الاستعداد للموت
الاستعداد للموت
ولازمه إعداده ما یلزمه لهذا السفر العظیم الطویل من الزاد ،ورفع ما یمکن أن یکون مانعاً من العبور من العقبات المتعدده ، والمواقف المختلفه کقضاء فوائته الواجبه ، وما علیه من دیونه لخالقه ، وما علیه من حقوق الناس وأموالهم ، وتعیین ما علیه من الحقوق فی دفاتر وکتابات ، فیکون فی جمیع أوقات عمره على تهیؤ بحیث لو نزل به الموت لم یکن مأثوماً فی أمره معاقباً على فعل شیء أو ترکه ، وهذا القسم من التهیؤ من أفضل خلق الإنسان وأحسن حالاته ، فطوبى لمن کان کذلک.
وقد ورد فی النصوص : أنه سئل أمیر المؤمنین (علیه السلام) عن الاستعداد للموت ؟ قال : أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال على المکارم ثم لا یبالی : أوقع على الموت أو وقع الموت علیه (۱).
وقال (علیه السلام) : لا غائب أقرب من الموت ، ولکل حبه آکل وأنت قوت الموت (۲).
وأن من عرف الأیام لم یغفل عن الاستعداد (۳).
وکان (علیه السلام) : بالکوفه ینادی بعد العشاء الآخره : تجهزوا رحمکم الله ، فقد نودی فیکم بالرحیل وانتقلوا بأفضل ما بحضرتکم من الزاد وهو التقوى ، واعلموا أن طریقکم إلى المعاد ، وعلى طریقکم عقبه کؤود ، ومنازل مهوله مخوفه لابد لکم من الممر علیها والوقوف بها (۴).
وقال (علیه السلام) : إن الموت لیس منه فوت ، فأحذروا قبل وقوعه ، وأعدوا له عدته وهو ألزم لکم من ظلّکم ، فأکثروا ذکره عندما تنازعکم أنفسکم من الشهوات وکفى بالموت واعظاً وإنا خلقنا وإیاکم للبقاء لا للفناء ، ولکنکم من دار إلى دار تنقلون ، فتزودوا لما أنتم إلیه صائرون (۵).
وورد : أن من أکثر ذکر الموت زهد فی الدنیا (۶).
وأن أکیس المؤمنین أکثرهم ذکراً للموت وأشدهم إستعداداً له (۷).
وأن عیسى (علیه السلام) قال : هول لا تدری متى یلقاک ، ما یمنعک أن تستعد له قبل أن یفجأک (۸).
____________________
۱ ـ الأمالی : ج۱ ، ص۹۷ ـ بحار الأنوار : ج۶ ، ص۱۳۸ وج۷۷ ، ص۳۸۲٫۲ ـ بحار الأنوار : ج۷۱ ، ص۲۶۳٫۳ ـ بحار الأنوار : ج۷۱ ، ص۲۶۳ ـ غرر الحکم ودرر الکلم : ج۵ ، ص۴۰۳٫۴ ـ نهج البلاغه : الخطبه ۲۰۴ ـ بحار الأنوار : ج۷۳ ، ص۱۳۴٫۵ ـ بحار الأنوار : ج۶ ، ص۱۳۲ وج۷۱ ، ص۲۶۴٫۶ ـ بحار الأنوار : ج۸۲ ، ص۱۷۲٫۷ ـ بحار الأنوار : ج۷۱ ، ص۲۶۷٫۸ ـ نفس المصدر السابق.
وأن من أکثر ذکر الموت رضی من الدنیا بالیسیر (۱).
وأن المراد بقوله : ( لا تنس نصیبک من الدنیا ) (۲)
لا تنس صحتک وقوتک وفراغک وشبابک ونشاطک وغناک أن تطلب به الآخره (۳).
وأنه سئل زین العابدین (علیه السلام) عن خیر ما یموت علیه العبد ، قال : أن یکون قد فرغ من أبنیته ودوره وقصوره ، قیل ، وکیف ذلک ؟ قال : أن یکون من ذنوبه تائباً وعلى الخیرات مقیماً ، یرد على الله حبیباً کریماً (۴).و أن من مات ولم یترک درهماً ولا دیناراً لم یدخل الجنه أغنى منه (۵).
وأنه إذا أویت فراشک فانظر ما سلکت فی بطنک وما کسبت فی یومک ، واذکر أنک میت وأن لک معاداً (۶).
__________________
۱ ـ نهج البلاغه : الحکمه ۳۴۹ ـ غرر الحکم ودرر الکلم : ج۵ ، ص۳۷۹ ـ بحار الأنوار : ج۷۱ ، ص۲۶۷ وج۸۲ ، ص۱۸۱ وج۱۰۳ ، ص۲۶٫۲ ـ القصص : ۷۷٫۳ ـ بحار الأنوار : ج۷۱ ، ص۲۶۷٫۴ ـ نفس المصدر السابق.۵ ـ نفس المصدر السابق.۶ ـ بحار الأنوار : ج۷۱ ، ص۲۶۷ وج۷۶ ، ص۱۹۰٫