المقاومه هی الخیار والمعادله الوحیده

0

إسرائیل، کیان غاصب قائم على القتل والعنف وحبّ السیطره وظلم الشعوب، منذ بدایه إعلان الیهود الصهاینه ـ بدعمٍ غربی ـ نیّتهم بناء دوله لهم. فهذا الکیان إنّما قام على إحتلال أرض الغیر وإخراج الشعوب من بیوتهم وأرضهم، بالقتل والتعذیب والتّشرید وممارسه الهیمنه والإستکبار.
ومنذ ذلک الحین والکیان الغاصب یقوم بإحتلال مختلف الأراضی العربیّه والتّعدّی على شعوبها بأبشع ألوان الظلم، وکما یعلم الجمیع فإنّ الکیان الغاصب قد خاض عدّه مواجهات مع العرب کان یعتبرها نزهه وتجربه لأسلحته، وتدریباً لجنوده، فإنّه فی کلّ مرّه کان یحتلّ المزید والمزید من الأراضی ویفرض شروطاً مذلّهً إضافیّه على الدّول العربیّه وشعوبها. 

وفی المقابل کان العرب وشعوبهم یقفون لیستنجدوا بالأمم المتّحده والمجتمع الدّولی، اللذین هما أوّل الدّاعمین لذلک الکیان الغاصب والشعب الیهودی الصهیونی ومشروعه الفاسد، فما کانت نتیجه ذلک الإستنجاد إلّا الرضوخ للهیمنه الصهیونیّه، والقبول بالشروط المذلّه. بل وفی یومنا هذا وکما یعلم الجمیع، هناک دولٌ عربیّه وإسلامیّه تقدّم کلّ العون والدّعم للکیان الغاصب وشعبه الصهیونی لیمارس الضغط والقتل على الشعب الفلسطینی وشعوب المنطقه أجمع!.
 
وبقی الحال على ما هو علیه حتى برزت حرکات المقاومه فی مختلف البلاد العربیّه أبرزها المقاومه اللبنانیّه والفلسطینیّه، وکان العرب أوّل مَن وقف فی وجه هذه الحرکات المقاومه، لإعتقاد البعض أنّ العرب والمسلمین لا یقدرون على مواجهه هذا الکیان لقوّته وهمجیّته، فالمقاومه لن تساعد إلّا فی إزدیاد الظلم والقتل والتّهجیر. بینما کان أکثر العرب والمسلمون یقفون فی وجه المشروع المقاوم، لکونه یتعارض مع مشروع الخیانه، وسوف یقطع عنهم المال الذی تدفعه الولایات المتّحده الامریکیّه لهم، بل سینزع منهم مناصبهم التی وصلوا إلیها من خلال مساعده ودعم الکیان الغاصب. مضافاً إلى وصف المقاومه بالمشروع المتهوّر من قِبل البعض. 

نعم کانت هناک دول إسلامیّه وعربیّه تدعم هذه الحرکات منذ یومها الأوّل، بل ساهمت فی تأسیس الکثیر من الحرکات المقاومه فی مختلف الدّول، وأبرز هذه الدّول الدّاعمه هی الجمهوریّه الإسلامیّه الإیرانیّه والجمهوریّه العربیّه السوریّه، رغم الضغوط الدّولیّه التی واجهت هذین البلدین، بسبب دعمهما لمشروع المقاومه. 

إلّا أنّ المقاومه اللبنانیّه والفلسطینیّه وقفتا فی وجه کلّ الضغوط التی واجهتهم من قِبل الدّول العربیّه والإسلامیّه وشعوبهم، والمجتمع الدّولی، وذلک کلّه بفضل الله تعالى والإیمان الراسخ والعقیده الإسلامیّه الأصیله التی یحملها أبناء المقاومه فی نفوسهم، وعلمهم المسبق بأنّ الحلّ الوحید هو خیار المقاومه ومواجهه العدو الصهیونی بالقوّه والسلاح، خلافاً لما یعتقده الکثیر من العرب ـ حتّى فی یومنا هذا ـ من أنّ المفاوضات هی الحلّ الوحید. وبین هذا وذاک أثبتت الأیام أنّ خیار المقاومه والمواجهه العسکریّه هی الحلّ الوحید لرفع الظلم والبطش والقتل والإحتلال الصهیونی، لا المفاوضات التی لا تعترف بها إسرائیل والولایات المتّحده الأمریکیّه أساساً. 

ومن أهمّ الدلائل على أنّ خیار المقاومه هو الصحیح والوحید، ما حصل فی العام ۲۰۰۰م، حیث بعد إحتلالٍ إمتدّ لسنواتٍ وقارنته مفاوضات وإتّفاقیّات کثیره، لم یستطع أحد إخراج الصهاینه من الأرض اللبنانیّه غیر السلاح والمقاومه ومجاهده الأبطال البواسل. وتُکمل الأیام مروراً بحرب تمّوز ۲۰۰۶م الحرب المعروفه التی وقعت بین المقاومه اللبنانیّه والکیان الغاصب وخرج العدوّ من الحرب دون أن یحقّق أیّ إنجاز، بل تکبّد الکثیر من الخسائر المادّیّه والبشریّه. وصولاً إلى حرب غزّه فی أوأخر العام ۲۰۰۸م الذی بدأها العدوّ الصهیونیّ واضعاً الکثیر من الأهداف، إلّا أنّه خرج مُخیّب الآمال، حیث وقفت المقاومه الفلسطینیّه وشعبها بکلّ قوّتها فی وجه العدوّ الغاشم. 

هذا کلّه والعرب لم یقتنعوا بعد بأنّ بإستطاعتهم مواجهه العدوّ الإسرائیلی وهیمنه الولایات المتّحده الأمریکیّه، بل لا زال الکثیر منهم یمشی فی طریق المفاوضات والإتّفاقیّات المذلّه! لکن الیوم ونحن نشهد عدواناً جدیداً على غزّه، فهل تعتقد الشعوب العربیّه والإسلامیّه وحکّامهم، بأنّ الحلّ الوحید هو التّنازل والقبول بالعار والذّل والإتّفاقیّات؟ أین هم من قوّه المقاومه التی أوصلت الکیان الغاصب لأوّل مرّه بأن یطالب الولایات المتّحده الامریکیّه والغرب بالعمل على وقف إطلاق النّار منذ ۲۴ ساعه الأولى لشنّ العدوان؟ کیف هذا وقد بدأت إسرائیل بالحرب وقد أعلنت أنّ لها أهداف معیّنه منها؟ هل أنّ الأهداف تحقّقت منذ الیوم الأوّل؟ الحقیقه أنّها تفاجأت بقوّه المقاومه وإستخدامها لسلاحٍ جدیدٍ لم تکن تتوقّعه، ما أدّى إلى إدخال الرعب والخوف فی قلوب جنودها الجبناء.
آن للعرب أن یفهموا بأنّ الخیار الوحید هو خیار المقاومه، وأنّ ما حصل فی لبنان وما یحصل الیوم فی غزّه، هو بفضل الله تعالى وبفضل الجمهوریّه الإسلامیّه الإیرانیّه وسوریا اللتان قدّمتا کلّ الدّعم ـ من سلاحٍ ومالٍ وغیرهما ـ لمشروع المقاومه والممانعه، فی حین أنّ مفاوضاتهم وإتّفاقیّاتهم المذلّه لم تقدّم للشعب الفلسطینی إلّا العار والذّل والقتل والظّلم.

Leave A Reply

Your email address will not be published.