الذنوب الکبیره (۳)
أکل الربا
وهو مقارن للکفر ، بل إن فاعله أشد عذابا یوم القیامه ،وهو شدید الإثم کما جاء فی قوله تعالى : ( الذین یأکلون الربا لا یقومون إلا کما یقوم الذی یتخبطه الشیطان من المس . . . * یمحق الله الربا ویربی الصدقات والله لا یحب کل کفار أثیم ) (البقره / ۲۷۵ – ۲۷۶ ) .
وقوله تعالى : ( یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقی من الربا إن کنتم مۆمنین * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلکم رۆوس أموالکم لا تظلمون ولا تظلمون ) (البقره / ۲۷۸ – ۲۷۹ ) .
وقوله تعالى : ( یا أیها الذین آمنوا لا تأکلوا الربا أضعافا مضاعفه واتقوا الله لعلکم تفلحون * واتقوا النار التی أعدت للکافرین ) (آل عمران / ۱۳۰ – ۱۳۱ ) .
فقد قرن الله تعالى أکل الربا بالکفر کما أسلفنا .
وهناک آیات وروایات کثیره عن النبی ( صلى الله علیه وآله وسلم ) وعن أهل بیته الطاهرین تدل على بشاعه جریمه أکل الربا ، منها ما رواه الصدوق عن النبی ( صلى الله علیه وآله وسلم ) : " من أکل الربا ملأ الله بطنه من نار جهنم بقدر ما أکل وإن اکتسب منه مالا لا یقبل الله تعالى منه شیئا من عمله ، ولم یزل فی لعنه الله والملائکه ما کان عنده قیراطا واحدا " .
والجدیر بالذکر هنا أن الربا لیس منحصرا فقط فی أن یقرض الإنسان غیره لمده بزیاده ، وإنما هناک معاملات یقع فیها الربا حتى فی البیع والشراء وغیرها ، والتی تخفى على أکثر الناس ، وقد أفرد مراجعنا الأعلام ( جزاهم الله خیرالجزاء ) فی رسائلهم العملیه بابا خاصا للمعاملات الربویه ملحقا بأحکام البیع والشراء والمکاسب المحرمه ، فمن الواجب على کل مسلم مراجعتها والتعرف علیها للتحرز من الوقوع بهذه الکبیره الشنعاء علما بأن الجاهل کالعامد لا یعذر لجهله إذا کان قادرا على التعلم والتفقه ولم یتعلم ، وقد دلت على ذلک الروایات الکثیره ، منها : " التاجر فاجر ما لم یتفقه "
السحت
یؤدی إلى عده معان منها : التطفیف فی المیزان ، أکل لحم المیته ، أکل الحرام .
وهو الأجر المأخوذ على العمل المحرم ، والثمن المبذول فی مقابل الشئ المحرم ، فقد ورد :" کلما حرم عمله ، حرم ثمنه ، وحرمت أجرته کثمن المیته ، والخمر ، والمسکر ، وأجر الزانیه وثمن الکلب الذی لا یصطاد ، والرشوه على الحکم ولو بالحق ، وأجر الکاهن ،وما أصیب من أعمال الولاه الظلمه ، وثمن الجاریه المغنیه ،وثمن الشطرنج ، وغیرها فإن جمیع ذلک سحت " .
وروی عن الإمام الصادق ( علیه السلام ) کما جاء فی تحف العقول أنه قال : " إنما حرم الله الصناعات التی هی حرام کلها والتی یجئ منها الفساد محضا ، نظیر البرابط – أی العود – والمزامیر ، والشطرنج ، وکل ملهو به ، والصلبان ، والأصنام ، وما أشبه ذلک إلى أن قال ( علیه السلام ) : فحرام تعلیمه وتعلمه والعمل به وأخذ الأجره علیه وجمیع التقلب فیه من جمیع الوجوه والحرکات " .
والروایات الوارده فی الرشوه تۆکد على شناعتها کما أکد سبحانه بقوله : ( ولا تأکلوا أموالکم بینکم بالباطل وتدلوا بها إلى الحکام لتأکلوا فریقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ) (البقره / ۱۸۸ ) .
وقوله تعالى : ( وترى کثیرا منهم یسارعون فی الإثم والعدوان وأکلهم السحت لبئس ما کانوا یعملون ) (المائده / ۶۲ ) .
روى الصدوق فی الخصال : " من تکهن أو تکهن له فقد برئ من دین محمد " .
وفی مستطرفات السرائر لابن إدریس ( رحمه الله ) عن النبی ( صلى الله علیه وآله وسلم ) قال : " من مشى إلى کاهن أو ساحر أو کذاب یصدقه فیما یقول فقد کفر بما أنزل الله تعالى " .
وفی تفسیر العیاشی عن سلیمان الجعفری : " إن الدخول فی أعمالهم – أی الظلمه – والعون لهم والسعی فی حوائجهم عدیل الکفر ، وما استحصل من أموالهم سحت " .
وعن الشیخ الأنصاری فی المکاسب : سئل الإمام الرضا ( علیه السلام ) عن الجاریه المغنیه ، قال : " قد تکون للرجل الجاریه تلهیه وما ثمنها إلا ثمن کلب ، وثمن الکلب سحت ،والسحت فی النار " .
وهناک کثیر من الآیات والروایات ، یراجع بها الکتب المختصه ، منها الذنوب الکبیره للشهید السید دستغیب .