نماذج من الأحادیث التی وضعت لإرضاء معاویه ! !
2 – قال أبو هریره: " یا أهل العراق أتزعمون أنی أکذب على الله ورسوله وأحرق نفسی بالنار، والله لقد سمعت رسول الله یقول: " إن لکل نبی حرم، وأن المدینه حرمی، فمن أحدث فیها حدثا فعلیه لعنه الله والملائکه والناس أجمعین "
ثم قال وأشهد بأن علیا قد أحدث فیها ! ! فلما بلغ معاویه هذا الحدیث أجاز أبا هریره وأکرمه وولاه إماره المدینه " (1) .
ــــــــــــــــــــ
( ۱ ) شرح النهج ج ۴ ص ۶۳ – ۷۳ ، وشیخ المضیره أبو هریره ص ۲۳۶ . ( * )
3 – قال الزهری ، حدثنی عروه بن الزبیر ، قال حدثنی عائشه قالت : " کنت عند رسول الله إذ أقبل العباس وعلی فقال الرسول یا عائشه إن هذین یموتان على غیر ملتی أو قال غیر دینی " .
هذه الأحادیث وأمثالها من التی رویت لإرضاء معاویه ، ولتبریر أفاعیله ساقطه بکل المعاییر ، لأنها تتناقض مع مئات الأحادیث النبویه الصحیحه المتواتره ، التی صرح بها النبی الأعظم أمام الآلاف من المسلمین ، ولأنها تتناقض مع واقع الحال ، ومع تاریخ الإسلام فأبو طالب هو الذی حمى الدعوه والداعیه قبل الهجره وعلی هو فارس الإسلام وحامل رایه الرسول فی کل المواقع ، وهو أخوه وولیه ، ووالد سبطیه وزوج ابنته ، وهو الذی رکع العرب بسیفه ورمحه ، ثم إن معاویه ، وعمر وعروه وأمثالهم موتورون وحاقدون على الإمام علی وأهل بیته ، لأنهم قتلوا إخوانهم وأخوالهم ، وعمومتهم فی بدر ، فضلا عن ذلک فإن معاویه نفسه طلیق ومن المؤلفه قلوبهم ، ومن أعداء الله الذین حاربوا الله ورسوله فی کل المواقع وقد أسلم لما أحیط به ، کذلک فإن عمرو ابن العاص من حدیثی العهد بالإسلام فقد أسلم بعد صلح الحدیبیه ، أما عروه فعلاوه على أنه موتور وحاسد ، فهو مغامر ، یرید السلطه والجاه والنفوذ ، وقد أدرک أن کراهیه أهل بیت النبوه عامه وعلی بن أبی طالب خاصه هی الطریق الأسرع لتحقیق ما یرید .
والخلاصه أن هذه الأحادیث التی وضعت فی عهد معاویه خاصه ، کان القصد منها خلط الحابل بالنابل ، والحق بالباطل ، وطمس معالم الشریعه الإلهیه خاصه الأحکام التی عالجت نظام الحکم فی الإسلام ، والقضاء التام على تمیز صاحب الحق الشرعی علی بن أبی طالب وتمیز أهل بیت النبوه وهدم مراتبهم العلیه ، حتى لا تقوم لهم قائمه ، فیصفو وجه الخلافه له ولذریته خاصه وللأمویین عامه .
3 – وعندما رفعت الدوله الحظر عن روایه وکتابنا الأحادیث النبویه فی المجالات الأخرى بعد مائه عام من منع روایه وکتابه الأحادیث النبویه ، هب العلماء للبحث عن سنه الرسول بین الأنقاض ! ! فوجدوا أنفسهم أمام هذه السیول المتدفقه من المرویات الکاذبه ، والتی تتبعها الدوله وشهدت بصحتها ، والتی اقتنع بها العامه بمرور الوقت وتدینوا بها ، ولم یکن بوسع أحد من الخاصه أن یطعن بمثل تلک الأحادیث ، لأن الطعن بها سیفسر بأنه طعن بالدوله التی شهدت بصحتها ، وطعن بالرواه ، وبما أن رواتها صحابه فإن الطعن بهم هو طعن مباشر بالدین الحنیف ، فاضطر العلماء أو الرواه الجدد الذین انطلقوا بالفعل للبحث عن حدیث الرسول وجمعه ، اضطروا أن یعتبروا هذه المرویات الموضوعه والمختلفه صحیحه ، لأنها صحیحه من حیث الشکل ، وهکذا شهد العلماء والرواه المستقلون ضمنا بصحه تلک الأحادیث الموضوعه ، فاعتبروها من المسلمات ، أو من الحقائق الواقعیه التی لا یمکن القفز عنها ! !
لذلک أخذوا یبنون فوقها ، ویضیقون علیها ، ویستشهدون بها ، بل صارت المرویات الکاذبه التی افتعلت فی زمن بنی أمیه أقرب إلى الصحه شکلا من المرویات اللاحقه ، فعمرو بن العاص مثلا کان یقول سمعت رسول الله یقول ، وما أن یتم عمرو جملته حتى تتلقفها وسائل إعلام الدوله فتنشرها على الرعیه بکل وسائل النشر والإعلان ، لأن عمرو بن العاص من أرکان دوله معاویه ، وفی الوقت نفسه صحابی شاهد الرسول وجالسه وهو بحسب نظریه عداله الصحابه صادق مصدق یمتنع علیه الکذب أو الغلط ! !
وعندما رفعت الدوله الحظر عن روایه وکتابه الأحادیث النبویه بعد مائه عام من حظرها وبسبب الفارق الزمنی ، اضطر المعنیون بجمع الحدیث إلى القول " حدثنا فلان ، قال حدثنا علان ، قال حدثنا زید ، قال حدثنا زیدان قال حدثنا عمرو بن العاص أنه قال سمعت رسول الله . . . " .
ولأن الأکثریه الساحقه من الرعیه قد اقتنعت بصحه المرویات الکاذبه التی اختلقها الأمویون وأشیاعهم ، فقد وضعوا تحت تصرف الباحثین الجدد عن حدیث رسول الله کافه تلک المرویات التی ورثوها ، جیلا بعد جیل ، فترسخ الکذب ، وألبس ثوب الصدق ! ! فصار من حیث الشکل صدقا ، وفق کل المعابیر التی وضعها العلماء الباحثون عن حدیث الرسول لضبط عملیه نقل الحدیث وروایته لذلک انطلقوا منها ، وبنوا فوقها ، لأنها مدعومه من الدوله ، ومسلم بصحتها شعیبا ! ! وساعدهم على ذلک أنهم قد اعتمدوا المعاییر التی وضعها معاویه وشیعته لنظریه عداله کل الصحابه ! ! فآمنوا کما آمن معاویه بأن کل صحابی على الإطلاق صادق یمتنع علیه الکذب والغلط ، باستثناء علی بن أبی طالب وأهل بیت النبوه ، ومنجهر بولائه لهم أو عرف بهذا الولاء ! ! فتداول الناس المرویات التی اختلقها الأمویون ، والمرویات التی تمخض عنها جهد العلماء الباحثین فعلا عن حدیث رسول الله ، واعتبروا المجموعتین أجزاء من منظومه أو مجموعه واحده ، أو وجوها متعدده لشئ واحد ، وتجاوزت مرویات هذه المجموعه الملایین ، وکلها من حیث الشکل مرویه بطریقه مقبوله وأدرک البعض أنه من المستحیل عقلا أن تصدر کل هذه المرویات عن رسول الله ! ! خاصه ، وأن بعضها یناقض بعض ! !
وکان من المتعذر علیهم أن یجهروا بهذه القناعه الخفیه خوفا من العامه ، لذلک رأى البعض أن من الأنسب اختیار کمیات محدوده من هذه الملایین ، وجمعها بمجموعات خاصه ، ووضعها تحت تصرف المسلمین ، وأعمالا لهذه الرؤیه ، وضعت کتب الحدیث التی سماها أصحابها أو عرفت عند العامه . . . بالصحاح وبرزت من هذه المجموعات " الصحاح السته " وکان لجامع کل صحیح أسلوبه الخاص باختیار رجاله ، ومرویاته وتبویب کتابه ، وظهرت المسانید ، والسنن ، وهی کلها عباره عن کتب حدیث مختاره من المجموعه الکبرى التی أشرنا إلیها قبل قلیل .
والخط العام الذی انتهجه أصحاب الصحاح والمسانید والسنن ، هو خط دوله الخلافه ، والرواه کلهم على الأغلب من الموالین لها ، ومن الذین أشربوا ثقافتها ولا عبره بسابقه الرواه للإسلام أو حداثتهم فیه ، ولا لعلمهم فی الدین أو جهلهم فیه ، ولا لجهادهم أو قعودهم ، فأبو هریره الذی لا یعرف على وجه التحقیق اسمه الحقیقی لم یصحب النبی أکثر من سنتین ومع هذا یروون عنه ۵۳۷۴ حدیثا روى منها البخاری ۴۴۶ حدیثا ، وهذه الأرقام المذهله تشکل أضعافا مضاعفه للأحادیث التی رویت عن أصحاب بیعه الرضوان مجتمعین وهم یربون على ۱۴۰۰ صحابی ! ! والعله فی ذلک بأن أبا هریره کان من المؤیدین لبنی أمیه عامه ولمعاویه بن أبی سفیان خاصه ، فکان یضع أحادیث على رسول الله فی مدح معاویه والأمویین ، ویضع أحادیث فی ذم علی بن أبی طالب وأهل بیت النبوه ! ! وکان یسمع الإسرائیلیات من کعب الأحبار ، وحتى یضفی على هذه الإسرائیلیات طابع الأهمیه ، ویضمن لها الرواج فقد کان یدعی بأنه قد سمعها عن رسول الله ! ! " ( 1 ) .
ــــــــــــــــــــــ
( ۱ ) راجع کتاب " شیخ المضیره أبو هریره " وکتاب أضواء على السنه النبویه للشیخ محمود أبو ریا . ( * )
وأحیانا کان الخلیفه یجتهد اجتهادا ما فی أی أمر من الأمور العامه أو الخاصه ، فیقال صدقا أو کذبا أن اجتهاد هذا الخلیفه أو ذاک مخالف للشرع الحنیف ، عندئذ یخرج من بین المجموع الموالیه من یتبرع بوضع الحدیث على رسول الله لیبرر اجتهاد الخلیفه ، ولیثبت التزام الخلیفه بالشرع ، فیروی المؤمنون الصادقون أحادیث صحیحه سمعوها بالفعل من رسول الله ، ویعبرون عن دهشتهم واستنکارهم للأحادیث الموضوعه فی هذا المجال أو ذاک ! !
ولکن فی النتیجه تقف الأحادیث الموضوعه على رسول الله جنبا إلى جنب مع الأحادیث الصادره بالفعل عن رسول الله ، ولأن الأحادیث الموضوعه تخدم الدوله وتوجهاتها ، والأحادیث الصحیحه تتعارض مع توجهات الدوله ، فإن الدوله بما لها من نفوذ وقدره إعلامیه تسلط الأضواء على الأحادیث المکذوبه ، وتظهرها بمظهر الصحیحه ، وتعتم على الأحادیث الصادره بالفعل عن رسول الله ، وتحیطها بالشکوک ، ومن الأمثله على ذلک متعه الحج ومتعه النساء ، ومنع روایه وکتابه الأحادیث النبویه ، فقد رویت أحادیث تحرم متعه الحج ومتعه النساء ، کما تحرم کتابه وروایه الأحادیث النبویه ، کما رویت أحادیث تحلل المتعتین ، وتحض على کتابه وروایه الأحادیث النبویه ، ولأن الموجه الأولى من هذه الأحادیث تتفق مع سیاسه الدوله وعمل الخلفاء ، فقد ثبتت ، وکتبت لها الحیاه لتبقى بصوره دائمه مواجهه للأحادیث الصحیحه الصادره عن رسول الله ، ومهمه الأحادیث المکذوبه أن تکون دفاعا تاریخیا دائما عن شرعیه ومثالیه سلوک الخلفاء ! ! وهکذا تتعایش الأحادیث الموضوعه على رسول الله مع الأحادیث الصادره عنه بالفعل وتحلان فی مکان واحد ! !
فالحدیث الذی وضعه عمرو بن العاص " أن آل أبی طالب لیسوا لی بأولیاء إنما ولیی الله وصالح المؤمنین " أخرجه البخاری ومسلم فی صحیحیهما ، وهم یعلمون أن الإمام علیا ، والحسن والحسین وذریه النبی المتبقیه هم من آل أبی طالب ، فإذا کان علی والحسن والحسین والأئمه الأعلام من الذریه الطاهره لیسوا بأولیاء النبی ، فمن هم أولیاؤه إذا ! ! ومن هم صالح المؤمنین الذین عناهم عمرو ؟ ! أکبر الظن بأن عمرو أراد أن یوحی للمسلمین بأنه ومعاویه والمغیره بن شعبه وابن أبی سرح وأمثالهم هم صالح المؤمنین ! ! !
ومع هذا یروی البخاری حدیث المنزله " أنت منی بمنزله هارون من موسى . . . " ویروی مسلم حدیث الثقلین " کتاب الله وعترتی أهل بیتی " وهذه الأحادیث المتناقضه صحیحه ، بدلیل أن البخاری ومسلم قد أخرجاها ، وأفردا لها مکانا فی صحیحیهما ! ! لیس هذا فقط إنما الکثیر من الأحادیث التی اعتبروها صحیحه مخالفه للقرآن الکریم مخالفه واضحه ، فقد أخرج البخاری فی کتاب الدعوات من صحیحه باب من آذیته ومسلم فی صحیحه کتاب البر والصله باب من لعنه النبی أن رسول الله کان یغضب ، فیلعن ویسب ویؤذی من لا یستحقها ، فدعا الله أن تکون لمن بدرت منه زکاه وطهورا ، هذا الحدیث الموضوع یصور صاحب الخلق العظیم ( وَإِنَّکَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِیمٍ ) ( ۱ ) بصوره الرجل الذی یفقد السیطره على أعصابه ، فیتصرف مثل تلک التصرفات التی ألصقوها ظلما برسول الله ، لأن الشخص العادی الذی لا تتوفر فیه مؤهلات النبوه یترفع عن سب ولعن وإیذاء الناس بدون سبب ، فکیف بسید الخلق وصفوه الجنس البشری وصاحب الخلق العظیم ! ! !
ــــــــــــــــــ
( ۱ ) سوره القلم آیه ۴ . ( * )
وقد سقنا فی البحوث السابقه نماذج متعدده من هذه الترهات الفارغه ، ومع هذا یعتبرها البخاری أحادیث صحیحه ، ومدعومه بقناعه شعبیه لأنها تبرر تولی الذین لعنهم رسول الله منصب الخلافه ! ! ! مع أنهم أعداء لله ولرسوله وقد لعنهم الله على لسان رسوله ! ! لقد خلطوا الحق بالباطل ، وضحوا بالحقائق الشرعیه لیستروا على فضائح التاریخ ، ولیضفوا علیها ثوب الستر والشرعیه ، لأنهم قد خلطوا الدین بالتاریخ ، والحق بالرجال ، فعرفوا الحق بالرجال ، مع أن الرجال یعرفون بالحق ، فأجمعوا أمرهم على أن یستوفوا الجمیع معا ! ! فی الوقت الذی منع فیه الخلفاء کتابه وروایه الأحادیث النبویه ، وفی الوقت الذی أحرقوا فیه المکتوب منها ، فإنهم قد فتحوا الباب على مصراعیه للثقافه والخرافات الیهودیه والنصرانیه ، فکعب الأحبار مثلا ، قدم المدینه ، وأسلم على عهد عمر ، وبقی فیها بناء على طلب عمر ، وقد خصص له الخلیفه عمر ساعه فی کل أسبوع یتحدث فیها قبل صلاه الجمعه ، بمسجد رسول الله ، ولما آلت الخلافه لعثمان جعل الوقت ساعتین بدلا من ساعه ، وکان موضع سر الخلیفتین عمر وعثمان یسألانه ویرجعان إلیه فی مبدأ الخلق ، وقضایا المعاد وتفسیر القرآن وغیر ذلک ، مع أن الرجل لم یصحب الرسول ، ولا یعرف شیئا عن الإسلام وثقافته یهودیه من جمیع الوجوه ، وأمام هذه الثقه التی خص الخلفاء بها کعبا ، علا شأنه وذاع صیته وأخذ بعض الصحابه یروون عنه مثل أنس بن مالک وأبی هریره وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن الزبیر ومعاویه ونظرائهم من الصحابه والتابعین ، وفتح المجال أمام أهل الکتاب فی ما بعد خاصه فی عهد معاویه الذی اتخذ بطانه منهم ، أمثال کاتبه سرجون ، وطبیبه أثال ، وشاعره الأخطل ، ومن خلال هذه المنافذ الواسعه دخلت الثقافتین الیهودیه والنصرانیه ، ودخلت معهما خرافاتهما وأساطیرهما ، وقناعاتهما العامه ، ووجدت طریقها إلى کتب الحدیث والتفسیر ، وساهمت بخلط الأوراق " ( 1 ) .
ــــــــــــــــــــــــ
( ۱ ) معالم المدرستین للعسکری ج ۲ ص ۴۸ وما فوق . ( * )
تزییف التاریخ
آل محمد الذین التفوا حول النبی قبل الهجره وحموه وحموا دعوته خلال تلک الفتره هم الذین وضعوا أساس التاریخ الإسلامی کله ، وتحملوا وحدهم أعباء المواجهه مع بطون قریش فحوصروا وحدهم من دون الناس جمیعا ، وقوطعوا وحدهم من دون الناس أیضا ، وکان دور غیرهم من المسلمین مقتصرا على إعلان إسلامه فقط أو إخفاء هذا الإسلام ، أو الفرار بدینه حتى لا یفتنه المشرکون ، أما المواجهه وحمایه الداعیه والدعوه فقد کانت مقتصره على الهاشمیین والمطلبیین ، تلک حقیقه مطلقه لا یماری بصحتها إلا جاهل ، أو ناصبی خبیث ، والحقیقه المطلقه الثانیه أن أبا طلب هو الذی تولى قیاده عملیتی حمایه الداعیه والدعوه وهو الذی تصدى لزعامه البطون طوال الفتره التی سبقت الهجره والتی امتدت حتى موت أبی طالب ، ولما مات أبو طالب سمى الرسول العام الذی مات فیه بعام الحزن ، وأخذ یعد العده الهجره إلى قوم یتولون حمایته وحمایه دعوته ، والخلاصه أنه لولا الهاشمیین والمطلبیین لما قامت الإسلام قائمه ولقتل النبی أو أجهضت الدعوه قبل الهجره .
والحقیقه الثالثه أن آل محمد والفئه القلیله المؤمنه الذین التفوا حول النبی بعد الهجره ، وخاصوا معه وتحت قیادته الحکیمه الملهمه کل معارک الإیمان مع الشرک ، هم وحدهم الذین صنعوا تاریخ الإسلام المجید وکتبوه بجهادهم الممیز سطرا سطرا وحرفا حرفا فخلقوا حاله من الانبهار العام لم یکن معها أمام بطون قریش خاصه والعرب عامه سوى الدخول فی الإسلام أو مواجهه الموت والهزیمه النکراء ، فاضطرت زعامه بطون قریش التی قادت جبهه الشرک أن تتلفظ بالشهادتین وأن تسلم زرافات ووحدانا أو تتظاهر بالإسلام ، لتحقق بالحیله والدهاء والتظاهر ما عجزت عن تحقیقه فی میادین المواجهه ، بعد أن اکتشفت بأن دعوه دین الله لا تقهر ! ! !
والخلاصه أنه وعلی أیدی آل محمد والفئه القلیله المؤمنه قد تم نصر الله والفتح ، وبأسیافهم وبطولاتهم الخارقه خضعت زعامه بطون قریش خاصه والعرب عامه للحق وهم کارهون ، ولولا هذه الطلیعه المبارکه لما تحقق الذی تحقق ولنغیر وجه التاریخ تماما ، فصلاه الله وسلامه على محمد وآله محمد ، ورحمه الله ورضوانه على أصحابه المخلصین.