ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟
ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟
هناك إتجاهات مختلفة بين المفسرين في بيان معيار التمييز بين مكية و مدنية السور القرآنية نكتفي بذكر أثنين منها:
۱ـ الإتجاه السائد بين المفسّرين و علماء العلوم القرآنية و هو تفسيره على أساس الترتيب الزماني للآيات إذ قالوا: كل آية نزلت قبل هجرة الرسول (ص) من مكة إلى المدينة تعتبر مكّية، و كل آية نزلت بعد الهجرة فهي مدنية، و إن كان محل نزولها (مكة) كالآيات التي نزلت على النبي (ص) حين كان في مكة عام الفتح أو كان في بعض الأسفار التي لم يكن (ص) فيها في المدينة،[۱] كالآية الشريفة: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتمْمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتىِ وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْاسْلَامَ دِينًا “[۲] التي نزلت في حجة الوداع في غدير خم بعد الهجرة و هي مدنية.[۳]
۲ـ الإتجاه الآخر الذي يرى أن كل ما نزل في “مكة” و أطرافها فهو مكي (و إن كان نزوله بعد الهجرة)، و كل ما نزل بعد الهجرة في “المدينة” فهو مدني.[۴] ففي هذا التقسيم جعلوا الناحية المكانية مقياساً للتمييز بين المكي و المدني.[۵]
و بشكل عام: تمتاز السور المكية بالدعوة إلى أصول عقائد الإسلام، كالتوحيد و المعاد و سماوية القرآن و مجادلة المشركين ورد عاداتهم الجاهلية و …، أما التفصيل في الأحكام و بيان الشريعة الإسلامية و مجادلة أهل الكتاب و جهاد المنافقين فهو من خصوصيات و مواضيع السور المدنية.[۶]
و قد إنقسمت فترة نزول القرآن إلى مرحلتين: إحداها قبل هجرة النبي الأكرم (ص) و الأخرى بعد هجرته من مكة إلى المدينة. المرحلة الأولى لنزول القرآن إمتدّت من بعثة النبي محمد (ص) إلى نهاية إقامته في مكة. و المرحلة الثانية لنزول القرآن إمتدّت من هجرة رسول الله (ص) من مكة إلى المدينة حتى رحلته (ص).[۷] و الرأي السائد بين المفسّرين و علماء العلوم القرآنية أن المرحلة المدنية لنزول القرآن إمتدّت عشر سنوات،[۸] أما المرحلة المكيّة لنزول القرآن[۹] فبعض يرى أنها ثمان سنوات و البعض الآخر يراها عشر سنين[۱۰] طبقاً للروايات المختلفة في هذا المجال.[۱۱]
[۱] السيوطي، جلال الدين، الإتقان في علوم القرآن، ج ۱، ص ۵۵، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية، ۱۴۲۱ ق، الزرقاني، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان في علوم القرآن، ج ۱، ص ۱۸۷، دار إحياء التراث العربي، بي جا، بي تا، ملاحويش آل غازي، عبد القادر، بيان المعاني، ج ۴، ص ۲۶۱، مطبعة الترقي، دمشق، الطبعة الأولى، ۱۳۸۲ ق، الخميني، السيد مصطفى، تفسير القرآن الكريم، ج ۱، ص ۱۷، مؤسسة تنظيم و نشر آثار الإمام الخميني (ره)، الطبعة الأولى، ۱۴۱۸ ق، المعرفة، محمد هادي، علوم القرآني، ص ۸۱ و ۸۲، مؤسسة التمهيد الثقافية، قم، الطبعة الرابعة، ۱۳۸۱ ش، الأحمدي، حبيب الله، دراسات في العلوم القرآنية، ص ۶۱، فاطيما، قم، الطبعة الرابعة، ۱۳۸۱ ش.
[۲] المائدة ۳٫
[۳] الطوسي، محمد بن حسن، التبيان في تفسير القرآن، بمقدمة: الشيخ آقا بزرگ الطهراني، تحقيق: قصير العاملي، أحمد، ج ۳، ص ۴۱۳، دار إحياء التراث العربي، بيروت، بي تا، الزركشي، محمد بن عبد الله، البرهان في علوم القرآن، ج ۱، ص ۲۸۲ و ۲۸۳، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، ۱۴۱۰ ق، الإتقان في علوم القرآن، ج ۱، ص ۸۳، دروزة، محمد عزت، التفسير الحديث، ج ۱، ص ۳۸۶، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ۱۳۸۳ ق.
[۴] البرهان في علوم القرآن، ج ۱، ص ۲۷۳، الإتقان في علوم القرآن، ج ۱، ص ۵۵٫
[۵] الصبحي الصالح، مباحث في علوم القرآن، ص ۱۶۷، منشورات الرضي، قم، الطبعة الخامسة، ۱۳۷۲ ش، التعرّف على العلوم القرآنية، ص ۱۱۰٫
[۶] ديب البغا، مصطفى، ديب مستو، محيي الدين، الواضح في علوم القرآن، ص ۶۶، دار الكلم الطيب، دار العلوم الإنسانية، دمشق، الطبعة الثانية، ۱۴۱۸ ق، المعرفة، محمد هادي، تاريخ القرآن، ص ۵۱، سمت، طهران، الطبعة الخامسة، ۱۳۸۲ ش، التعرّف على العلوم القرآنية، ص ۱۱۱٫
[۷] البيگلري، حسن، سرّ البيان في علم القرآن مع تجويد إستدلالي كامل، ص ۴۱ و ۴۲، مكتبة السنائي، بي جا، الطبعة الخامسة، بي تا.
[۸] رشيد الدين الميبدي، أحمد بن أبي سعد، كشف الأسرار و عدة الأبرار، تحقيق: الحكمت، علي أصغر، ج ۱، ص ۴۱، إنتشارات الأمير الكبير، طهران، الطبعة الخامسة، ۱۳۷۱ش، النكونام، جعفر،المدخل إلی تاریخ القرآن، ص ۲۰۹، نشر الهستي نما، طهران، الطبعة الأولى، ۱۳۸۰ ش، قرشي، سيد علي أكبر، تفسير أحسن الحديث، ج ۱، ص ۸، بنياد بعثت، طهران، الطبعة الثالثة، ۱۳۷۷ ش، مركز الثقافة و المعارف القرآنية، علوم القرآن عند المفسّرين، ج ۱، ص ۳۰۵، مكتب الإعلام الإسلامي، قم، الطبعة الأولى، ۱۳۷۵ ش.
[۹] راجعوا: الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، تاريخ الأمم و الملوك (تاريخ طبري)، تحقيق: ابراهيم، محمد أبو الفضل، ج ۲، ص ۳۸۴، دار التراث، بيروت، الطبعة الثانية، ۱۳۸۷ ق،المدخل إلی تاریخ القرآن، ص ۲۳۲ ـ ۲۳۹٫
[۱۰] راجعوا: إبن حنبل، المسند، باب “بداية مسند عبد الله بن عباس”، ح ۲۲۷۶، واحدي، علي بن احمد، أسباب نزول القرآن، تحقيق: زغلول، كمال بسيوني، ص ۹، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ۱۴۱۱ ق،المدخل إلی تاریخ القرآن، ص ۲۲۹ ـ ۲۳۱٫
[۱۱] راجعوا: تاريخ الأمم و الملوك (تاريخ الطبري)، ج ۲، ص ۳۸۴ و ۳۸۵، علوم القرآن عند المفسّرين، ج ۱، ص ۳۰۵، المدخل إلی تاریخ القرآن ، ص ۲۳۹ ـ ۲۴۲٫
ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟. ما معيار التمييز بين السور المكية و المدنية و ما موضوعها؟