دعائم ثقافه الطفل
تعد الأسره أول دعامه من دعائم ثقافه الطفل، و هی تتحمل مسؤولیه کبرى فی تنمیه قابلیته لتحصیل المعرفه، و ذلک بتعویده على القراءه، و حب المطالعه، و توجیه التوجیه الأخلاقی السلیم . فالأسره هی الخلیه الأولى فی المجتمع، و القدوه الحسنه، لها تأثیر کبیر فی هذا المجال . فالأهل الذین یخصصون وقتاً یومیاً للمطالعه، یحترمونه، و لا یتخلون عنه إلا لظروف قاهره، خارجه عن إرادتهم، یجعل أولادهم یحبون القراءه، و یمیلون إلیها، أکثر بکثیر من الطلب الشفوی منهم أن یقرؤوا، إنها قوه القدوه الحسنه، والرغبه فی تقلید ما یفعله الأهل، أکثر مما یقولونه، و یطلبونه من أولادهم .
کما تلعب وسائل الإعلام، دوراً بارزاً فی إثراء ثقافه الأطفال، عندما یحسن استخدامها، واختیار برامجها، مع الترکیز دائماً، على البرامج المفیده، فی تنشیط العقل، و توسیع المدارک، والتربیه السلوکیه الصالحه .
أما المدرسه، فدورها رائد فی التوجیه الثقافی، و بخاصه فی بلادنا، حیث تقوم بمهام مزدوجه، أی بدور الأسره و المدرسه فی آن واحد، نظراً لانتشار الجهل و الأمیه فی مجتمعاتنا بصوره واسعه .
تلعب وسائل الإعلام، دوراً بارزاً فی إثراء ثقافه الأطفال، عندما یحسن استخدامها، واختیار برامجها، مع الترکیز دائماً، على البرامج المفیده، فی تنشیط العقل، و توسیع المدارک، والتربیه السلوکیه الصالحه .
ثم إن ثقافه الطفل، هی نتاج اجتماعی، و عملیه مستمره، لا تتوقف عند حدود، فهی للأطفال، فی کل زمان . و تلعب مکتبات الأطفال هی الأخرى، بدءاً بالمکتبات المنزلیه، مروراً بمکتبات ریاض الأطفال، و المکتبات المدرسیه، وصولاً إلى المکتبات العامه، دوراً هاماً، فی تثقیف الأطفال و تربیتهم، و بناء الأجیال، بناء قویماً، لإعداد رواد المستقبل . و قادته، إنهم أطفال الیوم .
و إن أول عمل یجب السهر على تحیقه بجدیه بالغه، هو تحبیب الأطفال بالقراءه و إن أفضل سبیل لتحقیق ذلک، و هو القدوه الحسنه، والمثال الجید . لأن القراءه، تنقل فی الغالب، من الآخرین، عن طریق العدوى، ولا ننسى أهمیه وجود الخاصه بهم، و کتب الشعر، والأناشید، فی البیت والمدرسه . والکلمه المطبوعه مازالت تمتلک قوه جاذبیه کبیره للأطفال، إلى جانب الوسائل السمعیه ـ البصریه، و الوسائط الإلکترونیه .
إن أول عمل یجب السهر على تحیقه بجدیه بالغه، هو تحبیب الأطفال بالقراءه و إن أفضل سبیل لتحقیق ذلک، و هو القدوه الحسنه، والمثال الجید . لأن القراءه، تنقل فی الغالب، من الآخرین، عن طریق العدوى، ولا ننسى أهمیه وجود الخاصه بهم، و کتب الشعر، والأناشید، فی البیت والمدرسه.
و یشبه البناء الثقافی، إلى حد بعید، بناء برج مرتفع، کل حجره تضاف إلیه، أساسیه و ضروریه، و ذات أهمیه فی تشییده، لا یمکن الاستغناء عنها . و البرج الثقافی، یحتاج أول ما یحتاج، إلى أجهزه تربویه مؤهله تأهیلاً جیداً، و من دونها لا یمکن البناء على الإطلاق، و الأطفال یحتاجون إلى الشعور بالأمان، حتى یقبلوا على الثقافه، و تزداد معارفهم، و إلى رعایه خاصه من المجتمع و الدوله، مع تخصیص الأموال اللازمه لذلک . ففی الولایات المتحده الأمریکیه مثلاً، و بقصد مواصله الاهتمام بالأجیال الصاعده و تشجیعها على القراءه، وقع رئیس الجمهوریه بتاریخ ۲۰۰۲/۱۰/۰۸، مرسوماً یقضی بتخصیص ملیون دولار کل عام، ولمده خمس سنوات، تصرف على تدعیم قراءه الأطفال، لترقیه إمکاناتهم اللفظیه، والصوتیه، والتفوق القرائی، بما یمکنهم من الانتقال، من تعلم القراءه، إلى القراءه للتعلم والتثقیف، أی الإقبال على القراءه للتفوق فی مجتمع المعلومات، تحت شعار: " القراءه أولاً " .
و کم نحن بحاجه إلى مثل هذا الاهتمام، أکثر من أی وقت مضى، لدعم القراءه فی بلادنا، و لتربیه أبنائنا، والأجیال الصاعده، على التفکیر العلمی، و تعویدهم البحث الذاتی عن المعلومات، و إعاده الاعتبار للأخلاق الاجتماعیه، و زرع الثقه فی النفوس، مع التفتح على الثقافات العالمیه الرصینه، و قبول الرأی الآخر، و تفجیر الطاقات الإبداعیه، بما یعود بالنفع على أمتنا، فی حاضرها، و مستقبلها.