ما المراد من التوّشح المذكور في بعض الروايات؟

0

ما المراد من التوّشح المذكور في بعض الروايات؟

 

السؤال
الرجاء توضيح المراد من التوشح المذكور في الرواية التالية: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله(ع) قال: لا يَنْبَغِي أَنْ تَتَوَشَّحَ بِإِزَارٍ فَوْقَ الْقَمِيصِ وَ أَنْتَ تُصَلِّي و لا تَتَّزِرْ بِإِزَارٍ فَوْقَ الْقَمِيصِ إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ فَإِنَّهُ مِنْ زِيِّ الْجَاهِلِيَّةِ».
الجواب الإجمالي
من المفردات التي ورد الحديث عنها في الفقه الإسلامي و انصبت عليها بعض الاحكام الشرعية مفردة التوشح، و مفردة الحمايل[1] [2] و قد فسّر الفقهاء و أعلام اللغة التوشح بتفسيرات مختلفة، منها:
1. المعروف بين الفقهاء[3] و أكثر اللغويين: التوشح بالرداء: مثل التأبط و الاضطباع، و هو أن يدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيلقيه على منكبه الأيسر كما يفعل المحرم.[4]
2. و التوّشح، إرسال الرداء من العاتقين إلى الكشحين و شدّه.[5]
3. و ذهب بعض أهل السنّة إلى تفسير التوشح كابن سيدة بأنّ: التوشُّح أَن يَتَّشِحَ بالثوب، ثم يُخرجَ طَرَفه الذي أَلقاه على عاتقه الأَيسر من تحت يده اليمنى، ثم يَعْقِدَ طرفيهما على صدره.[6]
و قد اعتمدت الروايات المروية عن أهل البيت (ع) نفس المعنى اللغوي للتوشح، فقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «لا ينبغي أن تتوشح بإزار فوق القميص و أنت تصلّي، و لا تتّزر بإزارٍ فوق القميص إذا أنت صلّيت، فإنّه من زيّ الجاهلية»[7]
عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الرجل يؤم بقوم يجوز له أن يتوشح؟ قال: لا. لا يصلي الرجل بقوم و هو متوشح فوق ثيابه و إن كان عليه ثياب كثيرة؛ لأن الإمام لا يجوز له الصلاة و هو متوشح.[8]
و عن بعض أَصحابنا عن أَحَدِهِمَا – الباقر أو الصادق عليهما السلام- قال: قال: الِارْتِدَاءُ فَوْقَ التَّوَشُّحِ في الصَّلاةِ مكرُوهٌ و التَّوَشُّحُ فَوْقَ الْقَمِيصِ مكرُوه.[9]
عن يونس بن عبد الرحمن عن جماعة من أصحابه عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع) أنّه سئل ما العلة التي من أجلها لا يصلي الرجل و هو متوشح فوق القميص؟ قال: لعلة التكبر في موضع الاستكانة و الذلة.[10]
و قد تعرّض الفقهاء لمسألة التوشح في مباحث الصلاة[11] و الحج[12] حيث ذهب الفقهاء إلى كراهته اثناء الصلاة فقال السيد صاحب العروة: الخامس من مكروهات لباس المصلي: التوشّح، و تتأكّد كراهته للإمام.[13] أما في الحج فيجوز الاتّزار بأحد الثوبين كيف شاء، و الارتداء بالآخر أو التوشّح به أو غير ذلك من الهيئات.[14]

[1]. معجم معین للغة الفارسية، مفردة حمايل.
[2]. البستانی، فؤاد افرام، مهیار، رضا، فرهنگ ابجدی عربی-فارسی، ص 273، انتشارات اسلامی، طهران، الطبعة الثانية، 1375ش؛ فرهنگ لغت عمید، مفردة «توشح».
[3]. الفاضل الهندی، محمد بن حسن، کشف اللثام و الإبهام عن قواعد الأحکام، ج ‌5، ص 275، مکتب الاعلام الاسلامي، قم، الطبعة الأولی، 1416ق؛ کاشف الغطاء، جعفر بن خضر، کشف الغطاء عن مبهمات الشریعة الغراء، ج ‌4، ص 531، انتشارات مکتب الاعلام الاسلامي، قم، الطبعة الأولی، 1422ق؛ النجفي، محمد حسن، جواهر الکلام في شرح شرائع الإسلام، تحقيق و تصحيح: قوچاني، عباس، آخوندي، علي، ‌ج ‌18، ص 238، دار إحیاء التراث العربي، بيروت، الطبعة السابعة، 1404ق.
[4]. الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنیر، منشورات دار الرضي، قم، الطبعة الأولى، بدون ‌تاريخ؛ ابن منظور، محمد بن مکرم، لسان العرب، ج ‏2، ص 633، دار صادر، بیروت، الطبعة الثالثة؛ الواسطي الزبيدي، محب الدين سيد محمد مرتضی، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق و تصحيح: شيري، علي، ج 4، ص 246، دار الفکر، بيروت، الطبعة الأولى، 1414ق؛ الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، تحقيق: الحسيني‏، سيد أحمد، ج ‌2، ص 423، المكتبة المرتضوية، طهران، الطبعة الثالثة، 1375ش.
[5]. ابن فهد الحلّي، جمال الدين أحمد بن محمد، الرسائل العشر، تحقيق و تصحيح: رجائي‌، سيد مهدي، ص 68، انتشارات مكتبة آية الله مرعشي نجفي قدس سره، قم، الطبعة الأولى، 1409ق.
[6]. لسان العرب، ج ‏2، ص 633؛ تاج العروس من جواهر القاموس، ج 4، ص 246.
[7]. الکليني، محمد بن يعقوب، الکافي، تحقيق و تصحيح: الغفاري، علی أکبر، الآخوندي، محمد، ج ‏3، ص 395 ، دار الکتب الإسلامية، طهران، الطبعة الرابعة، 1407ق
[8]. الشيخ الصدوق، علل الشرائع، ج ‏2، ص 329، مكتبة الداوري، قم، الطبعة الأولى، 1385ش؛ الشيخ الحرّ العاملي، وسائل الشیعة، ج ‏4، ص 396، مؤسسه آل البیت(ع)، قم، الطبعة الأولى، 1409ق.
[9]. وسائل الشيعة، ج ‏4، ص 396.
[10]. علل الشرائع، ج ‏2، ص 329؛ وسائل الشيعة، ج ‏4، ص 398.
[11]. انظر: الموسوي الخوئي، السید آبو القاسم، موسوعة الإمام الخوئي، ج 12، ص 426، مؤسسة إحیاء آثار الإمام الخوئي، قم، الطبعة الأولى، 1418ق.
[12]. نفس المصدر، ج ‌27، ص 447 و 451.
[13]. الطباطبائي اليزدي، السيد محمد کاظم، العروة الوثقی (المحشّی)، تحقي و تصحيح: محسني سبزواري‌، أحمد، ج 2، ص 358، مكتب النشر و الاعلام الاسلامي، قم، الطبعة الأولى، 1419ق.
[14]. جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، ج ‌18، ص 238؛ العروة الوثقى (المحشّى)، ج ‌4، ص 671.

 

 

المأخذ

 

http://shiastudies.com/ar/

 

 

ما المراد من التوّشح المذكور في بعض الروايات؟. ما المراد من التوّشح المذكور في بعض الروايات؟. ما المراد من التوّشح المذكور في بعض الروايات؟. ما المراد من التوّشح المذكور في بعض الروايات؟ ما المراد من التوّشح المذكور في بعض الروايات؟ما المراد من التوّشح المذكور في بعض الروايات؟. ما المراد من التوّشح المذكور في بعض الروايات؟. ما المراد من التوّشح المذكور في بعض الروايات؟ ما المراد من التوّشح المذكور في بعض الروايات؟

Leave A Reply

Your email address will not be published.