التقویم الشیعی
التقویم الشیعی
الیوم السابع و العشرون من ذی القعدة
رحيل النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة إلى مكة لأداء مناسك الحجّ الأخير من حياة النبي صلى الله عليه وسلم (رواه الشيخ الطوسي في كتاب “تهذيب الأحكام”) (10 هـ).
حجّة الوداع، هي الحجّة الوحيدة الّتي حجّها النبي الأكرم بعد الهجرة. وقد ذهب النبي (ص) إلى مكة ثلاث مرّات معتمراً.ويرى المؤرخون أنّه لم يحجّ إلا مرّة واحدة، وهي الّتي سبقت وفاته بعدّة شهور. وقد سُمّي حجّه هذا بحجّة الوداع؛ لأنّه كان آخر حجّ في حياته، وقد ودّع المسلمين فيه، ويعتقد الشيعة أنّ جبرئيل نزل -أثناء عودة وفود الحجيج- على النّبيّ الأكرم
في منطقة غدير خم يخبره بالأمر الإلهيّ القاضي بتنصيب علي
إماماً للمسلمين ووصيّاً للنبي، فاستجاب للأمر الإلهيّ، وأعلمَ الجميع بما نزل به جبرئيل مع أخذ البيعة لعلي
؛ ومن هنا يولي الشيعة هذه المناسبة أهمية كبيرة.
وتسمّى أيضاً بحجّة البلاغ لمناسبة نزول آية التبليغ فيها،وتسمّى أيضاً بحجّة الإسلامباعتبارها الحجّة الوحيدة التي أدّى فيها الرسول الحج إبّان بعثته طبقاً للشريعة المحمدية الشريفة.
بداية الرحلة والإحرام
روى معاوية بن عمار- في حديث مفصّل- عن أبي عبد الله الصادق أنه قال: إنّ رسول الله
أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج، ثم أنزل الله
عليه: ﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق﴾. فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأنّ رسول الله يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والأعراب، واجتمعوا لحج رسول الله، وإنما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه، فخرج رسول الله
في أربع بقين من ذي القعدة.
وجاء في مصادر العامّة أنّه بات ليلته بميقات ذي الحُليفة، ثم استوى متوجهاً إلى مكة.وجاء في رواية الإمام الصادق أنّه لما انتهى إلى ذي الحليفة زالت الشمس، فاغتسل، ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة، فصلّى فيه الظهر، وعزم بالحج مفرداً، وخرج حتى انتهى إلى البيداء، فلبّى بالحج مفرداً، وساق الهدي…
وفي الميقات بيّن – صلوات عليه وآله – للناس آداب الإحرام وسننه، ثم اغتسل، وساق الهدي بحج القِران. وكان ثوْبَا رسول اللَّه الَّذي أَحرم فيهِما يَمَانِيَّيْنِ عِبْرِيٌّ وظَفَارِ وفيهِما كُفِّن. وفي رواية الكافي أنّه صلى في مسجد الشجرة.وجاء في رواية الواقدي: ثم خرج، فدعا بالهدى، فأشعره في الجانب الأيمن….
وقد شيّد المسلمون مجموعة من المساجد في الأماكن التي صلى أو استراح فيها رسول الله تبركاً بذلك.ثم بات ليلة في ذي طوى القريب من مكة حتَّى انتهى إلى مكَّةَ في سَلْخِ– آخر نهار- الرابع من ذي الْحجّة.
إعلان الولاية في غدير خم
في الثامن عشر من ذي الحجة وصل الرسول والمسلمون إلى منطقة بالقرب من الجحفة تسمّى غدير خُم، فاعلن بأمر من الله عن ولاية علي ابن أبي طالب
ونصبه خليفة من بعده.وبعد الفراغ منها تحرك نحو المدينة التي يحتمل أن وصوله إليها كان في الرابع والعشرين من ذي الحجّة وبقي في المدينة الأيام الأخيرة من ذي الحجّة. وذكر المؤرخون أن سفر الحج هذا استغرق ما بين 28 و30 يوماً. وفي تلك الأيام نزلت آية إكمال الدين.
عدد الحجاج
قيل أن عدد الحجيج تراوح ما بين 120000 و150000 ألف حاج، حج الكثير منهم راجلين، واحتمل البعض أن عدد الحجاج لم يتجاوز الخمسين ألف حاج.