التجسیم عند ابن تیمیه وأتباعه ق (۱۰)

1

۲۰/۰۱/۲۰۱۱
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحیم، الحمد لله رب العالمین، والصلاه والسلام على رسول الله الأمین محمد وآله الطیبین الطاهرین وأصحابه المنتجبین. تحیه طیبه لکم مشاهدینا الکرام مشاهدی قناه الکوثر الفضائیه، السلام علیکم ورحمه الله وبرکاته. فی البدء نود أن نتقدم بأحر التعازی وجمیل المواساه إلى اسر الضحایا ونسأل الله أن یمن على الشهداء بالجنه والرحمه والمغفره والرضوان وعلى الجرحى بالشفاء العاجل، أعنی بذلک ضحایا الانفجارات الأخیره التی وقعت قرب مدینه کربلاء المقدسه مستهدفه زوار أبی عبد الله الحسین علیه السلام الذین جاءوا لیواسوا محمد وآل محمد صلى الله علیه وآله ویتقربون لله تعالى بهذه المواساه استجابه لبکاء نبیهم صلى الله علیه وآله حینما قال إن ولدی هذا یذبح عطشان فی أرض یقال لها کرب وبلاء، أما أولئک فإنما یتقربون إلى أسلافهم من بنی أمیه أمثال معاویه ویزید من أعداء محمد وآل محمد، وحسبکم هذا التفاوت بیننا وکل إناء بالذی فیه ینضح. نلتقیکم فی حلقه جدیده من برنامج مطارحات فی العقیده، عنوان حلقه اللیله: (التجسیم عند ابن تیمیه وأتباعه، القسم العاشر) أرحب باسمکم بضیفنا الکریم سماحه آیه الله السید کمال الحیدری، مرحباً بکم سماحه السید.
سماحه السید کمال الحیدری: أهلاً ومرحباً بکم.
المُقدَّم: فی البدء هل لدیکم تمهید وإضافات قبل الدخول فی حلقه الیوم.
سماحه السید کمال الحیدری: أعوذ بالله السمیع العلیم من الشیطان الرجیم، بسم الله الرحمنالرحیم، وبه نستعین والصلاه والسلام على محمد وآله الطیبین الطاهرین.
یتذکر المشاهد الکریم أننا ذکرنا فی الحلقه السابقه أن أتباع ابن تیمیه یحاولون أن یؤسسوا لنظریه أنهم هم فقط هم أهل السنه والجماعه، وباقی المسلمین بمختلف اتجاهاتهم وعقائدهم ومبانیهم الفقهیه والفکریه فهم أهل بدعه وهم أهل ضلال وهم أهل الأهواء ونحو ذلک.
ویتذکر الأعزاء فی الحلقه السابقه أننا قرأنا مجموعه من کلمات هؤلاء التی أثبتت أنهم یرون أن جمیع المسلمین إلا ابن تیمیه ومن تبعه من الوهابیه هؤلاء فقط هم أهل السنه أما الباقی فهم أهل البدعه.
قد یقول قائل: بأنه سیدنا هذا لم یقولوه فی باقی المسلمین وإنما قالوه فی الأشاعره وفی الصوفیه؟
فی الواقع نحن عندما نأتی إلى المسلمین نجد أنهم فی الأعم الأغلب أما هم من الأشاعره وأما من الصوفیه وأما هم من الماتریدیه وأما هم من الأباظیه ونحو ذلک, وهؤلاء هم العمود الفقری للعالم الإسلامی. فعندما یتهمون هؤلاء أو یتهمون الأشاعره والماتریدیه والمعتزله والزیدیه والأباظیه والصوفیه بأنهم أهل بدعه وأهل هوى وأهل ضلال بطبیعه الحال ینتج هذا الذی نجده فی العراق فی مثل هذه الأیام وهو أنهم یتقربون إلى الله بحسب اعتقادهم بقتل المسلمین سواء کانوا من الشیعه أو کانوا من أهل السنه کما هو واضح، یعنی أن الأحداث الأخیره فی العراق لیست مختصه بالشیعه. نعم، هناک ترکیز على شیعه أهل البیت ولکن هناک مناطق أخرى لیسوا هم من الشیعه ومع ذلک نجد أنهم یقتلونهم لأن هؤلاء یعتقدون بأن جمیع المسلمین فی العالم إنما هم أهل البدعه.
وأضیف هذه اللیله بعض الکلمات وهو أنهم یعتقدون أن جمیع المسلمین، وقد یقول لی قائل مره أخرى سیدنا هؤلاء لا یقولون عن المسلمین.
الجواب: هم یقولون عن الأشاعره والمعتزله وهؤلاء هم العمود الفقری فی العالم الإسلامی.
بل یصرحون أن هؤلاء هم على نهج المشرکین، بل یصرحون أن هؤلاء ملحدون، بل یصرحون أنهم کفار ومعاندون.
هذه هی التربیه التی یربی بها هؤلاء أطفالهم من الصغر، لا یتبادر إلى الذهن أن القضیه فقط فی الأروقه العلمیه أو فی الجامعات، بل أطفالهم من العاشره من عمرهم فی مناهجهم الدراسیه یحاولوا أن یربوهم بهذه التربیه البائسه.
هذا کتاب (الإرشاد إلى صحیح الاعتقاد والرد على أهل الشرک والإلحاد) بقلم الدکتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الأستاذ بالمعهد العالی للقضاء، الریاض، وعضو هیئه کبار العلماء، إذن المتکلم لیس إنسان عادی من حیث الموقع ومن حیث المستوى العلمی، فی هذا الکتاب فی (ص۱۴۴) یقول: (ونصوص الصفات من المحکم … وإنما ینکرها المبتدعه من الجهمیه والمعتزله والأشاعره) إذن هؤلاء هم من المبتدعه. هذا العنوان الأول الذی اُعطی لأکثر المسلمین.
العنوان الثانی: (الذین ساروا على منهج مشرکی قریش) إذن هؤلاء منهجهم فی الشرک منهج أهل الشرک، یعنی عموم المسلمین منهجم منهج الشرک.
إذن أولاً أهل البدعه، ثانیاً هم على منهج المشرکین.
ثالثاً: (الذین یکفرون بالرحمن ویلحدون فی أسماء الله وقد قال الله تعالى).
إذن فی هذین السطرین نجد أنه وصف الأشاعره الذین یمثلون أغلبیه المسلمین من المذاهب الإسلامیه والمدارس الإسلامیه وصفوهم بأنهم مبتدعه وأنهم على منهج المشرکین وأنهم کفار وأنهم ملحدون. هذا هو المورد الأول الذی بودی أن یلتفت له المشاهد الکریم.
المورد الثانی: الذی لابد أن یشار إلیه، وهو ما ورد فی کتاب (الدرر السنیه فی الأجوبه النجدیه، ج۳، کتاب الاسماء والصفات) جمع الفقیر إلى الله عبد الرحمن النجدی الحنبلی، المتوفى ۱۳۹۲هـ، یقول: (وهذه الطائفه) مقصوده وهی التی تنتسب إلى الأشاعره (وهذه الطائفه التی تنتسب إلى أبی الحسن الأشعری وصفوا رب العالمین بصفات المعدوم) لأنهم لم یجسموه إذن قالوا عدم، وهذا تقدم. ثم یقول: (فالأئمه من أهل السنه) مقصوده من أهل السنه أنفسهم ابن تیمیه وأتباعه من الوهابیه (فالأئمه من أهل السنه وأتباعهم لهم المصنفات المعروفه فی الرد على هذه الطائفه) یعنی الأشاعره (فی الرد على هذه الطائفه الکافره المعانده).
ومع ذلک تجدهم یقولون نحن لا نکفر أحداً من المسلمین وهذه هی الکتب التی تطبع بعشرات الآلاف من النسخ وتوزع على الناس. هذا الکتاب هو الطبعه السادسه، سنه ۱۴۲۵هـ، فی (الجزء الثالث، ص۲۱۰-۲۱۱) یقول: (الکافره المعانده کشفوا فیها کل شبهه لهم …).
والغریب أنه لو کانت القضیه مقتصره على الأروقه العلمیه فقط لقلنا أن هذه وجهه نظر وبحث علمی، ولکن نجدهم أنهم یربون البراعم والأطفال على هذه الحقائق البائسه وهی أن من لا یؤمن بما یقوله ابن تیمیه والوهابیه فهم مشرک. فی کتاب (التوحید، الصف الأول الثانوی، ص۶۶) منهج المملکه العربیه السعودیه، وزاره التربیه والتعلیم، التطویر التربوی، طبعه ۱۴۲۹هـ، یقول: (الذین ینکرون الأسماء والصفات ثلاثه أصناف: الجهمیه، المعتزله الأشاعره، والماتریدیه ومن تبعهم … وأول من عرف عنه إنکار الأسماء والصفات بعض مشرکی العرب) إذن یجعل هؤلاء فی صف مشرکی العرب. ثم یقول: (فکل من نفى عن الله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله من أسمائه وصفاته فقد شارک المشرکین فی حال من أحوالهم) والعجیب أن کل علماء المسلمین لا ینفون هذه الصفات وإنما یختلف بعضهم مع البعض فی تفسیر هذه الأسماء والصفات. ما هو التفسیر؟ وإلا لا یوجد عالم مسلم جاءت آیه فی القرآن وأثبتت الید لله تعالى ویقول أنا أنکر هذه الصفه. لا. وإنما ما هو التفسیر الذی یقدم لهذه الصفه القرآنیه، ولهذه الصفه الوارده فی القرآن الکریم، یعنی الید والوجه، هذه الصفات الخبریه التی أشرنا لها.
وهنا بودی أن أشیر إلى أصل وهو مهم جداً لابد من أن یلتفت له المشاهد الکریم وهو أن هؤلاء یعنی ابن تیمیه وأتباعه یعنی الوهابیه المعاصره عندنا یحاولوا بکل ما أوتوا من قوه کما أشرنا فی الحلقات السابقه أن یقولوا أنهم یمثلون عموم المسلمین، لماذا؟
المشاهد الکریم لابد أن یلتفت إلى هذا الأصل والحقیقه وهو أن هؤلاء یعلمون أنهم لو لم یتکلموا باسم عموم المسلمین فهم أقل القلیل ولهذا یحاولوا من خلال هذا الطریق أن یجعلوا أنفسهم فی الأکثریه وإلا هم یصرحون نحن لا نتفق مع الأشاعره وغیر الأشاعره، یقول نحن لا نتفق معهم إلا فی أمرین: أولاً مسأله الخلافه، وثانیاً الصحابه. بهذا القدر نحن نتفق مع باقی المسلمین وإلا فی مسأله التوحید وفی مسائل العقیده الأخرى وفی المسائل المهمه الأساسیه والأصلیه فی الدینیه فیقولون نحن نختلف مع عموم المسلمین ولذا تجدون أن العلامه العثیمین قال بیننا تباین تام، وإن هناک تضاد بیننا وبین الأشاعره.
هذه النقطه أشار لها فی هذا الکتاب وهو (سلسله دراسات فی مباحث توحید الأسماء والصفات، معتقد أهل السنه والجماعه فی توحید الأسماء والصفات، ص۵۴و ۵۵) تألیف الدکتور محمد بن خلیفه التمیمی، أضواء السلف، الطبعه الأولى سنه ۱۴۱۹هـ، الریاض، یقول: (فیقال المنتسبون للإسلام قسمان: القسم الأول أهل السنه، القسم الثانی الرافضه. فیدخل هنا مع أهل السنه بعض طوائف المبتدعه کالأشاعره وغیرهم) فإن قلت کیف أدخلوا هؤلاء مع أهل السنه ولم یدخلوهم مع الرافضه؟ یقول: (وقد أدخلوا هنا لموافقه قولهم لقول السلف فی مسألتی الخلافه والصحابه) فقط. وإلا باقی المسائل الأشاعره یتفقون مع الشیعه، وهذه هی النقطه الأساسیه التی بودی أن المشاهد … ولذا أنتم تجدون أنهم یحاولوا فی کل فضائیاتهم ومواقعهم وقنواتهم أن یرکزوا على مسأله الصحابه، لأنهم یجدون أن هذا هو الطریق الذی یربطهم مع باقی المسلمین، وإلا لو دخلوا بحث الأسماء والصفات، دخلوا بحث العباده، دخلوا بحث التوسل، دخلوا بحث الزیاره، کلها یجدون أن المسلمین جمیعاً یخالفونهم على الإطلاق.
إذن أعزائی أنا فی عقیدتی هذه القضیه بودی أن المشاهد الکریم والمتابع العزیز یلتفت لها وهو أن الوهابیه أتباع الشیخ ابن تیمیه هؤلاء واقعاً لهم مذهبهم الخاص ولهم مبانیهم العقدیه والفقهیه الخاصه، أساساً لا یشبهون المسلمین جمیعاً إلا کما قال الدکتور التمیمی یعنی فی مسأله الصحابه وفی مسأله الخلافه.
المُقدَّم: سماحه السید بناء على جاءنا من طلبات متعدده من الأعزاء المتابعین یطلبون تلخیصاً ما ذکرتموه وأشرتم له من کلمات الشیخ ابن تیمیه فی مسأله التجسیم والجسمیه.
سماحه السید کمال الحیدری: تعلمون أن هذه الحلقه هی القسم العاشر من أبحاث التجسیم عند ابن تیمیه وأتباعه، ونحن فی الحلقات الماضیه أشرنا إلى مجموعه کبیره من الشواهد التی جاءت فی کلمات الشیخ ابن تیمیه لإثبات الجسمیه ولوازم الجسمیه. وحیث ان هذه المجموعه من الشواهد والنصوص والکلمات جاءت متفرقه فی هذه الحلقات التی أشرنا لها، لذا أنا بودی فی هذه اللیله ولو إجمالاً نمر على مجمل کلمات الشیخ ابن تیمیه لتکون الصوره واضحه للمشاهد الکریم أن الشیخ ابن تیمیه ماذا یقول فی مسأله الجسمیه وهل أن هذا الذی ینسب إلیه بأنه مجسم وقائل بالتجسیم هل هذه الدعوى لها أصل فی کتب الشیخ ابن تیمیه أو لا. طبعاً سأکتفی بکلمات الشیخ ابن تیمیه ولا أشیر إلى کلمات تلامذته کابن القیم، أو کلمات أتباعه کابن باز وابن عبد الوهاب والعثیمین وغیرهم.
بنحو الإجمال سأجعل الأمور التی ذکرها الشیخ ابن تیمیه فی مسأله التجسیم فی نقاط:
النقطه الأولى: اعلموا أعزائی أن الشیخ ابن تیمیه یصرح أن إثبات الجسمیه هو أقرب إلى الفطره وإلى العقول وأن نفی الجسمیه لا تثبته لا الفطره ولا العقول ولا أی شیء آخر یعنی لو جئنا إلى میزان الفطره ومیزان الاستدلال العقلی الکفه تمیل إلى صالح الجسمیه أو إلى صالح نفی الجسمیه؟ الشیخ یصرح بشکل واضح وصریح أن کفه الأدله العقلیه وکفه الفطره إنما تمیل إلى أن الله جسم لا أنها تنفی الجسمیه، ونحن نعلم جمیعاً أن المسائل الدینیه عموماً قائمه على الفطره (فطره الله التی فطر الناس علیها لا تبدیل لخلق الله ذلک الدین القیم) إذن هذا الرجل یدعی هذا المعنى فی کتاب (بیان تلبیس الجهمیه، ج۱، ص۳۵۹) تحقیق یحیى بن محمد الهنیدی، قال: (ومعلوم أن کون البارئ) أی الحق تعالى (لیس جسماً لیس هو مما تعرفه الفطره بالبدیهه) إذن لیس هو أمر فطری ولا بدیهی (ولا بمقدمات قریبه من الفطره ولا بمقدمات بینه فی الفطره، بل بمقدمات فیها خفاء وطول ولیست مقدمات بینه … بل قامت القواطع) ویقولون من؟ هؤلاء أصحاب إثبان نظریه الجسمیه (ویقولون بل قامت القواطع العقلیه على نقیض هذا المطلوب) الذین یثبتون الجسمیه یقولون القواطع العقلیه قائمه على نفی التنزیه وأنه الله جسم (وأن الموجود القائم بنفسه لا یکون إلا جسماً وما لا یکون جسماً لا یکون إلا معدوماً، ومن المعلوم) هذا کلامه، وحتى لو لم یکن هذا کلامه فهو یؤیده ولا یرد علیه ولا یناقشه. یقول: (ومن المعلوم أن هذا) یعنی إثبات الجسمیه (أقرب إلى الفطره والعقول من الأول) الذی هو نفی الجسمیه. هذا أولاً. إذن ابن تیمیه یعتقد أن الجسمیه هی الأقرب إلى العقول والى الفطره.
الأمر الثانی: بل أکثر من ذلک یعتقد أن من نفى الجسم عن الله سبحانه وتعالى فهم من أهل البدعه نفی الجسمیه بدعه. أما إثبات الجسمیه فهی أقرب إلى السنه. فی النص الأول کان یقول أقرب إلى الفطره وإلى العقول، هنا یقول لا، لا فقط أقرب إلى الفطره والعقول بل أقرب إلى السنه. ونفی الجسمیه هی البدعه.
فی کتاب (درء تعارض العقل والنقل، ج۱، ص۲۴۹) لابن تیمیه، قال: (على أن ظواهر النصوص تجسیم عندهم) عند من ینفی الجسمیه (ولیس عندهم) لمن ینفی الجسمیه (بالنفی نص) لا یوجد لمن ینفی الجسمیه لا یوجد عنده نص (فهم معترفون) یعنی الذین ینفون الجسمیه (فهم معترفون بأن قولهم هو البدعه) أنا لا أعلم من علماء المسلمین اعترف أن أنا أنفی الجسمیه وأنا مبتدع وصاحب بدعه فی هذا. هذه کلمات الشیخ ولیست من عندی (فهم معترفون) النفاه (بأن قولهم هو البدعه وقول منازعیهم أقرب إلى السنه) ومنازعی النفاه هم الذین یثبتون أن الله سبحانه وتعالى جسم.
عباره ثالثه ولعلنا لم نقرأ هذه العباره فی الأبحاث السابقه، وهو أنه یعتقد بأن کل من قال، التفتوا إلى الکلیه التی یؤسس لها، یقول: کل من قال أن الأجسام جمیعاً حادثه یلزمه أن یقول أن الله حادث. وأنا لا أعلم ما هی الملازمه، یقول: (کل من أثبت أن الأجسام جمیعاً حادثه یلزم منه أن یقول أن الله حادث). سؤال: إذا لم یکن الله جسماً لماذا إذا أثبتنا … هذا اللازم کیف لزم هذه القاعده. یعنی کیف أن قاعده کل جسم حادث یلزم منها أن الله حادث. إلا أن یکون الله سبحانه وتعالى جسماً.
فی (بیان تلبیس الجهمیه، ج۱، ص۳۹۹) لابن تیمیه، یقول: (الوجه الثامن: وهو أن یقول غایه) إذا یسمح لی المشاهد الکریم أن أبین له، لأننا فیما سبق قرأنا مراراً مثل هذه العباره (یقول، یقولون ونحو ذلک) هذه مطالب الشیخ ابن تیمیه، لا أنه ینقل عن آخرین. من أین أقول هذا؟
التفتوا إلى ما ورد فی (ص۳۷۸) من الکتاب، بعد أن ینقل کلام الرازی فی (ص۳۷۶) یقول: (قال أبو عبد الله الرازی التاسع: أن أهل التشبیه یقولون … یقول: قلت: …) ولذا التفتوا … من حقق الکتاب یقول مناقشه المؤلف للرازی. (قلت) إذن هذه من کلمات الشیخ ابن تیمیه بأی دلیل؟ أولاً بما فهمناه من العباره، وثانیاً أن محقق الکتاب وشهد شاهد من أهلها، یقول: (مناقشه المؤلف)، یعنی ابن تیمیه، (للرازی فی دعواه ورده علیه من وجوه) إذن أحدها ثانیها ثالثها رابعها ثامنها تاسعها … هذه الوجوه کلها لابن تیمیه رداً على الرازی.
فی (ص۳۷۸) بعد أن نقل کلام الإمام الرازی یقول: (قلت وهذا الکلام على هذا الوجه من وجوه) والمحقق یقول (مناقشه المؤلف للرازی). الآن تعالوا معنا إلى (ص۳۹۹) یقول: (الوجه الثامن) من أی وجوه. المحقق یقول: (الوجه الثامن فی الرد) یعنی الردود التی ردها بها ابن تیمیه الرازی. نعم، یقول وهو أن یقول. یعبر بهذا ولکن هذه هی الوجوه التی یذکرها وهی من الطرق التی یستعملها الشیخ ابن تیمیه وهو أنه لا یقول دائماً أنا أقول وإنما رأیه وقوله یقوّل به الآخرین حتى کما الآن نرید أن نشکل علیه یأتی بعض العوام وبعض المتطفلین على العلم ویقولوا أن هذا لیس هو کلام ابن تیمیه، مع أنه فی الحاشیه یقول: (الوجه الثامن فی الرد غایه إلزام الرازی لمثبته العلوم من حجه الدهریه) یقول: (الوجه الثامن: من المعلوم أن طوائف کثیره من المسلمین وسائر أهل الملل لا یقولون بحدوث کل جسم) یقول لا یلتزمون. شیخنا یا ابن تیمیه ما المحذور؟ یقول لأنه لو کان کل جسم حادث للزم أن یکون الله حادث. (لا یقولون بحدوث کل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلک یستلزم القول بحدوث کل موجود وموصوف وقائم وذلک یستلزم بأن الله تعالى محدث). إذا لم یکن الله جسماً عند ابن تیمیه لماذا یلزم إذا قلنا أن کل جسم حادث یلزم أن الله حادث إلا أن قلنا بانه جسم، هذه من العبارات الواضحه ومن الوجوه التی یذکرها فی المقام.
ومن هنا اضطر فی (ص۴۰۱) أن یقر بوجود جسم قدیم، حتى یحل الإشکالیه (بل یقول الوجه التاسع فی الرد) معارضه حجه المثبته، یعنی ابن تیمیه یرد الرازی، هذا هو الوجه التاسع من الرد. دققوا أخوانی الأعزاء خصوصاً أهل العلم، یقول: (فأقول إذا کانت هذه الحجه التی عارضتمونی فیها مستلزمه لکون بعض الأجسام قدیمه من غیر أن تعین جسماً أمکن أن یکون ذاک الذی یعنونه بأنه الجسم القدیم هو الله سبحانه کما یقولوه المثبتون) للجسم.
إذن یؤمن بأن الله جسم ولکن لا کالأجسام، لأن باقی الأجسام حادثه والجسم الإلهی قدیم؟
ولذا تجدون بشکل واضح وصریح فی (شرح حدیث النزول) التفتوا أعزائی إلى هذا الأصل الذی أشرنا له سابقاً وهو أن الشیخ ابن تیمیه یؤکد أنی لا أنفی الجسم عن الله، بل أنفی هذا النوع من الأجسام الحادثه عن الله. فإذن هو بصدد نفی التشبیه لا بصدد نفی الجسمیه، یقول هذا فی (شرح حدیث النزول، ص۲۳۷) تحقیق وتعلیق محمد بن عبد الرحمن الخمیس، دار العاصمه، قال: (فمن قال إن الله جسم وأراد بالجسم هذا المرکب) الحادثه (فهو مخطأ) أما من قال أن الله جسم ولیس هذا الجسم المرکب فهو مصیب. (فمن قال إن الله جسم وأراد بالجسم هذا المرکب) أی مرکب؟ هذا الجسم المرکب من دم ولحم وخلایا … هذا مخطأ أما من قال أن الله سبحانه وتعالى جسم ولکن لا کهذه الأجسام فهو مصیب، ولذا قال: (ومن قصد نفی هذا الترکیب عن الله فقد أصاب فی نفیه) فقط، أن هذا الترکیب الذی هو للأجسام الحادثه هذا هو المنفی عن الله، وهذا البحث سیأتی لاحقاً، لأنه واحده من أهم مبانی علماء المسلمین فی التوحید أن الله لیس مرکباً من أجزاء، الشیخ ابن تیمیه یعتقد أن الله مرکب، نعم یقول لا یمکن فصل أجزائه بعضها عن بعض، یعنی هذه الأوراق أجسام ولکن یمکن فصل أجزائها بعضها عن بعض، الله مرکب أیضاً من رأس ووجه ویدین واصابع له ترکیب ولکنه لیس هذا الترکیب الذی یمکن فصل بعض أعضاءه عن بعض. هذا فی بحث الترکیب سنقف عنده مفصلاً.
(ومن قصد نفی هذا الترکیب عن الله فقط أصاب فی نفیه عن الله) أما من أراد أن ینفی الترکیب مطلقاً عن الله فنحن لا نوافق نقول الله جسم لکن لا کهذه الأجسام الحادثه، الله مرکب ولکن لا کهذه الترکیبات الحادثه.
من حق المشاهد الکریم وهذه نقاط جدیده أرید الإشاره لها فی هذه اللیله.
المُقدَّم: هناک بعض الإشکالات بودی أن أذکرها، یعنی الشمس إذا لم نستطع أن نفک أجزائها فهل هی جسم یشبه جسم الله.
سماحه السید کمال الحیدری: الجواب یقولون بأنها قابله للتبعیض ولکن الله لا یستطیع أحد أن یبعضه.
إذن الشیخ ابن تیمیه بشکل واضح وصریح کما قرأنا فی شرح حدیث النزول یقول لا ننفی الجسمیه عنه مطلقاً، وإنما ننفی عنه هذا النحو من الجسمیه یعنی ننفی عنه خصائص الجسمیه الحادثه، أما إذا کان هو جسم وقدیم ولیس حادث ولا توجد فیه لوازم الحدوث لا محذور أن نلتزم بذلک.
قد یقول قائل: سیدنا أین یقول هذا؟
هذا کتاب (بیان تلبیس الجهمیه، ج۱، ص۲۸۳) قال: (والذین قالوا إنه جسم نوعان:) المحقق یقول: (أی الرب تعالى) یعنی والذین قالوا أن الله تعالى جسم نوعان. (النوع الأول: وهو قول علمائهم) إذن من یقول بالجسمیه علمائهم لا الجهله. (فهو قول علمائهم) وهذه هی الطریقه الملتویه لابن تیمیه حتى إذا اراد أحد أن ینسب له شیئاً یقول هو ینقل عن الآخرین ولا ینقل رأیه، الجواب: لو لم یکن رأیه کان ینبغی علیه فی آخر المطاف أن یعلق ویقول ولا نلتزم بهذا الرأی. والشاهد على ذلک: أنه عندما یأتی إلى النوع الثانی یقول: (أما النوع الثانی وهم الغالبیه الذین یحکى عنهم أنهم قالوا هو لحم وعظم) یبدأ بمناقشه شدیده یقول أن هذا یؤدی إلى التشبیه، هذا معناه أن النوع الأول لیس باطل وإلا لو کان باطلاً لناقشه کما ناقش النوع الثانی. قال: (هو قول علمائهم أنه جسم لا کالأجسام کما یقال ذاته لا کالذوات) هذا الذی یوهم به (وموصوف لا کالموصوفات وقائم بنفسه لا کالقائمات وشیء لا کالأشیاء فهؤلاء یقولون هو فی حقیقته لیس مماثلاً لغیره بوجه من الوجه لکن هذا إثبات أن له قدر یتمیز به) یعنی وله قدر یشترک فیه. أن الرب تعالى له قدر یتمیز به یعنی وله قدر آخر یشترک فیه. (کما إذا قلنا موصوف فهو إثبات حقیقه یتمیز بها وهذا من لوازم کل موجود ولهذا یقولون نعنی بأنه جسم أنه قائم بنفسه ونحو ذلک مع قولهم أنه ذو الأبعاد الثلاثه).
قد یقول لی قائل: سیدنا من قال أن الأبعاد الثلاثه یعنی الجسم؟
هذا أمامکم تحقیق (بیان تلبیس الجهمیه، ج۳، ص۱۵) قال: (الجسم هو کل جوهر مادی قابل للأبعاد الثلاثه وهی الطول والعرض والعمق …).
إذن المورد الأول هو یقول بأنه نوع من الأجسام ولکن جسم لا کالأجسام.
فی مورد آخر فی (بیان تلبیس الجهمیه، ص۳۶۰) من الکتاب قال: (الوجه الثالث والأربعون) یقول أن هذا الذی حکیته عن هؤلاء، یتکلم مع الفخر الرازی (الذی قلت أنهم التزموا الأجزاء والأبعاض) لأن الرازی یلزم بعض الحنابله أنکم قلتم أنه جسم له أجزاء وأبعاض. یقول: (غایته أنهم یثبتون ما هو الموصوف الذی تسمیه جسماً) یثبتون هذا (وأنهم لا یجوزون علیه ما یجوز على الأجسام من الفناء والآفات) إذن هو جسم ولکن لا یجوز علیه الفناء، هو جسم ولکن لا تقع علیه الآفات والأمراض، یعنی جسم ولکن لا کالأجسام.
ونحن فی الأبحاث السابقه بشکل واضح وصریح قلنا بأنه لابد أن نمیز بین المجسمه المشبهه وبین المجسمه غیر المشبهه، والشیخ ابن تیمیه من أولئک الذین یعتقدون بالتجسیم من غیر تشبیه.
(ومضمون ذلک) مضمون هؤلاء، التفتوا للعباره فهی واضحه جداً (ومضمون ذلک أنه جسم یمتنع علیه أن یوصف بما توصف به سائر الأجسام) أنه جسم ولکن لا یتصف بما تتصف به باقی الأجسام.
المُقدَّم: هذا لیس تنزیهاً.
سماحه السید کمال الحیدری: هو یعتقد أن هذا هو التنزیه الحقیقی، کلامی الآن لیس فی هذا، بل کلامی هو أساساً شیخ الإسلام هل یقول بالجسمیه أو لا یقول، کلامی فی إثبات هذا، أما أن هذا تنزیه أو لا فهو بحث آخر. المهم أن الشیخ ابن تیمیه یؤمن بالتجسیم.
ولذا أنا أعتقد أن عبارات الشیخ ابن تیمیه متعدده، بعضها تثبت الجسمیه من خلال اللوازم، وبعضها تصرح بأنه جسم کما ذکرت مراراً. قال: (ومضمون ذلک أنه جسم یمتنع علیه أن یوصف بما توصف به سائر الأجسام بل هو مختلف عنها فی الحقیقه) مختلف عنها فی الحقیقه یعنی جسم، یقول: نعم فی أصل الجسمیه جسم، ولکن الأجسام تختلف، ولذا هو بعد ذلک یأتی ویشیر إلى هذه الحقیقه ویقول: (وکذلک ما ذکرته من أنهم یصرحون متى ما تمسکوا بآیه أو خبر یوهم ظاهره شیئاً من الأعضاء والجوارح بأنا نثبت هذا المعنى لله على خلاف ما هو ثابت للخلق فأثبتوا لله وجهاً بخلاف وجوه الخلق ویداً بخلاف أیدی الخلق، فهذا الذی ذکرته غایته أنهم یثبتون وجهاً ویدین مخالفاً لوجوه الخلق وأیدیهم کما یقال جسم لا کالأجسام).
یقول: نثبت الأعضاء ونثبت الأجزاء ونثبت الصفات الخبریه ولکنه ید لا کالأیادی رجل لا کالأرجل، قدم لا کالأقدام، ساق لا کالسیقان، إصبع لا کالأصابع، وجوه لا کالوجوه، صوره لا کالصور. وأنا أتصور هل یتوقع الإنسان تصریح أوضح من هذا التصریح الذی أشار له فی (ص۳۶۰).
بل یأتی فی (ص۳۶۳) یقول أن الحق تعالى فیه قدر مشترک وهو الجسمیه وفیه قدر یمتاز به، کیف أن هذا الجسم على سبیل المثال، هذا جسم وهذا جسم فی الجسمیه یشترکان ولکن لکل منهما خصوصیه تمیز أحدهما عن الآخر، فهذه الخصوصیه هی القدر المختص وهذه هی القدر المشترک، هذا الذی الأعزاء دارسی المنطق یعنی یرید أن یقول أن الله تعالى له جنس وله فصل، جنسه هو الجسمیه، وله فصل یمیز هذا الجنس عن باقی الأنواع الأخرى. وهذا ما یصرح به فی (ص۳۶۳) یقول: (الأجسام بینها قدر مشترک) ما هو القدر المشترک یا ابن تیمیه؟ (وهو جنس المقدار) إذن کل الأجسام والحق تعالى أیضاً له مقدار (کما یقولون ما یمکن فرض الأبعاد الثلاثه فیه).
بینکم وبین الله إذا أمکن لموجود أن نفرض فیه أبعاد ثلاثه طول وعرض وعمق، ألیس هذا جسماً.
المُقدَّم: ثم أین (لیس کمثله شیء) أصبح له طول وعرض.
سماحه السید کمال الحیدری: الجواب: یقوله طوله یختلف عن طول الآخرین، عرضه یختلف عن عرض الآخرین، حجمه یختلف عن حجم الآخرین، ثقله ووزنه یختلف عن وزن الآخرین، هذا لیس کمثله شیء. اعتقاد المجسمه ابن تیمیه وأتباعه والوهابیه تقول له فی آخر المطاف الله له مکان؟ یقول له نعم. له حجم؟ یقول نعم. طول وعرض وعمق یقول: نعم. له یدان حقیقه؟ یقول: له یدان حقیقه. له رأس، له وجه، له عینان، … کلها له. ولذا یقول: (بینها قدر مشترک وبینها قدر ممیز وهو حقیقه کل واحد وخصوص ذاته التی امتاز بها عن غیره من قبیل) یضرب مثالاً (کما یعلم أن الجبل والبحر مشترکان فی اصل القدر مع العلم بأن حقیقه الحجر لیست حقیقه الماء).
هو یعتقد أن الله مشترک مع باقی الموجودات فی اصل الجسمیه ولکن یختلف عنها بماذا؟ یقول أن الجسم هنا یصاب بالآفات والأمراض والحدوث والفناء والموت أما جسمه سبحانه وتعالى فلا یصاب بهذه الآفات …
طبعاً هذا بحث آخر وسیأتی، بأنه إذا ثبت أن الله سبحانه وتعالى مرکب من جزء مختص ومن جزء مشترک یکون مرکباً، وکل مرکب فهو محتاج إلى أجزائه التی یتکون منها. هذا بحث آخر فی مبحث الترکیب إذا وصلنا له سنقف عنده تفصیلاً.
یقول: (بأن حقیقه الحجر لیست حقیقه الماء … بل هذا القول) قول أن الله له مختص وله مشترک والمشترک هو الجسمیه (بل هذا القول الذی اتفق علیه العقلاء من أهل الإثبات والنفی) لا أعلم کیف أن النفی أیضاً اتفقوا على هذا (اتفقوا على أن الوهم والخیال لا یتصور موجوداً إلا متحیزاً أو قائماً بمتحیز وهو الجسم وصفاته) أساساً لا یمکن أن یتصور ویتخیل موجود ولا یکون جسماً. (ثم المثبته) مثبته الجسمیه (قالوا وهذا حق معلوم أیضاً) یعنی هذا الذی نتخیله ونتوهمه أن الله جسم وله طول وعرض وعمق أی له مقدار یقول: (وهذا حق معلوم أیضاً بالأدله العقلیه والشرعیه بل بالضروره) أن الله له قدر مشترک وهذا القدر المشترک له أبعاد ثلاثه (وقال النفاه) نفاه أن الله جسم (وقال النفاه انه قد یعلم …).
إذن اتضح للمشاهد الکریم من خلال الشواهد السابقه وهناک الکثیر منها التی تثبت أنه یعتقد أن الله جسم ولکنه جسم لا توجد فیه خواص الجسم الحادث ولکنه جسم.
والغریب أنه یدعی أن هذا المعنى الذی انتهى إلیه هو مقوله جماهیر أهل الإسلام، هذا المعنى الذی أنتهى إلیه لا یکتفی بأن یقول أن هذا رأیی وهذه نظریتی بل على الطریقه یحاول أن یخرج نفسه من الزاویه الضیقه الحرجه التی هی أقل القلیل إلى عموم المسلمین ویقول أن هذا رأی جمهور علماء المسلمین. أین قال هذا؟
فی (بیان تلبیس الجهمیه، ج۱، ص۲۵۱) قال: (قال الرازی الذین … فیقال:) هذا کلام ابن تیمیه ولکن لا یقول (أقول) بل یقول (فیقال). حتى یعطی مجال لأتباعه وهذا من قبیل المناوره یعنی إیجاد مخرج للهروب إذا ألزم بشیء، وهذه واقعاً من أکثر الطرق الملتویه بأساً، عالم یدعی العلم، أنت رأیک أن الله جسم قل أن الله جسم، لماذا التقیه، لماذا تخشى؟ لأنک تعلم إذا قلت بأن الله جسم سوف تکفر کما کفروک فی زمانک وقالوا أنک أهل بدعه وکما حاکموک وسجنوک. وهؤلاء الذین حاکموه وسجنوه وحکموا علیه إما بالقتل أو بغیره أو اتهموه بالبدعه والضلاله والخروج عن طریقه السلف، والله وبالله لم یکونوا من علماء مدرسه أهل البیت، بل کانوا من علماء باقی المدارس الأخرى من المالکیه والحنفیه وحتى الحنابله، لأن کل الحنابله لا یقولون بکلام ابن تیمیه وإن کانوا یحاولون أن یجیروا الإمام أحمد بن حنبل لصالحهم، الإمام أحمد بن حنبل فی التحقیق یقول نبقی هذه الألفاظ ونمررها على ظاهرها من غیر أن یلتزم بأن معانیها هی المعانی المقصوده فی اللغه العربیه. ولکن الشیخ ابن تیمیه یقول نبقی الألفاظ مع معانیها اللغویه یعنی عندما ورد فی القرآن (ید الله فوق أیدیهم) اللفظ نبقیه على ظاهره ولا نتصرف فیه ولا نؤول. ولکن معنى الید ما هو؟ هو یقول بأن المراد هذه الید.
یقول: (وإن أردت) یعنی یقول للفخر الرازی (وإن أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبریه مثل الوجه والید والرجل والصوره … وذلک یقتضی التجزئه والتبعیض أو أنهم وصفوه بما یقتضی أن یکون جسماً) یعنی وصفوه بأمور لازم الجسمیه (والجسم متبعض ومتجزأ وإن لم یقولوا هو جسم فیقال لهم) فی الرد على الفخر الرازی (أقول لا اختصاص للحنابله بذلک) بل هو مذهب جماهیر أهل الإسلام یلتزمون بالصفات الخبریه بالنحو الذی یقتضی الجسمیه.
المُقدَّم: لماذا تتهمون الحنابله لوحدهم.
سماحه السید کمال الحیدری: إذن فتحصل أعزائی إلى هنا بنحو الإجمال ولا ارید أن أطیل على المشاهد الکریم لأن الأبحاث اللاحقه مهمه، وهو أن خلاصه نظریه الشیخ ابن تیمیه أنه قائل بأن الله سبحانه وتعالى جسم لا کالأجسام، وأنه جسم قدیم وأن له أبعاد ثلاثه، وهناک أمور أخرى لوازم هذا من قبیل إثبات أن له ثقل، ومن قبیل أن له مکان مخصوص وأن له جهه خاصه به ومن قبیل أنه یشغل حیزاً.
المُقدَّم: إذن هو أدعى أن هذا لیس مختصاً بالحنابله، یعنی له صحیح أن جماهیر المسلمین یقولون بما یقول أم أن هذه النسبه لیست بصحیحه.
سماحه السید کمال الحیدری: هذا السؤال یحتاج فی الجواب عنه إلى مقدمه. أعزائی الکرام من هنا إن شاء الله تعالى سوف ندخل فی أبحاث ماذا یقول علماء المسلمین سواء کانوا من أهل السنه یعنی الأشاعره والماتردیدیه والمعتزله والزیدیه وعموم المسلمین بالإضافه إلى مدرسه أهل البیت الشیعه الإمامیه الاثنی عشریه، ماذا یقولون فی مثل هذه الصفات الخبریه، لأنکم تعلمون أن جمله من الصفات الخبریه وردت فی القرآن وجمله من الصفات الخبریه وردت فی السنه فی النصوص الصحیحه الوارده عن النبی الأکرم صلى الله علیه وآله، ولا یوجد أحد من علماء الإسلام بصدد نفی هذه الصفات، أبداً، وإنما الکلام یختلفون فی بیان تفسیر هذه الصفات، معانی هذه الصفات، مصادیق هذه الصفات، هل هی کما یقول الشیخ ابن تیمیه وأتباعه من الوهابیه أو أن لها معانٍ أخرى وتفسیر آخر ومصداق آخر.
ولکن قبل أن أبین هذه الحقیقه، بودی أن أشیر إلى مقدمه، أعزائی الکرام الذین یریدون البحث فی هذه المسأله وهی مسأله الأسماء والصفات الإلهیه أو المعروفه بالصفات الخبریه، أعزائی قبل أن ندخل، هذه قاعده أصلیه ومهمه وخطیره أدعوا جمیع من یرید أن یتکلم فی الآیات والروایات المرتبطه بالصفات الخبریه أن یلتفت إلى هذا الأصل وبعد ذلک یدخل فی حوار أو نقاش أو بحث مع الآخر، ما هو هذا الأصل؟
أول سؤال لابد أن نسأل أن هذه الآیات التی تکلمت عن الصفات الخبریه یعنی الید، یعنی الوجه، یعنی المجیء، ونحو ذلک، هل أن هذه الآیات التی تکلمت عن هذه الصفات هل هی من الآیات المحکمات أم أنها من الآیات المتشابهات. من حقک أن تسأل وتقول: لماذا ینبغی أن نسأل هذا السؤال فی الأمور التوحیدیه؟
باعتبار هذا الأصل القرآنی الذی هو هو أصلّه لنا قال أن الآیات القرآنیه تنقسم إلى قسمین أساسیین قال تعالى فی الآیه السابعه من سوره آل عمران: (هو الذی أنزل علیک الکتاب منه آیات محکمات هن أم الکتاب وآخر متشابهات).
إذن آیات الله فی القرآن الآیات القرآنیه جمیعاً تنقسم إلى قسمین أساسیین، قسم هی فی المحکمات وهی فی المتشابهات، وهنا تأتی خطوره کلام هؤلاء ومن لا خبره له، هؤلاء الذین یتکلمون فی تفسیر القرآن والآیات القرآنیه، یا أعزائی أن الآیات لم یکتب على کل آیه آیه أنها محکمه أو متشابهه، أنا سؤالی الأول الذی أطرحه على کل من یقول أن هذه الآیات، یعنی الآیات التی تکلمت عن الید وتکلمت عن الوجه وتکلمت عن المجیء وتکلمت … والروایات التی تکلمت هل هی محکمات أم هی متشابهات، قد تقول: سیدنا ما الفرق فی النتیجه هی آیه قرآنیه.
الجواب: کلا، فإن کانت محکمه الآیه فتبقى على ظاهرها ولا تحتاج … أصلاً لغه التأویل لا تأتی فیها، لا تحتاج إلى أی شیء، لأن الآیه محکمه، إما إذا صارت الآیه متشابهه لکی تفهم لابد إرجاعها إلى المحکمات، یعنی لا یمکن أن تفصل الآیات المتشابهه عن الآیات المحکمه وتفهمها، وإلا لوقعت أین .. أنظروا ماذا یقول القرآن الکریم؟ یقول: (آیات محکمات هن أم الکتاب وآخر متشابهات فأما الذین فی قلوبهم زیغ فیتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه) هدفهم الفتنه، هم یبتغون الفتنه، یقع فی الفتنه أصلاً، یعنی من قطع المتشابهات عن أصوله ومرجعیه المحکمات لها فقط وقع فی الفتنه، فقد وقع فی الزیغ، قال: (فیتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأویله).
إذن السؤال الأول ولذا إن شاء الله تعالى نحن لابد عندما نرید أن ندخل فی بحث مع ابن تیمیه ومن هنا ینکشف لنا أن هذا الإنسان إما کان متعمداً عندما لم یطرح هذا التساؤل، أن هذه الآیات هن من المتشابهات أو من المحکمات، وإما جاهل بتفسیر القرآن. یعنی بالقواعد القرآنیه، نحن نسأله، ید الله فوق أیدیهم أو استوى على العرش أو أأمنتم من فی السماء ونحو ذلک، هذه هل هی من المتشابهات أو هی من المحکمات. لا یقول لی قائل لا، هذه من المحکمات، بأی دلیل. والآخر یقول من المتشابهات بأی دلیل. إذن کل من یرید أن یقول أنها من المتشابهات علیه أن یقیم الدلیل، ومن یرید أن یقول أنها من المحکمات فعلیه أن یقیم الدلیل أیضاً. أما بمجرد أن یأتی یقول والقرآن صریح أنه أثبت أن الله جالس على عرشه، لعل الآیه من الآیات المتشابهه.
من هنا التفتوا إلى هذا الأصل الأصیل فی هذه المباحث العقدیه، ما هو؟ وهو أنه نجد أن أتباع ابن تیمیه أصروا أن آیات الصفات الخبریه من المحکمات من غیر إقامه أی دلیل، لماذا؟ حتى یبقونها على ظاهرها ومعانیها.
إذن أعزائی القضیه الأصلیه فی الصفات الخبریه سواء کانت وارده فی القرآن أو فی روایات النبی الأکرم صلى الله علیه وآله الخطوه الأولى من الناحیه العلمیه والمنهجیه أن نشخص انها من المحکمات لنبقیها على ظواهرها أو أنها من المتشابهات.
وهنا أقولها بشکل واضح وصریح أن أتباع ابن تیمیه أصروا على أن آیات الصفات الخبریه أنها من المحکمات بلا أن یقیموا أی دلیل على ذلک، أین قالوا ذلک؟
هذا کتاب (الإرشاد إلى صحیح الاعتقاد والرد على أهل الشرک والإلحاد، ص۱۴۴) للدکتور صالح الفوزان، بعد أن یقرأ الآیه من سوره آل عمران، یقول: (ونصوص الصفات من المحکم لا من المتشابه). بلا دلیل. (ونصوص الصفات من المحکم لا من المتشابه) ما هو دلیلک؟ (یقرأها المسلمون ویتدارسونها ویفهمون معناها ولا ینکرون منها شیئاً) هذا دلیل على أنها محکمه، کل الآیات القرآنیه یقرأها المسلمون أعم من أن تکون محکمه أو أن تکون متشابهه، کل الآیات القرآنیه تدارسها المسلمون، إذا کان هکذا فکل الآیات تکون محکمه, ولذا تجد إن شاء الله بعد ذلک أن عموم أعلام المسلمین السنه بالإضافه إلى علماء مدرسه أهل البیت یقولون أن هذه الآیات المرتبطه بالصفات الخبریه هی من المتشابهات، بل أنا أعتقد أن الوهابیه أیضاً بنفسها هی فی باطنها وفی ارتکازاتها العقلیه أیضاً تعتقد أن هذه الآیات آیات متشابهه وإن قالوا أنها محکمه، بأی دلیل؟
بدلیل یقولون أن هذه الآیات المتکلمه عن الصفات الخبریه یقولون بلا تمثیل ولا تکییف، إذا کانت هی محکمه لماذا تقیدونها بلا تکییف ولا تمثیل.
المُقدَّم: هذا المتشابهه یقید بهذه.
سماحه السید کمال الحیدری: أحسنت، إذن هم عرفوا أن هذه الآیات جمیعاً هی متشابهات. نعم، من أین أخذوا بلا تکییف ولا تمثیل لأن قوله تعالى (لیس کمثله شیء) هذه هی الآیه المحکمه، إذن الأصل فی القرآن فی مسائل الأسماء والصفات قوله تعالى: (لیس کمثله شیء). إذن لابد إذا جئنا إلى الصفات، لأن کثیراً من الأسئله التی جاءتنا إلى الموقع أو من الاتصالات تسأل إذن ما هی النظریه؟
الجواب: هذه هی النظریه الأصلیه، وهی أن الأصل القرآنی الأول الذی یعترف به الوهابیه أیضاً، لأنهم یضعون بجانب کل هذه الآیات المتکلمه عن الصفات الخبریه یقولون بلا تکییف وبلا تشبیه وبلا تمثیل لماذا؟ لأنه فی ظاهرها یوجد فیها تکییف ویوجد فیها تشبیه ویوجد فیها تمثیل، یوجد فیها تجسیم. وإلا لو لم تکن هذه الآیات بظاهرها إذن أنتم أیضاً من أین قیدتم؟ تقولون: نحن قیدناها بآیه قرآنیه أخرى، فلماذا لم تعکسوا الأمر تجعلوا تلک المتشابهه وتجعلون هذه محکمه، هذا خیر شاهد أنه أنتم بارتکازکم تفهمون أن کل الآیات التی تکلمت عن الصفات الخبریه من الید والرجل، طبعاً لا الروایات، من الید والرجل والساق والصوره والإصبع والعرش والکرسی وغیرها هذه کلها من المتشابهات بدلیل أنکم دائماً تضعون لها ثلاثه أو أربعه قیود، إذا کانت من المحکمات کما تدعون أن الصفات من المحکم لا من المتشابه لماذا تقیدونها بقوله تعالى لیس کمثله شیء. إذن ما هو رأینا فی مدرسه أهل البیت؟
الجواب: (لیس کمثله شیء) وإذا أثبتنا له جسماً صار مثله الأجسام الأخرى.
إذا أثبتنا جلوساً إذن مثله شیء، إذا أثبتنا له أصابع، عندما أقول مثله، یعنی القدر المشترک لا القدر المختص، حتى أنت وأنا، عندنا قدر مشترک وقدر مختص، أصابعنا لیست متشابهه تماماً، فالبصمات تختلف مثلاً … إذن عندما نقول هناک قدر مشترک لیس بالضروره أن تکون متماثله ومتشابهه. إذن الأصل الأول فی مسائل التوحید، وهذا ما قرأناه مفصلاً فی آخر مباحث الحد أن الإمام أمیر المؤمنین والإمام الرضا وباقی الأئمه کانوا یصرون على أنه ینبغی أن لا یماثله شیء.
طبعاً علماء المسلمین التفتوا إلى هذه الحقیقه بشکل واضح وجلی بما لا مجال للشک فیه، منهم الإمام عبد الحلیم محمود وهو من ائمه الأزهر دار المعارف فی (فتاوى الإمام عبد الحلیم محمود، ج۱، ص۸۹) یقول: (والموقف الذی یقفه من أراد متابعه السلف الصالح) إذن تجاه کلمات الصوره، الید، النزول، هذه الصفات الخبریه (إنما هو الإیمان بها مع التنزیه لله عن الجسمیه وتوابعها) ما هی توابع الجسمیه؟ المکان، الجهه، الحیز، الثقل، الامتداد … (هذا هو مذهب السلف فی الصفات وهو مذهب لا یثیر جدلاً ولا خصومه ولیس من طبیعته ذلک إنه مذهب العبودیه الصحیحه) أحد أئمه الأزهر یقول هذا (وهو المذهب الذی یتمذهب به کل من عنده نزعه التدین السلیمه) هذا لیس أدعائی أن مذهب الأئمه الأربعه کلهم هو ذلک. قال: (وهو مذهب الإمام مالک والإمام الشافعی والإمام أحمد بن حنبل والسلف الصالح ومن الطبیعی أن یکون مذهب الفرقه الناجیه).
إذن دعوى من یقول أن الله لیس بجسم، کل الأئمه، تقولون تنسب الجسمیه إلى أحمد بن حنبل؟ الجواب: أحمد بن حنبل بحسب ما أفهم من کلماته لیس قائلاً بالجسمیه وإنما قائل بإمرار هذه الألفاظ على ظواهرها من غیر أن یقول أن هذه الألفاظ لها معانیها الموجوده عندنا یعنی ید أیضاً کأیدینا، ید لا کالأیدی، لا لا، لا یقول ذلک.
هذا أحد الأعلام.
ومن أعلام السنه ما ورد فی کتاب (روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم والسبع المثانی، ج۱۶، ص۲۲۹) مؤسسه الرساله، یقول: (وأنت تعلم أن طریقه کثیر من الأعلام وأساطین الإسلام الإمساک عن التأویل مطلقاً مع نفی التشبیه والتجسیم) لا فقط نفی التشبیه، لا أنه جسم لا کالأجسام (منهم الإمام أبو حنیفه والإمام مالک والإمام أحمد والإمام الشافعی ومحمد بن الحسن وسعد بن معاذ المروزی وعبد الله بن المبارک وأبو معاذ خالد بن سلیمان صاحب سفیان الثوری وإسحاق بن راهویه ومحمد بن إسماعیل البخاری والترمذی وأبو داود السجستانی … وقال البیضاوی) من کبار العلماء (فی الطوالع: والأولى اتباع السلف فی الإیمان بهذه الأشیاء، یعنی المتشابهات) وهم یصرون أنها محکمات، المشکله هنا، علماء المسلمین فهموا من هذه الصفات الخبریه أنها من المتشابهات فلابد أن تفهم فی ظل المحکمات القرآنیه وهی قوله تعالى (لیس کمثله شیء). (ورد العلم إلى الله تعالى بعد نفی ما یقتضی التشبیه والتجسیم عنه تعالى).
المُقدَّم: معنا الأخ روحانی من فلسطین، تفضلوا.
الأخ روحانی: السلام علیکم.
المُقدَّم/ سماحه السید کمال الحیدری: علیکم السلام ورحمه الله وبرکاته.
الأخ روحانی: سیدی یبدو أنه قد غابت عن فکرک ملاحظه وهو أنهم عندما لم یعطلوا ولم یؤولوا ولکن هل الید هی الرجل أو هی الساق أم هل الوجه هو الید … فإذا کان الله مرکباً کما یقول ابن تیمیه ….
المُقدَّم: نحن حدیثنا الآن فی أصل الجسمیه.
سماحه السید کمال الحیدری: أخی العزیز هذا البحث الذی طرحته مرتبط ببحث الترکیب، وإن شاء الله تعالى سأعقد بحثاً مستقلاً ومفصلاً أن الشیخ ابن تیمیه یعتقد بأن الله له أجزاء وهو مرکب من مجموعه الأجزاء.
المُقدَّم: معنا الأخ القحطانی من السعودیه، تفضلوا.
الأخ القحطانی: السلام علیکم.
المُقدَّم/ سماحه السید کمال الحیدری: علیکم السلام ورحمه الله وبرکاته.
الأخ القحطانی: فی الحدیث عن الرسول إنما افترقت الیهود على إحدى وسبعین فرقه وستفترق أمتی ….
المُقدَّم: والفرقه الناجیه التی علیها أنا وأصحابی، هذا عندکم فی الروایه وعندنا لیس بهذه الدقه.
الأخ القحطانی: قال الإمام مالک بن أنس إیاکم والبدع، قیل یا ابا عبد الله وما البدع، قال: أهل البدع الذین یتکلمون فی أسماء الله وصفاته وکلامه وعلمه وقدرته ولا یسکتون عما سکت عنه الصحابه.
المُقدَّم: لماذا لم یسکت ابن تیمیه عن هذا الموضوع.
سماحه السید کمال الحیدری: وعن علی بن أبی طالب رضی الله عنه أنه قد سأله سائل عن صفه الله سبحانه.
المُقدَّم: أنت الآن وظاهر کلامک أنک ترد على الشیخ ابن تیمیه وأنه من أصحاب البدع لانه خالف رسول الله وخاض وتکلم فی هذه الصفات.
سماحه السید کمال الحیدری: تکلم فی عشرات المجلدات وأثبت الأبعاد الثلاثه وأثبت أن فیه قدر مشترک وفیه قدر مختص، فإذا کنتم تعتبرون هذا من البدع فأول المبتدعه هو هذا الرجل.
المُقدَّم: ولو أنه سکت لسکتنا.
سماحه السید کمال الحیدری: لو لم یکن عنده إصرار على أولئک الذین نفوا الجسمیه لما دخلنا فی بحث معه، فهو بصدد إثبات الجسمیه لله تعالى.
المُقدَّم: الأخ عباس من إیرلندا، تفضلوا.
الأخ عباس: السلام علیکم.
المُقدَّم/ سماحه السید کمال الحیدری: علیکم السلام ورحمه الله وبرکاته.
الأخ عباس: عندی سؤال، وهو الله عز وجل موجود کما یقول معظم المسلمین ولکن نحن نقصد موجود بلا وجود، أقصد أنه لا جسم، أن الله لیس بجسم، ولکن کیف نفسر أو وجوده مثلاً، یعنی (لیس کمثله شیء) یعنی موجود بلا وجود، کیف یکون هکذا، إلا أن تقول (سبحانک لا علم لنا إلا ما علمتنا).
المُقدَّم: وقد قال الإمام علی علیه السلام (العجز عن درک الإدراک إدراک) یعنی هذا هو إدراکنا.
سماحه السید کمال الحیدری: نحن غیر مسؤولین أن نفسر حقیقه وجود الله، لأن هذا مرتبط بعلم الکیفوفه وعلم الکیفوفه لا أحد یعرف ما هی حقیقه الله تعالى، نعم نستطیع أن نقول أن الله سبحانه وتعالى لیس بجسم ولیس بعاجز، کله نقوله، أما نستطیع أن نفسر کنه وجوده سبحانه وتعالى (ولا یحیطون بعلمه).
المُقدَّم: الأخ محمد من السعودیه، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام علیکم.
المُقدَّم/ سماحه السید کمال الحیدری: علیکم السلام ورحمه الله وبرکاته.
الأخ محمد: أنت حجه على العالم سماحه الشیخ، وطیب الله وجهک وأطال الله فی عمرک. الآن لیس لنا حجه إلا أنت.
المُقدَّم: هذا الإنسان الذی یجد الحق فیذعن إلیه.
سماحه السید کمال الحیدری: الإنسان إذا کان مع فطرته یجد أن هذه المسائل لیس لها جواب علمی. نعم، قد یحاول البعض … .
المُقدَّم: الأخ منصور من السعودیه، تفضلوا.
الأخ منصور: السلام علیکم.
المُقدَّم/ سماحه السید کمال الحیدری: علیکم السلام ورحمه الله وبرکاته.
الأخ منصور: أنا عندی ثلاثه أسئله سریعه: ما دام الکلام فی التجسیم ما هو حکم من یقول أن الله جسم لا کالأجسام؟ وما حکم من یفسر قوله الله (یوم یکشف عن ساق) یکشف عن ساقه هو ویقول تبارک الجبار، یعنی یفسر هکذا.
المُقدَّم: یعنی أنه کان قد غطى ساقه بثوب مثلاً.
الأخ منصور: نعم، هو کان قد غطى ساقه بقماش ثم کشفه. یعنی هو لباسه.
سماحه السید کمال الحیدری: أقول هذا اللباس من أین جاء الله تعالى.
المُقدَّم: إذا کان هذا اللباس قدیم فقد وقعنا فی تعدد القدیم.
الأخ منصور: أنا أسألک عن الشخص هذا …
سماحه السید کمال الحیدری: أنا أرید أن أسألک، تقول أن الله له ثوب هذا ثوبه من الأزل معه فیلزم منه تعدد القدماء، تقول أنها کان عارٍ ثم لبس ثوباً. یعنی منذ الأزل کان الله لابساً للثوب، یعنی مذ وجد، أم أنه کان عاریاً …
الأخ منصور: الشخص الذی فسر الآیه هو الذی کشف عن ثوبه.
المُقدَّم: هو یقول ما هو رأیکم فی من یقول هذا الکلام.
سماحه السید کمال الحیدری: هذا کلام باطل، السؤال تقول أنه أساساً أن الله یکشف عن ساقه، أقول: ماذا یکشف تقول الثوب.
الأخ منصور: لا، الشخص الذی فسر الآیه، أنا أرید رأیک بهذا الشخص الذی کشف عن ثوبه عندما فسر الآیه.
المُقدَّم: الآن أوضح کلام الأخ منصور، یوجد فی بعض من انتهج هذا النهج یقولون أن الله تعالى (یوم یکشف عن ساق ویدعون إلى السجود فلا یستطیعون) حینما یکشف الرحمن لهم ساقه یوم القیامه لأنهم لم یصلوا فی الدنیا لم یسجدوا لساقه، هذا موجود فی بعض الأخبار، یقول: هذا قد کشف عن نفسه.
سماحه السید کمال الحیدری: هذه الأبحاث لیس لبیان الأحکام الفقهیه، نحن إذا جئنا إلى بیان آرائنا فی المسائل الفقهیه عند ذلک نقول رأینا فی القائلین بذلک. الآن البحث بحث عقدی مرتبط بالأمور الإیمانیه ولیس بالأمور الفقهیه.
الأخ المنصور: سؤالی الثانی کم إله یعبد السید کمال الحیدری وهل هو حیوان ناطق.
سماحه السید کمال الحیدری: أخی العزیز أنا أعبد الإله الذی بینه لنا القرآن الکریم وبینه النبی الأکرم وبینه أئمه أهل البیت علیهم أفضل الصلاه والسلام، وواحده من أهم خصوصیاته أنه غیر محدود خلافاً لربکم المحدود من الجهات، أنا أعبد إلهاً غیر محدود لا ذاتاً ولا علماً ولا قدره، کلها لا متناهیه وأنتم تعبدون إلهاً محدوداً فی قدرته وعلمه ووجوده، هذا أولاً. وثانیاً أنتم تعبدون إلهاً جسماً وتعبدون إلهاً له أیادی وأجزاء وأعضاء وجوارح وأنا أعبد إلهاً لیس کمثله شیء کما دلنا على ذلک رسول الله وأئمه أهل البیت علیهم أفضل الصلاه والسلام، أما ما أشرت له هل الناس حیوان ناطق أو لا؟ أخی العزیز مع کل احترامی لک لو کنت تعلمت هذه المسائل لما سألته هذه الأسئله التی لا قیمه لها، أخی العزیز لیس المراد من تعریف المناطقه أن الإنسان حیوان ناطق لیس مرادهم من الحیوان یعنی الدواب والغنم، بل مرادهم من الحیوان یعنی ما فیه حیاه. أنا الآن أسألک لا أقول أنت حیوان ناطق، أنت حی والموجودات الأخرى فیها أیضاً حیاه، یعنی السمک حی أو لیس بحی؟ نعم حی. الطیور حیه کذلک، أنت حی کذلک، هذه الحیاه یعبر عنها ….
المُقدَّم: والقرآن یصرح (ولدار الآخره هی الحیوان).
سماحه السید کمال الحیدری: یعنی هی الحیاه، وإلا کل إنسان بلغ ما بلغ من الکمال فهی حی ولکن درجات الحیاه تختلف وأنواع الحیاه تختلف فبعضها حیاه بنوع وبعضها حیاه …
أنا أتصور أن الأخ العزیز لعله التبس علیه الأمر تصور أننا عندما نقول حیوان ناطق مرادنا من الحیوان یعنی الدواب، بل مرادنا من الحیوان کما فی علم المنطق، ولذا هذا الجهل المطبق الذی تعیشونه أنتم فی أجوائکم حیث أنکم لا تقرأون المنطق ولا تقرأون الأبحاث العقائدیه دقیقاً بشکل عقلی وإن کان تستعملونها ولکن تستعملونها بشکل بائس لأن القواعد لیست بأیدیکم.
أخی العزیز هل هذا داخل فی موضوع البحث، الذین کتبوا لک الأسئله کان ینبغی أن یکتبوا لک أسئله داخله فی البحث.
المُقدَّم: لو کان هذا یحتاج إلى عیب لما وصفت الآخره بأنها الحیوان. والآخره غایه المؤمنین.
شکراً لکم سماحه آیه الله السید کمال الحیدری، شکراً لکم مشاهدینا الکرام، إلى اللقاء والسلام علیکم ورحمه الله تعالى وبرکاته.

1 Comment
  1. سید علی رضوان علوی says

    یدالله فوق ایدکم) یوم یکشف عن ساق ) انا متم عن فی السماء ان یخسف بکم الاض ) سوال هل الله الجسم ؟ شبه‍ه عقائدیه

Leave A Reply

Your email address will not be published.