أوصاف قصور الجنّة – یسکُنُها من أمّتی من أطاب الکلام
أوصاف قصور الجنّة – یسکُنُها من أمّتی من أطاب الکلام
توجد قصور فی الجنة یرى ظاهرها من باطنها و بالعکس، هل ینسجم هذا الامر مع حفظ الحریم الخاص للأفراد؟
عن الرسول الأکرم (ص) فی بیان إحدى خصوصیات قصور الجنة: «إِنَّ فِی الْجَنَّةِ غُرَفاً یُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا یَسْکُنُهَا مِنْ أُمَّتِی مَنْ أَطَابَ الْکَلَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ أَفْشَى السَّلَامَ وَ صَلَّى بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَام فقال علی (ع) و هل لأمتک فَقَالَ عَلِیٌّ ع یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ یُطِیقُ هَذَا مِنْ أُمَّتِکَ فَقَالَ یَا عَلِیُّ أَ وَ مَا تَدْرِی مَا إِطَابَةُ الْکَلَامِ مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَ أَمْسَى سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى عِیَالِهِ وَ أَمَّا الصَّلَاةُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ فَمَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ صَلَاةَ الْغَدَاةِ فِی الْمَسْجِدِ فِی جَمَاعَةٍ فَکَأَنَّمَا أَحْیَا اللَّیْلَ کُلَّهُ وَ إِفْشَاءُ السَّلَامِ أَنْ لَا یَبْخَلَ بِالسَّلَامِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ»[۱]
فما یمکن أن یقال عن هذا الحدیث المروی عن النبی محمد ص هو: لو أردنا أن ندرس هذه الروایة من خلال النظر إلى الحریم الخاص فی الجنة، لا تعنی هذه الروایة أن النظر الى الحریم الخاص لأهل الجنة ممکن للجمیع، بل من الممکن النظر إلیها من جهة أخرى:
توجد الیوم زجاجات عاکسة یمکن لمن داخلها أن ینظر إلى الخارج بسهولة دون العکس. فمع وجود هذا الأمر فی الدنیا، یمکن تصور قصور الجنة بأن أهالی القصر و هم فی داخله یمکنهم النظر والإشراف على ما فی خارجه و النظر إلى جمال الطبیعة، و إذا کانوا خارج القصر یمکنهم التمتع باللذائذ المقصورة على داخل القصر، و من الممکن أن یقتصر هذا على أصحاب کل قصر بصورة مستقلة. و هذا لیس ببعید على القدرة الإلهیة. و لا یعنی أن الآخرین سیطلعون على المسائل الخاصة لساکنی کل قصر و من فی داخله. مع العلم بان أهل الجنة لا یصرفون نظرهم إلا فیما أباح الله و ارتضاه لهم، حتى لو لم یوجد مانع فی ذلک.
[۱] . الشیخ الصدوق، الامالی، النص، ص۳۲۸، بیروت، الاعلمی، الطبعة الخامسة، ۱۴۰ق.
المأخذ اسلام کوئست