سوره المدثر القسم الثانی

0

الفصل الثالث:
هول العذاب والخلاص منه
(سَأُصْلِیهِ سَقَرَ(۲۶) وَمَآ أَدْراکَ مَا سَقَرُ(۲۷) لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ(۲۸) لَوَّاحَهٌ لِّلْبَشَرِ(۲۹) عَلَیْهَا تِسْعَهَ عَشَرَ(۳۰) وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَبَ النَّارِ إِلاَّ مَلَـئِکَهً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَهً لِلَّذِینَ کَفَرُوا لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُتُوا الْکِتَـبَ وَیزْدَادَ الَّذِینَ اَمَنُوا إِیمَـناً وَلاَ یَرْتَابَ الَّذِینَ أُتُوا الْکِتَـبَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِیَقُولَ الَّذِینَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْکَـفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِهـذَا مَثَلاً کَذَلِکَ یُضِلُّ اللَّهُ مَن یَشَآءُ وَیَهْدِى مَن یَشَآءُ وَمَا یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّکَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِىَ إِلاَّ ذِکْرَى لِلْبَشَرِ(۳۱)).

هول العذاب:
هنا أخذت الآیات تبین عظم عذاب المشرکین والمکذبین بشکل عام، بعد أن تعرضت لأحد کبار معاندیهم، وتشیر هذه الآیات إلى بعض صفات نار جهنم التی هی مصیرهم یوم القیمه؛ إنذارا لهم لعلهم یحذرون ویرجعون عن عنادهم.
وَمَآ أَدْراکَ مَا سَقَرُ) تفخیم لأمر سقر وتهویل، فبینت الآیه أولا أنها أعظم مما تتصورون وما یمکن أن تدرکوا، ثم تأتی الآیات التی بعدها لتقرب شیئا من أحوالها، فهی لیست کنار الدنیا التی ربما أحرقت شیئا وترکت شیئا مما تصیبه، بل هی لا تبقی شیئا إلا أحرقته، تحرق کل ما یقع فیها، بل وتحرق الأرواح مع الأبدان أیضا، وهی لوّاحه أی تغیر لون الجلد إلى السواد (۱)، والبشر جمع بشره، وهو ظاهر الجلد (۲)، ومن عظیم عذابها أن علیها تسعه عشر ملکا، وقیل أنهم تسعه عشر مجموعه من الملائکه، وتؤکد الآیات أنهم من الملائکه ولیسوا بشرا لیسهل على البشر مواجهتهم، حیث یذکر أن أبا جهل استهزء بهذا العدد وقال لقریش: أیعجز کل عشره منکم أن یبطشوا برجل منهم ؟ فقال أبو الأسد بن أسید الجحمی – وکان شدید البطش -: أنا أکفیکم سبعه عشر فاکفونی أنتم اثنین(۳).
لکن الآیات تؤکد أن الإخبار بعددهم وأنهم تسعه عشر کان اختبارا لقریش وابتلاءا لهم، أما الذین أوتوا الکتاب من الیهود والنصارى فسیوقنون بأن هذا القرآن حق، وذلک لأنهم سیجدون هذا العدد مطابقا لما فی کتبهم، وذلک سیزید المؤمنین أیضا إیمانا وتصدیقا ویقینا، أما المنافقون والکفار فهم الذین سیرتابون ویترددون فی قبول الحق، فیزید الله المعاندین ضلالا ویکرم المؤمنین بمزید توفیق للهدى والإیمان.
فَمَنْ شَآءَ فَلْیُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْیَکْفُرْ)(۴) ، فیضل الله من یشاء ویهدی من یشاء من فضله. قال الطبرسی: ولو راجع الکفار عقولهم لعلموا أن من سلط ملکا واحدا على کافه بنی آدم لقبض أرواحهم فلا یغلبونه قادر على سوق بعضهم إلى النار و جعلهم فیها بتسعه عشر من الملائکه (۵).
(کَلاَّ وَالْقَمَرِ(۳۲))، هذا ردع وإنکار، فنجد الآیات الکریمه تتخذ أسلوب الحوار مع المشرکین، إذ أنذرت بالعذاب لمن استهزء بالنبی صلى الله علیه وآله، ووصفت النار، ثم أوردت ما قابلوا به الإنذار من استهزاء بالملائکه، وعادت مرت أخرى لتؤکد على عظم العذاب، وتقسم على ذلک بعده أقسام فی تذکیرٍ بِعظم الخالق بالإشاره إلى آیاته فی الخلق ومخلوقاته التی إذا تفکر فیها الإنسان تذکر، کالقمر وتقلب اللیل والنهار.
(وَالَّیْلِ إِذْ أَدْبَرَ(۳۳) وَالصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ(۳۴)) قسم بعد قسم، وهذه الأقسام الثلاثه مرتبطه ببعضها، فالقمر ذو الجمال والنور فی اللیل لا تراه فی النهار، کما أن اللیل إذا أدبر وقرب الصبح یکون أکثر جملا وعجبا، وأجمل ما فی النهار إذا أسفر وأخذ نوره یزداد شیئا فشیئا، حیث النشاط والحیویه، کما یمکن ربط هذا بشروق نور التوحید وهدایه القرآن، واستدبار ظلمات الشرک.
هذه الأقسام لیتفکروا فیها لعلهم یتذکرون أن خالقها هو القادر على کل شیء، فیؤمنوا بما یدعوهم إلیه، ویحذروا العذاب والنار التی هی إحدى الکبر، فتعود الآیات لتحذرهم مره أخرى بقولها:
(إِنَّهَا لاَحْدَى الْکُبَرِ(۳۵)) هنا تحذیر من النار وتأکید على أنها إحدى الأهوال الکبیره ومن أعظمها، وقد یکون المراد هو القیامه، وفی قول أنها آیات القرآن الکریم، أو الملائکه الذین استهزء بهم المشرکون، وکل ذلک من العظائم(۶).
نَذِیراً لّلْبَشَرِ(۳۶) لِـمَن شَآءَ مِنکُمْ أَن یَتَقَدَّمَ أَوْ یَتَأَخَّرَ(۳۷) کُلُّ نَفْس بِمَا کَسَبَتْ رَهِینَهٌ(۳۸) إِلاَّ أَصْحَـبَ الْـیَمِینِ(۳۹) فِى جَنَّـت یَتَسآءَلُونَ(۴۰) عَنِ الْـمُجْرِمِینَ(۴۱) مَا سَلَکَکُمْ فِى سَقَرَ(۴۲) قَالُوا لَمْ نَکُ مِنَ الْمُصَلِّینَ(۴۳) وَلَمْ نَکُ نُطْعِمُ الْمِسْکِینَ(۴۴) وَکُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَآئِضِینَ(۴۵) وَکُنَّا نُکَذِّبُ بِیَوْمِ الْدِّینِ(۴۶) حَتَّى أَتَـنا الْیَقِینُ(۴۷) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَـعَهُ الْشَّـفِعِینَ(۴۸)).

طریق الخلاص بمعرفه الأسباب:
یقدم القرآن الکریم هذا التحذیر والبیان والتذکیر نذیرا للبشر، لیس فقط لأولئک الذین أنکروا واستهزؤوا، بل هو لکل البشر، لکل من أحب أن یتقدم، وحتى من یرید أن یتأخر، فهاقد حُذّر أُنذر، فکل نفس ستبقى رهینه مالم تؤدی واجبها وتکالیفها، ستبقى رهینه العذاب والنار، إلا من حطم أغلال وسلاسل الحبس بشعاع الإیمان والعمل الصالح فیدخلون الجنه.
فَإِنَّهُمْ لَُمحْضَرُونَ (۱۲۷) إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الْمُـخْلَصِینَ)(۸) .
وفی روایه عن الإمام الباقر علیه السلام أنه قال: ( نحن وشیعتنا أصحاب الیمین وکل من أبغضنا أهل البیت فهم مرتهنون )(۹) .
أصحاب الیمین هؤلاء سیکونون فی جنات، وتنکیر جنات بالتنوین وعدم تعریفها بالألف واللام لبیان عظمها وعدم محدودیتها، فهم فی جنات لا یُدرک وصفها، ثم تؤکد الآیات أنکم سترون ذلک وتعلمون أنه الحق من ربکم، وستعاتبون: مالکم فی أهل النار ؟
وتدیر الآیات هنا حوارا بین أصحاب الیمین وأهل الجحیم، لتبین ما ینبغی للإنسان أن یسلکه من طریق الحق لینجوا من العذاب، وذلک فی أربع نقاط مهمه، أولها الصلاه فهی تُذکر بالله وتنهى عن الفحشاء والمنکر، والمقصود بالصلاه هو التوجه العبادی لیشمل کل العباده التی شرعت فی جمیع الشرائع السماویه، والنقطه الثانیه هی ما یتعلق بحق الناس والمجتمع من الاهتمام بالمحتاجین وقضاء حوائجهم، وأبرز ما یحتاجه الإنسان هو الطعام، والثالثه ترک الباطل والإعراض عنه وعدم المساعده علیه، فمن الجرائم التی أدت إلى تردی المجرمین فی سقر استهزائهم بالقرآن والنبی، وفی هذه النقطه إشاره إلى الحرکه الجماعیه للمجتمع فی اتجاه واحد، وتحذیر من أن یسیر الفرد مع الناس دون تفکر وتدبر إلا أن یقول: حشر مع الناس عید. بل یجب أن یکون سیر المجتمع فی اتجاه الحق لا الباطل، والنقطه الرابعه هی الإیمان بیوم القیامه والحساب، وهو أساس الإیمان والأعمال الصالحه، والدافع عن ارتکاب المحارم، وبدایه الطریق إلى الله سبحانه وتعالى.
فهذه أرکان أربعه لها الأثر البالغ فی تربیه وهدایه الإنسان إلى الحق، بدایتها التوحید وختامها المعاد، وهی تنظم علاقه الإنسان بخالقه وعلاقته بالمخلوقین من حوله، هذا ما یجب أن یکون علیه الإنسان إلى آخر حیاته، أما إذا أتاه الموت وهو على غیر ذلک فهو ممن سلک سقر، وبالموت یکون قد رأى وتیقن الحق فلا شفاعه عندها تنفعه، فالیقین فی الآیه إما هو الموت لأنه مما لا یشک فیه الإنسان وعلیه أن یتعض به، أو هو العلم الحاصل بعد الموت بمشاهده آیات القیامه وعالم البرزخ، ولا تنفع الشفاعه عندئذ لمن لم یُهیء لها.
فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْکِرَهِ مُعْرِضِینَ(۴۹) کَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنفِرَهٌ (۵۰)فَرَتْ مِن قَسْوَرَه(۵۱))، تعجب من عنادهم وفرارهم من الحق وکأنه أسد هجم على مجموعه حمر، وحمر جمع حمار، والحمار وإن کان وحشیا إلا أنه شدید الخوف، فصوت الأسد یجعله کالمجنون، أما إذا حمل الأسد على فصیل منها فإنها تتفرق فی کل الجهات بحیث یتعجب الناظر من رؤیتها. وهذا التشبیه الواضح یبین مدى عنادهم، فهم مع ما لهم من عقول إلا أنهم آثروا أن یکونون کالمجانین المرعوبین على أن یتفکروا فیهتدوا، إلا أنهم مرضى لا یقبلون ما یصلح نفوسهم ویربی أرواحهم(۱۰).
(بَلْ یُرِیدُ کُلُّ امْرِىء مِّنْهُمْ أَن یُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَهً(۵۲) کَلاَّ بَل لاَّ یَخَافُونَ الاْءَخِرَهَ(۵۳) کَلاَّ إِنَّهُ تَذْکِرَهٌ(۵۴) فَمَن شَاءَ ذَکَرَهُ(۵۵) وَمَا یَذْکُرُونَ إِلاَّ أَن یَشَآءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَهِ(۵۶)).

التقوى طریق المغفره:
یتکبرون على الله عز وجل وعلا ولا یقبلون برسله ولا یتبعونهم، إلا أن ینزّل على کل واحد منهم ما ینزّل على الرسل، وهذا نظیر ما جاء فی قوله تعالى (وَإِذَا جَآءَتْهُمْ ءَایَهٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَآ أُوتِىَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَیُصِیبُ الَّذِینَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللهِ وَعَذَابٌ شَدِیدٌ بِمَا کَانُوا یَمْکُرُونَ)(۱۱) ، والجواب لهم وضح فی هذه الآیه، فالرساله لیست لکل أحد، بل هی لمن هو أهل لها، هی لمن أعد وتهیأ بطهاره الروح وصلاح النفس، وعلى کل حال فإن کلامهم هذا إنما هو حجه یحتجون بها لإنکار الحق، والواقع أنهم لم یخافوا ولم یتقوا الآخره، فهم لو آمنوا بالآخره ولم یکذبوا بیوم الحساب لما عاندوا ولخافوا، کما حکت الآیات السابقه عن لسانهم وهم فی العذاب یقولون: (وَکُنَّا نُکَذِّبُ بِیَوْمِ الْدِّینِ(۴۶)) .
ثم تختم السوره بالتذکیر فالقرآن للذکرى، وهذا رفض لحجتهم الباطله، فالذکرى تحصل بإرسال الرسل ولا حاجه لأن ینزل على کل إنسان کتاب، وبعد هذه التذکره فالإنسان مختار إن شاء آمن وإن شاء أبى، ومع ذلک فهم غیر خارجین عن إراده الله وغیر معجزین له، فالله هو من جعلهم مختارین أن یتذکروا أو ینفروا، ومن یسعى إلى الإیمان فإن الله تعالى یزیده من توفیقه.
وتؤکد آخر آیه من السوره أن الله صاحب کل هذه القدره والسیطره حتى على النفوس، أنه هو الأحق أن یُتقى، وأنه هو صاحب المغفره، فجمعت الآیه بین الخوف والرجاء، وبین التذکیر بالعذاب والمغفره، لکنها رجحت جانب المغفره بذکر التقوى، فهی ذکرت بالعذاب بکلمه التقوى التی هی الطریق إلى المغفره. ویمکن أن یقصد أنه هو أهل لأن لا یظلم أحدا، لأن الآیه علقت تذکرتهم بمشیئه الله، فکذلک هو أهل لأن یغفر ویهدی(۱۲).
هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَهِ(۵۶)) أنه قال: (قال الله تبارک وتعالى: أنا أهل أن أُتقى، ولا یشرک بی عبدی شیئا، أنا أهل إن لم یشرک بی عبدی شیئا أن أدخله الجنه. وقال علیه السلام: إن الله تبارک وتعالى أقسم بعزته وجلاله أن لا یعذ أهل التوحید بالنار أبدا)(۱۳) .
خاتمه
هکذا بدأت السوره بالإنذار والتکلیف، وختمت بالدعوه إلى التقوى والوعد بالمغفره، فالله سبحانه وتعالى إنما یرید لعباده الهدایه والصلاح، لکنه کما هو غفور رحیم فهو شدید العقاب لذلک یحذرهم أشد تحذیر، ویهدد المستهزئین والمعاندین بأقسى تهدید، لعلهم یحذرون، ولعلهم یهتدون، ولکی یتعظ الآخرون، فمن یقرأ قصص المعاندین یعرف مصیرهم وعاقبتهم فیتقیها لینجوا.
نسأل الله أن یوفقنا لتقواه ولنیل رضاه فی الدنیا والآخره، وأن یجعلنا من المصلین المطعمین، ومن المعرضین عن اللغو والخوض فی غمرات الباطل والظلم، بل المؤمنین بیوم الدین، لنکون من المتقین الخائفین، المستحقین للمغفره والمشفوعین بشفاعه الشافعین، اللهم فلتلطف بعبدک المسکین.
والحمد لله رب العالمین وصلى الله على محمد وآله الطاهرین.
_____________________
(۱) قدح مُلوّح : مغیر بالنار ، وکل ما غیرته النار ، و(لَوَّاحَهٌ لِّلْبَشَرِ) أی تخرق الجلد حتى تسوده ، لسان العرب ج ۴ (لوح) ص ۳۶۲۴ .
(۲) ذکر معنى التلویح ، ومعنى بشر فی مجمع البیان ج ۱۰ ص ۹۷ .
(۳) ومما ذکر فی وصف ملائکه سقر ( هم خزنتها مالک و معه ثمانیه عشر أعینهم کالبرق الخاطف و أنیابهم کالصیاصی یخرج لهب النار من أفواههم ما بین منکبی أحدهم مسیره سنه تسع کف أحدهم مثل ربیعه و مضر نزعت منهم الرحمه یرفع أحدهم سبعین ألفا فیرمیهم حیث أراد من جهنم و قیل معناه على سقر تسعه عشر ملکا و هم خزان سقر و للنار و درکاتها الآخر خزان آخرون ) ، فی مجمع البیان ج ۱۰ ص ۹۹ .
(۴) سوره الکهف ۲۹ .
(۵) المیزان ج ۲۰ ص ۹۵ – 98 ، والأمثل ج ۱۹ ۱۲۵ – 130 ، ومجمع البیان ج ۱۰ ص ۹۹ ، ۱۰۰ .
(۶) أیضا فی المیزان ج ۲۰ ص ۱۰۳ ، والأمثل ج ۲۰ ص ۱۳۱ .
(۷) سوره الواقعه ۱۰ ، ۱۱ .
(۸) سوره الصافات ۱۲۷ ، ۱۲۸ .
(۹) الأمثل ج ۱۹ ص ۱۳۳ . والبرهان ج ۸ ص ۱۶۱ ، ۱۶۲ .
(۱۰) راجع الأمثل ج ۱۹ ص ۱۳۱ – 138 ، والمیزان ج ۲۰ ص ۱۰۳ – 107 .
(۱۱) سوره الأنعام ۱۲۴ .
(۱۲) راجع المیزان ج ۲۰ ص ۱۰۷ – 109 ، والأمثل ج ۱۹ ص ۱۳۸ – 140 .
(۱۳) البرهان ج ۸ ص ۱۶۳ .

Leave A Reply

Your email address will not be published.