من تکفیر المجسمین لمن خالفهم وإرهابهم لهم

0

روى البخاری فی صحیحه:۶/۵۰: ( عن مسروق قال: قلت لعائشه: یا أُمَّتَاه هل رأى محمد (صلى الله علیه وآله)ربه؟ فقالت: لقد قَفَّ شعری مما قلت ! أین أنت من ثلاث من حدثکهن فقد کذب: من حدثک أن محمداً رأى ربه فقد کذب ، ثم قرأت: (لاتُدْرِکُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ یُدْرِکُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَمَا کَانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُکَلِّمَهُ اللهُ إِلا وَحْیاً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) ومن حدثک أنه یعلم ما فی غدٍ فقد کذب ، ثم قرأت: (وَمَا تَدْرِی نَفْسٌ مَاذَا تَکْسِبُ غَداً) ، ومن حدثک أنه کتم فقد کذب ثم قرأت: (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّک الآیه) ، ولکنه رأى جبرئیل(علیه السّلام)فی صورته مرتین )
وفی صحیح مسلم:۱/۱۱۰: (عن عائشه: من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفریه) انتهى
وقد هاجمها ابن خزیمه فی کتاب التوحید ص۲۲۵ فقال: (هذه لفظه أحسب عائشه تکلمت بها فی وقت غضب ، ولو کانت لفظه أحسن منها یکون فیها درک لبغیتها کان أجمل بها ، لیس یحسن فی اللفظ أن یقول قائل أو قائله: قد أعظم ابن عباس الفریه ، وأبو ذر ، وأنس بن مالک ، وجماعات من الناس الفریه على ربهم ! ولکن قد یتکلم المرء عند الغضب باللفظه التی یکون غیرها أحسن وأجمل منها نقول کما قال معمر بن راشد لما ذکر اختلاف عائشه وابن عباس فی هذه المسأله: ما عائشه عندنا أعلم من ابن عباس وإذا اختلفا فمحال أن یقال قد أعظم ابن عباس الفریه على الله ، لأنه قد أثبت شیئاً نفته عائشه الخ) انتهى
وقد قوی أمر الحنابله المجسمه فی بغداد فی عصر المتوکل وبعده ، وکان لهم أتباع سوقه یهاجمون من یخالفهم ، وهجومهم على الطبری مشهور عندما سألوه عن قعود الله على العرش ، فنفى أن الله تعالى یقعد على العرش ویقعد النبی(صلى الله علیه وآله)إلى جنبه ! فأرادوا قتله ! وعندما توفی هجموا على جنازته ومنعوا دفنه فی مقابر المسلمین !
وکذلک هاجموا ابن حبان المحدث المعروف شبیهاً بما فعلوا بالطبری !
قال الحموی فی معجم الأدباء:۹/جزء۱۸/۵۷ فی ترجمه الطبری: (فلما قدم إلى بغداد من طبرستان بعد رجوعه إلیها تعصب علیه أبو عبد الله الجصاص وجعفر بن عرفه والبیاضی وقصده الحنابله فسألوه عن أحمد بن حنبل فی الجامع یوم الجمعه ، وعن حدیث الجلوس على العرش ، فقال أبو جعفر :أما أحمد بن حنبل فلا یعد خلافه فقالوا له :فقد ذکره العلماء فی الاختلاف ، فقال :ما رأیته روی عنه ولا رأیت له أصحاباً یعول علیهم وأما حدیث الجلوس على العرش فمحال ، ثم أنشد :
سبحان من لیس له أنیسُ ولا له فی عرشه جلیسُ
فلما سمع ذلک الحنابله منه وأصحاب الحدیث وثبوا ورموه بمحابرهم وقیل کانت ألوفاً ، فقام أبو جعفر بنفسه ودخل داره فرموا داره بالحجاره حتى صار على بابه کالتل العظیم !
ورکب نازوک صاحب الشرطه فی ألوف من الجند یمنع عنه العامه ، ووقف على بابه یوماً إلى اللیل وأمر برفع الحجاره عنه وکان قد کتب على بابه: سبحان من لیس له أنیس ولا له فی عرشه جلیس ، فأمر نازوک بمحو ذلک ، وکتب مکانه بعض أصحاب الحدیث :
لأحمدَ منزلٌ لا شکَّ عالٍ إذا وافى إلى الرحمن وافد
فیدنیه ویقعده کریماً على رغم لهم فی أنف حاسد
على عرش یغلفه بطیب على الأکباد من باغ وعاند
له هذا المقام الفرد حقاً کذاک رواه لیثٌ عن مجاهد
فخلا فی داره وعمل کتابه المشهور فی الإعتذار إلیهم ، وذکر مذهبه واعتقاده، وجرح من ظن فیه غیر ذلک ، وقرأ الکتاب علیهم وفضل أحمد بن حنبل ، وذکر مذهبه وتصویب اعتقاده !
ولم یزل فی ذکره إلى أن مات! ولم یخرج کتابه فی الإختلاف حتى مات فوجدوه مدفوناً فی التراب ، فأخرجوه ونسخوه أعنی اختلاف الفقهاء ، هکذا سمعت من جماعه منهم أبی(ره) ) !
الأسئله
۱ ـ ما رأیکم فی عقیده أمکم عائشه التی حکمت بأن من زعم أن النبی (صلى الله علیه وآله)رأى ربه ، فقد أعظم الفریه على الله تعالى ؟ فهل أن ابن تیمیه ومقلدیه أعظموا الفریه على ربهم ! وهل یعنی هذا تکفیرها لهم ؟ وهل عائشه بحکمها هذا موحده لله تعالى ، أم مشرکه ، أم ضاله ؟!
۲- لم نجد حدیثاً فی مصادر السنه عن الرؤیه فی الإسراء إلا سؤال أبی ذر وسؤال عائشه للنبی(صلى الله علیه وآله) ، وقد نفى فیهما الرؤیه بالعین ! فالذین نسبوا إلیه الرؤیه لم یرووا عنه حدیثاً واحداً بأنه رأى ربه بعینه ، بل قالوا ذلک من اجتهادهم! فلا مقابل فی الحقیقه لحدیث أبی ذر وعائشه بأن النبی(صلى الله علیه وآله)قد نفى الرؤیه ، إلا اجتهادات لیست بأحادیث !
أما الروایه عن ابن عباس فهی متعارضه ومضطربه ، فلابد لهم من القول بسقوطها والرجوع إلى الأصل الذی هو عدم ثبوت ذلک عنه إلا بدلیل ، وقد نقل ابن خزیمه نفسه قبل هجومه على عائشه أحادیث عن ابن عباس ینفی فیها الرؤیه بالعین ! فما قولکم ؟!
۳- ما رأیکم فیما قاله الشیخ محمد عبده فی تفسیر المنار:۹/۱۴۸:
( فعلم مما تقدم أن ما روی عن ابن عباس من الإثبات هو الذی یصح فیه ماقیل خطئاً فی نفی عائشه إنه استنباط منه ، لم یکن عنده حدیث مرفوع فیه، وإنه على ما صح عنه من تقییده الرؤیه القلبیه معارض مرجوح بما صح من تفسیر النبی(صلى الله علیه وآله) لآیتی سوره النجم وهو أنهما فی رؤیته (صلى الله علیه وآله) لجبریل بصورته التی خلقه الله علیها على أن روایه عکرمه عنه لایبعد أن تکون مما سمعه من کعب الأحبار الذی قال فیه معاویه (الراوی) إن کنا لنبلو علیه الکذب ، کما فی صحیح البخاری وروایه ابن إسحاق لایعتد بها فی هذا المقام فإنه مدلس وهو ثقه فی المغازی لافی الحدیث فالإثبات المطلق عنه مرجوح روایهً کما هو مرجوح درایهً ) انتهى
وقال فی تفسیر المنار:۹/۱۳۹: ( فعائشه وهی من أفصح قریش تستدل بنفی الإدراک على نفی الرؤیه مع ما علم من الفرق بینهما ، وتستدل على نفیها أیضاً بقوله تعالى: وَمَا کَانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُکَلِّمَهُ اللهُ إِلا وَحْیاً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وقد حملوا هذا وذاک على نفی الرؤیه فی هذه الحیاه الدنیا ، ولکن إدراک الأبصار للرب سبحانه محال فی الآخره کالدنیا ) انتهى ؟!
۴ ـ هل توافقون على هذا الإرهاب الفکری الذی مارسه أجدادکم على الطبری وابن حبان ، وغیرهما ، ویمارسه آباؤکم وأبناؤهم على المسلمین خاصه فی الحرمین الشریفین ؟!
۵ ـ ما رأیکم فی الطبری وابن حبان ، هل هما مسلمان عندکم أم کافران؟
ما هو موقفکم من الحشویه ؟
یرى بعض الباحثین أن الحشویه هم الحنابله المجسمون ، ولهم قصص فی التجسیم ، وفی جمع الإسرائیلیات ونشرها ، وقد وصلت مزاعمهم إلى أن بعضهم رأى الله تعالى فی الدنیا ، وأنه شاب أجعد الشعر ، أو رآه راکباً على جمل أحمر !
قال أبو زهره فی المذاهب الإسلامیه:۱/۲۳۲: (قال ابن الجوزی فی ذلک: ( رأیت من أصحابنا من تکلم فی الأصول بما لا یصلح فصنفوا کتباً شانوا بها المذهب! ورأیتهم قد نزلوا إلى مرتبه العوام فحملوا الصفات على مقتضى الحس، فسمعوا أن الله خلق آدم على صورته فأثبتوا له صوره، ووجهاً زائداً على الذات ، وفماً ، ولهوات ، وأضراساً ، وأضواء لوجهه ویدین وإصبعین ، وکفاً ، وخنضراً ، وإبهاماً ، وصدراً ، وفخذاً ، وساقین ، ورجلین ، وقالوا ما سمعنا بذکر الرأس ! وقد أخذوا بالظاهر فی الأسماء والصفات فسموها بالصفات تسمیه مبتدعه، ولا دلیل لهم فی ذلک من النقل ولا من العقل ، ولم یلتفتوا إلى النصوص الصارفه عن الظواهر إلى المعانی الواجبه لله تعالى ، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من صفات الحدث ولم یقنعوا أن یقولوا صفه فعل حتى قالوا صفه ذات ، ثم لما أثبتوا أنها صفات قالوا لانحملها على توجیه اللغه ، مثل الید على النعمه والقدره ، ولا المجئ والإتیان على معانی البر واللطف ، ولا الساق على الشده ، بل قالوا نحملها على ظواهرها المتعارفه ، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدمیین ! والشیء إنما یحمل على حقیقته إن أمکن ، فإن صرف صارف حمل على المجاز ثم یتحرجون من التشبیه ویأنفون من إضافته إلیهم ویقولون: نحن أهل السنه !! وکلامهم صریح فی التشبیه )
الأسئله
۱ ـ ما رأیکم فیما قاله ابن الجوزی الذی هو من أئمه الحنابله ؟
۲- ما رأیکم فیما قاله ابن عساکر عن أجدادکم المجسمه الحشویه: قال فی کتابه تبین کذب المفتری:۱/۳۱۰:
( إن جماعه من الحشویه والأوباش الرعاع المتوسمین بالحنبلیه أظهروا ببغداد من البدع الفظیعه والمخازی الشنیعه مالم یتسمح به ملحد فضلاً عن موحد ، ولا تجوز به قادح فی أصل الشریعه ، ولا معطل ، ونسبوا کل من ینزه الباری تعالى وجل عن النقائص والآفات ، وینفی عنه الحدوث والتشبیهات ، ویقدسه عن الحلول والزوال ، ویعظمه عن التغیر من حال إلى حال وعن حلوله فی الحوادث وحدوث الحوادث فیه ، إلى الکفر والطغیان ، ومنافاه أهل الحق والإیمان !!
وتناهوا فی قذف الأئمه الماضین وثلب أهل الحق وعصابه الدین ، ولعنهم فی الجوامع والمشاهد ، والمحافل والمساجد ، والأسواق والطرقات ، والخلوه والجماعات ، ثم غرهم الطمع والإهمال ومدهم فی طغیانهم الغی والضلال ، إلى الطعن فیمن یعتضد به أئمه الهدى وهو للشریعه العروه الوثقى ، وجعلوا أفعاله الدینیه معاصی دنیه ، وترقوا من ذلک إلى القدح فی الشافعی رحمه الله علیه وأصحابه ، واتفق عود الشیخ الإمام الأوحد أبی نصر ابن الأستاذ الإمام زین الإسلام أبی القسم القشیری(ره)من مکه حرسها الله ، فدعا الناس إلى التوحید وقدس الباری عن الحوادث والتحدید ، فاستجاب له أهل التحقیق من الصدور الأفاضل والساده الأماثل
وتمادت الحشویه فی ضلالتها ، والإصرار على جهالتها ، وأبوا إلا التصریح بأن المعبود ذو قدم وأضراس ولهوات وأنامل، وأنه ینزل بذاته ویتردد على حمار فی صوره شاب أمرد بشعر قطط ، وعلیه تاج یلمع ، وفی رجلیه نعلان من ذهب ! وحفظ ذلک عنهم وعللوه ، ودونوه فی کتبهم وإلى العوام ألقوه، وأن هذه الأخبار لاتأویل لها ، وأنها تجری على ظواهرها ، وتُعتقد کما ورد لفظها ، وإنه تعالى یتکلم بصوت کالرعد کصهیل الخیل ! وینقمون على أهل الحق لقولهم إن الله تعالى موصوف بصفات الجلال ، منعوت بالعلم والقدره والسمع والبصر والحیاه والإراده والکلام ، وهذه الصفات قدیمه وإنه یتعالى عن قبول الحوادث ، ولا یجوز تشبیه ذاته بذات المخلوقین ، ولا تشبیه کلامه بکلام المخلوقین ومن المشهور المعلوم أن الأئمه الفقهاء على اختلاف مذاهبهم فی الفروع کانوا یصرحون بهذا الإعتقاد ویدرسونه ، ظاهراً مکشوفاً لأصحابهم ومن هاجر من البلاد إلیهم ، ولم یتجاسر أحد على إنکاره ، ولاتجوز متجوز بالرد علیهم ، دون القدح والطعن فیهم ، وإن هذه عقیده أصحاب الشافعی ، یدینون الله تعالى بها ) انتهى فما رأیکم ؟!
۳ ـ ما هو موقفکم من الحشویه أول من سموا أنفسهم (أهل السنه) هل ترون أنهم أسلافکم من أهل السنه ؟!
۴ ـ إذا کان اعتقادکم بالصفات الحسیه لله تعالى اجتهاداً منکم ، فلماذا تحرمون الإجتهاد على غیرکم ، وتحکمون بکفر أو ضلال من ینزه الله تعالى عن الصفات الحسیه ؟!

Leave A Reply

Your email address will not be published.