ما هي عوامل الإختلاف بين أمية و هاشم التي حدثنا التأريخ عنها؟
ما هي عوامل الإختلاف بين أمية و هاشم التي حدثنا التأريخ عنها؟
الجواب الإجمالي
هاشم هو لقب عمرو بن عبد مناف، و كنيته أبو عبد الشمس، و إسم أمّه عاتكه بنت مرّة من قبيلة بني سليم.ولد في مكة و توفي في غزة من نواحي الشام و قبره هناك.
هاشم من مادة “هشم” بمعنى “كسر”.[۱] و لقب بالهاشم.بسبب حصول مجاعة في مكة و قد كان هاشم في الشام ذاهباً للتجارة إلى غزة و أطرافها.فعند ما سمع بخبر المجاعة أمر باعداد خبز كثير و حمله على أظهر الإبل و إرساله إلى مكة.و قام بنحر عدّة من الإبل و أمر بتكسير الخبز الذي كان يابساً و تهشيمه و تقديمه مع اللحم لأهالي مكة.و كان هو أيضاً يكسر الخبز و يقدمه لأهل مكة مع اللحم، لهذا لقب بالهاشم.[۲]
و “أمية” بن عبد شمس بن عبد مناف، إبن أخ هاشم و أسم أمه عبلة.[۳]
سبب العداء بين هاشم و أمية
كانت سقاية الحاج و رفادتهم[۴] أيام الحج بعهدة أجداد النبي محمد (ص) و قد اقترع بين أبناء عبد مناف عليها فخرجت القرعة بإسم هاشم ففوّضت إليه.[۵]
كان هاشم يخص مقداراً كبيراً من أمواله لضيافة الحاج أيام الحج و كان يطلب من أهالي قريش معونته على هذا الأمر ـ بطيب خاطر ـ بأطهر أموالهم و أكثرها حلالاً. أدّى هذا العمل لأن يكون له رفعة و عظمة بين الناس. أما أمية فعلى رغم كونه تاجراً و صاحب أموال كثيرة كعمّه هاشم لكنه لم يكن سخياً و لا كريماً.فكان يكلّف نفسه و يثقلها بإطعام الناس و إكرامهم مع إنه لم يرد بهذا الأمر إلا عطف القلوب إليه،.مع أن الناس كانوا يكنون لهاشم إحتراماً كثيراً. و لم تؤثّر و شاية أمية به. بل كانت تزيده عظمة و عزّة، و قد كان أمية يلام لوما شديداً من قبل أهالي قريش على هذا الأمر، فكان يواجه لومهم بالغضب و الحسد الشديد لعمه بسبب مكانته و رفعته و عظمته.
من هنا إشتعلت نار الحسد في باطن أمية، إلى أن أدى به إلى إرغام عمّه على الذهاب إلى أحد عرفاء العرب (الكهنة) و اتّفقوا على أن يأخذ كل من حاز على تأييده و الحكم له، زمام الأمور بيده. فلم تسمح عزة هاشم و عظمته أن تجرّه إلى نزاع مع إبن أخيه، إلا ان إصرار أمية إضطره آخر الأمر إلى قبول ذلك فقبل بالإقدام على هذا الأمر بشرطين:
الأول: أن يقدّم المغلوب على أمره خمسين رأساً من الإبل سوداء العيون لنحرهم أيام الحج.
الثاني: أن يخرج المغلوب على أمره من مكة عشر سنوات.
فكان من حسن الحظ أن يحكم (الكاهن عسفان) لهاشم بمجرد أن وقعت عيناه عليه و إضطر أمية طبقاً للقرار المتّفق عليه أن يغادر وطنه و يقيم في الشام عشر سنوات، كما و نحر هاشم الإبل التي أخذها من أمية و قسّمها بين الناس. هذا ما أدى إلى عداء أمية لهاشم و أولاده،[۶] و بالطبع يمكنه أن يكون أحد أسباب العداء لا كلها.
[۱] القرشي، السيد علي أكبر، قاموس القرآن، ج ۷، ص ۱۵۶، دار الكتب الإسلامية، طهران، ۱۳۷۱ ش.
[۲] البلاذري، جابر، أنساب الأشراف، المحقق: الزكار، سهيل، الزركلي، رياض، ج ۱، ص ۵۸ ـ ۶۳، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، ۱۴۱۷ ق.
[۳] مطهر بن طاهر المقدسي، البدء و التاريخ، المصحح: پور سعيد، ج ۴، ص ۱۱۰، مكتبة الثقافة الدينية، بي تا.
[۴] الرفادة: الإطعام.
[۵] أنساب الأشراف، ج ۱، ص ۵۷٫
[۶] أنساب الأشراف، ج ۱، ص ۶۰ و ۶۱ الصالحي الشامي، سبل الهدى، المحقق: عادل، أحمد، علي محمد، المعوض، ج ۱، ص ۲۷۱، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، ۱۴۱۴ ق، البغدادي، إبن حبيب، المنمق في أخبار قريش، المحقق: خورشيد أحمد فاروق، ص ۹۹ و ۱۰۰، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى، ۱۴۰۵ ق.