القتل فی الجبهه لا یعنی الهزیمه

0

سید الشهداء علیه السلام کان یعلم أنه بعد استشهاده سیملأ العدو کل محافل المجتمع حینذاک والعالم بالإعلام المضاد له. الإمام الحسین علیه السلام لم یکن الشخص الذی یجهل زمنه، أو یجهل العدو وسط هذه الظروف، ولدیه الإیمان والأمل.
الحسین بن علی علیه السلام لدیه ذلک الإیمان بحرکه مظلومیته وغربته التی هزمت العدو فی النهایه، سواء على المدى القصیر، أو على المدى الطویل أیضاً، وهذا ما حدث.

من الخطأ أن یتصور أحد أن الإمام الحسین علیه السلام هُزم، فالقتل فی جبهه القتال لا یعنی الهزیمه.
لم ینهزم ذلک القتیل، إن الذی لم یصل إلى هدفه هو المهزوم.. إن هدف أعداء الإمام الحسین علیه السلام هو إزاله الإسلام وآثار النبوه من الأرض، لقد هُزموا لأنهم لم یحققوا ذلک، هدف الإمام الحسین علیه السلام هو إیجاد الصدع فی کل ترتیبات أعداء الإسلام الذین تصرفوا بکل مکان حسب رغباتهم.. الإسلام، ونداء المظلومیه، الإسلام وأحقیه الإسلام ستملأ کل مکان، وبالنهایه سینهزم عدو الإسلام.. هذا ما قد حدث على المدى القصیر، وانتصر الإمام الحسین علیه السلام على المدى الطویل أیضاً.

على المدى القصیر من خلال صوره الإمام الحسین المظلوم علیه السلام وشهادته وأسر حرم هذا العظیم، واضطراب نظام حکومه بنی أمیه.
وبعد هذه الحادثه تواتر فی العالم الإسلامی وقوع حوادث.. فی المدینه المنوره، فی مکه، وبالنهایه أدت إلى هلاک سلاله آل أبی سفیان بعد (۳-۴ سنوات).. سلاله آل أبی سفیان اندثرت کلیاً ومحیت من الوجود.

من کان یتصور أن هذا العدو الذی أوصل الإمام الحسین المظلوم إلى الشهاده فی کربلاء سیغلب؟ وعلى المدى الطویل حیث انتصر الإمام الحسین علیه السلام أیضاً، تفحّصوا تاریخ الإسلام وانظروا کم أضاء الدین العالم، وکم أصبح للإسلام من نفوذ، الشعوب الإسلامیه أصبحت جلیه مشعه، العلوم الإسلامیه ارتقت، الفقه الإسلامی ارتقى، وأخیراً بعد مرور عده قرون.. رایه الإسلام ترفرف فوق أعلى سطوح العالم.

هل أن یزید وعائله یزید کانوا یرضون بأن یشع الإسلام هکذا؟
 إنهم أرادوا أن یمحوا ذکر الإسلام، أن لا یترکوا أثراً واسماً یبقى من القرآن ونبی الإسلام کما ترون.

لقد حدث العکس تماماً.
إن هذا الانجاز هو ما فعله الإمام الحسین علیه السلام.
إذن هذا المقاتل والمجاهد فی سبیل الله والمظلوم، بذلک الشکل وقف بوجه العالم، وسفک دمه وأسرت حرمه، وقد انتصر على العدو من جمیع النواحی، إن هذا درس للشعوب.

لذا ینقل عن قاده العالم المعاصر الکبار وحتى أن بعضهم لیسوا مسلمین قولهم إننا تعلمنا طریق النضال من الحسین بن علی علیه السلام أیضاً.. أدرکوا أن قتلهم لیس دلیلاً على انکسارهم، أدرکوا أن الانسحاب أمام العدو القوی ظاهریاً یوجب العار.

والعدو مهما کان قویاً إذا کان الجناح المؤمن والفئه المؤمنه بتوکلها على الله، تجاهد العدو توقع به الهزیمه.. فالنصر من نصیب الفئه المؤمنه، وهذا المفهوم أدرکه شعبنا.
الیوم هو الوقت المناسب الذی یجب فیه على الشعوب الإسلامیه عدم الخوف والتردد أمام هذه القوى الاستکباریه الظاهریه.

إن هذا النضال سیستمر.. بالتأکید إن شعبنا العظیم استطاع تجاوز الکثیر من المشاکل والمعوقات، لقد تجاوزتم معضلات کبیره وبحمد الله حتى وصلتم إلى هذا المستوى.
إننا شعب عظیم.. ممن نخاف؟ إننا نملک قدرات عظیمه.
شعبنا یملک الاستعداد العلمی، یملک الذخائر المادیه، یملک علوماً وثقافه، وفوق کل شیء یملک الإیمان بالإسلام والتوکل على الله.

شعبنا شعب مستقل، یجب أن یعتمد على نفسه، والمسؤولون یجب أن یعتمدوا على الشعب، أن یعتمدوا على طاقاته، لا ینبغی أن تمتد ید الحاجه إلى العدو.

العدو ینتظر من شعب یحمل الإسلام والقرآن أن یبدی الضعف والعجز، یجب أن لا ندع العدو یحصل على هذه الفرصه، أن یتصور أو یشعر أن ضعفاً ما فی وسطنا، شبابنا على أهبه الاستعداد.. یوجد فی وسطنا قوى علمیه، إن روح الابتکار عظیمه لدى شعبنا، إن هذا الشعب یمکنه الوقوف على أقدامه، والعدو لن یساعد المؤمنین بالإسلام بأی شکل.

إنهم أعداء الإسلام، إن کل المسؤولین فی الأقسام المختلفه یجب أن ینتبهوا لهذه النقطه، یجب أن نعتمد على ثرواتنا، على علمنا، على استعدادنا، على قدراتنا المادیه، على ذخیرتنا التی تحت الأرض، لا أن نسلک طریق الکلام والتفرج، ولکن یجب أن لا نستسلم أو نقهر أمام قدره العدو.
هذا الشعب ذو أصاله.. شعب عظیم.

یجب أن نبقى کشوکه فی عیون الاستکبار والشیطان الأکبر، یجب أن لا نسمح لهم أن یطمعوا بشعبنا وهذا ببرکه الإمام الحسین علیه السلام، ببرکه عاشوراء فی أیام محرم وصفر.

یجب أن یقوی شعبنا العزیز روح الحماسه.. روح عاشوراء.. روح عدم الخوف من الأعداء.. روح التوکل على الله.. روح التضحیه والجهاد فی سبیل الله.خذوا عونکم من الإمام الحسین علیه السلام.

إن مجالس العزاء لهذا الأمر.. حیث أن قلوبنا مع الإمام الحسین بن علی علیه السلام تقترب من أهداف هذا العظیم، وتتعرف علیها.. نتعلم طریقه ونسلکه.لا یقولن البعض من ذوی الفهم المنحرف أن معنى طریق الإمام الحسین علیه السلام هو أن یقتل کل الشعب.

أی إنسان جاهل یمکنه تصور هذا؟ على الشعب أن یأخذ درساً من الحسین بن علی علیه السلام، وهذا یعنی أن لا یخاف من العدو.. أن یعتمد على نفسه، أن یعتمد على الله.

لیعلموا أن جبهه العدو مستحکمه وقویه ظاهریاً ولکن قدرته الواقعیه ضعیفه.
أوَلم یروا ومنذ انتصار الثوره والأعداء یریدون أن یزیلوا الجمهوریه الإسلامیه من الوجود، ولکن لم یستطیعوا.
إن هذا یدل على ضعفهم.. وقوتنا، نحن الأقویاء.. لدینا القوه ببرکه الإسلام.

نحن نتوکل على الله العظیم ونعتمد علیه، أی قوه الله معنا والعالم لا یمکنه مواجهه مثل هذه القوه.
أتمنى من الله المتعال ببرکه الحسین بن علی علیه السلام أن یجعلنا من أنصار ذلک العظیم، وأن یحسبنا من طلیعه المجاهدین فی سبیل الله، وأن ترضى عنا روح إمامنا المقدس، وأن یجعلنا من جنود وأنصار إمام الزمان أرواحنا له الفداء.

Leave A Reply

Your email address will not be published.