تاريخ وفاة السيدة زينب عليها السلام (02)

0

عُرفت زينب { عليها السلام }. بكثرة التهجد ، شأنها في ذلك شأن جدها الرسول { صلى الله عليه وآله } وأهل البيت { عليها السلام }.

وروي عن الإمام زين العابدين { عليها السلام }. قوله :

{ ما رأيت عمتي تصلي الليل عن جلوس إلا ليلة الحادي عشر } .

أي أنها ما تركت تهجدها وعبادتها المستحبة حتى تلك الليلة الحزينة ، بحيث ان الإمام الحسين { عليها السلام }. عندما ودع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها : يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل .

وذكر بعض أهل السِيَر أن زينب { عليها السلام }. كان لها مجلس خاص لتفسير القرآن الكريم تحضره النساء وان دعاءها كان مستجاباً.‎.»{1}.

************

2} ــــ «- ورثة المجد والعلو والكمال والرفعة كابر عن كابر. فالقلم يقف عاجزاً والبيان قاصراُ عن الدرك والإحاطة بنسب هذه ‌الصديقة الطاهرة والذي تتقاطر دونه الأنساب مهما علت وشمخت. كيف لا وهي من مختارات الله سبحانه وتعالى؟ ‌قال تعالى: {وربّك يخلق ما يشاء ويختار وماكان لهم الخيرة} وقال الله تعالى في آية آخري: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا القرآن الكريم » سورة الأحزاب » الآية }٣٦{» وبلا أدني شك ولا ريب أنّ محمّداً وآل محمّد صلوات الله عليهم ممن أختارهم وأختصّهم وأصطفاهم الله تعالى لنفسه ‌من جميع الخلائق. قال تعالى: { قَوْله تَعَالَى : { إِنَّ اللَّه اِصْطَفَى آدَم وَنُوحًا وَآل إِبْرَاهِيم وَآل عِمْرَان عَلَى ‎}.‎ تفسير آل عمران {33} أورد العلامة الطبرسي في تفسير هذه الآية قال: الاصطفاء والاختيار والاجتباء نظائر، وهو افتعل من الصفوة وهذا ‌من أحسن البيان الذي يمثل به المعلوم المرئي، وذلك أنّ الصافي هوالنقيّ من شائب الكدر فيما شاهد. فمثّل الله تعالى ‌خلوص هؤلاء القوم من الفساد كخلوص الصافي من شائب الأدناس . ثم قال ـ بعد أن ذكر بعض الأقوال في الآية: ‌وفي قراءة أهل البيت: وآل محمّد }عليهم السلام{ على العالمين. وقالوا أيضاً: إنّ آل إبراهيم هم آل محمّد }عليهم ‌السلام{الذين هم أهله، ويجب أن يكون الذين اصطفاهم الله تعالى مطهرين معصومين، منزهين عن القبائح؛ لأنّه ‌تعالى لا يختار ولا يصطفي إلا من كان كذلك، ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة‌‎.‎

فعلى هذا يختصّ الإصطفاء بمن كان معصوماً من آل إبراهيم وآل عمران، سواء كان نبياً أو إماماً. ويقال الاصطفاء ‌على وجهين: أحدهما: إنه اصطفاه لنفسه أي: جعله خالصاً له، يختص به. والثاني: إنه اصطفاه على غيره أي: أختصّه ‌بالتفضيل على غيره، وعلى هذا الوجه معنى الآية. فإن قيل: كيف اختصهم الله بالتفضيل قبل العمل؟ فالجواب: إنه إذا ‌كان المعلوم أن صلاح المكلفين لا يتم ألا بهم، فلابد من تقديم البشارة بهم، والإخبار بما يكون من حسن شمائلهم ‌وأفعالهم، والتشويق إليهم، كما يكون من جلالة أقدارهم، وزكاء خلالهم، ليكون ذلك داعياً للناس إلى القبول منهم، ‌والأنقياد لهم‎.‎.»{2}.

************

3} ــــ « – لقد روي أن رسـول الله { صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.{ قرأ قوله تعالى : « {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيـهَا اسْمُهُ يُسَبِّـحُ لَهُ فِيهَـا ‌بِالْغُـدُوِّ وَالآَصَـالِ*رِجَـالٌ لاَ تُلْهِيهِـمْ تِجَـارَةٌ وَلاَ بَيْـعٌ عَـنْ ‌ذِكْرِ اللهِ وأقام الصَّـلاةِ وَإِيـتَـاء ِالـزَّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ ‌فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ } ‌سورة النور 36 ـ 37‌ » {١} فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله أي بيوت هذه؟

فقال : بيوت الأنبياء. فقام إليه أبوبكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها؟ وأشار إلى بيت علي وفاطمة.

فقال النبي : « نعم ، من أفضلها » {٢}.

ويجب أن لا ننسى أن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ الذي أعطى المناهج التربوية للأجيال ، وأضاء طرق التربية الصحيحة للقرون ـ لابد وأنه يبذل إهتماماً بالغاً وعنايةً تامةً في تربية عائلته ، ويمهد لهم السبيل حتى ينالوا قمة الأخلاق والفضائل. وخاصةً حينما يجد فيهم المؤهلات والإستعداد لتقبل تلك التعاليم التربوية.

ومن الواضح أن السيدة زينب ـ بمواهبها واستعدادها النفسي ـ كانت تتقبل تلك الأصول التربوية ، وتتبلور بها ، وتندمج معها {١}.وأكثر إنطباعات الإنسان النفسية يكون من أثر التربية ،.»{3}.

************

Leave A Reply

Your email address will not be published.