِّ شرٍّ .

· التواضع نعمهٌ لا یُحسد علیها(۵) .

 وصایاه (علیه السّلام)

(( اُوصیکم بتقوى  الله , والورع فی دینکم , والاجتهاد لله , وصدق الحدیث , وأداء الأمانه إلى من ائتمنکم من برٍّ أو فاجر , وطول السجود , وحسن الجوار ؛ فبهذا جاء محمّد (صلّى الله علیه وآله) .

صلّوا فی عشائرهم , واشهدوا جنائزهم , وعودوا مرضاهم , وأدّوا حقوقهم ؛ فإنّ الرجل منکم إذا ورع فی دینه , وصدق فی حدیثه , وأدّى الأمانه , وحَسّن خلقه مع الناس , قیل : هذا شیعی , فیسرّنی ذلک .

اتقوا الله وکونوا لنا زیناً ولا تکونوا شیناً .

جرّوا إلینا کلَّ مودّه , وادفعوا عنّا کلَّ قبیح ؛ فإنّه ما قیل فینا من حسن فنحن أهله , وما قیل فینا من سوء فما نحن کذلک .

لنا حق فی کتاب الله , وقرابه من رسول الله , وتطهیر من الله لا یدّعیه أحد غیرنا إلاّ کذّاب .

أکثروا من ذکر الله , وذکر الموت , وتلاوه القرآن , والصلاه على النبی (صلّى الله علیه وآله) ؛ فإن الصلاه على رسوله (صلّى الله علیه وآله) عشر حسنات  .

احفظوا ما اُوصیتکم به , واستودعکم الله , وأقرأ علیکم السّلام  )) .

ـــــــــ
(۱) الکلم الطیب ـ حسین الموسوی الهندی .
(۲) الکوفه مهد الحضاره الإسلامیّه ـ محمد رضا عباس .
(۳) الشیعه والتشیّع ـ الشیخ محمّد جواد مغنیه .
(۴) الشیعه فی المیزان ـ الشیخ محمّد جواد مغنیه / ۲۵۰ .
(۵) تأریخ إیران خمسه آلاف سنه  ـ د . صدّیق صفی زاده  .

Leave A Reply

Your email address will not be published.