خطاب هام من المجمع العالمي لمعرفة الشيعة حول الدفاع عن نوايا كيان المرجعية الشيعية

0

 

خطاب هام من المجمع العالمي لمعرفة الشيعة حول الدفاع عن نوايا كيان المرجعية الشيعية.

 

بسم الله الرحمن الرحيم (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)

أربعة أحداث قيّمة في السابع عشر من ربيع الأول 1443 للهجرة النبوية، جلبت البهجة والسعادة للمجتمع العلمي الشيعي في العالم.

  • إعادة الإعلان عن الموقف بکلّ صراحة ووضوح للمراجع الشيعة، وخاصة سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الصافي الکلبايکاني حفظه الله، حول ضرورة تغيير السياسات الداخلية والخارجية للحكومة للتركيز على حل المشاكل الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب الإيراني.
  • افتتاح المكتبة الرقمية للدراسات الإسلامية باللغات الأوروبية بمليون مصدر كتابي ورقمي تحت رعاية سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله.
  • إزاحة الستار عن موسوعة 17 مجلداً لأعمال المؤتمر المهمّة ضدّ التيارات التكفيرية، تحت رعاية آية الله العظمى مكارم شيرازي وآية الله العظمی سبحاني حفظهما الله.
  • إزاحة الستار عن ترجمة موسوعة مكوّنة من 11 مجلدات لموسوعة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كتبها الراحل العلامة باقر شريف القرشي من قبل المجمع العالمي لمعرفة الشيعة، في بيت آية الله العظمى البروجردي رحمه الله.

 

الخدمات العلمية والثقافية الأساسية للمرجعيات الشيعية، وخاصة الخدمات الواسعة لسماحة السيد جواد الشهرستاني دام توفيقه في مکتب المرجعية وفي مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، للحوزات العلمية في أنحاء العالم ولطلاب العلوم الدينية بمساعدته ودعمه إيّاهم في مختلف الشؤون الاجتماعية وتطوير الموارد الدينية والعلمية والطبية والخدمات الاجتماعية، وإنّ سلوكه المعروف ودعمه الذي لا مثيل له وتعاونه مع الناس والتيارات والمراكز والمؤسسات الدينية والأكاديمية الشيعية النشطة في مختلف البلدان، يثير الكثير من الإعجاب..

 إنّ الخدمات المتنوّعة والرائعة لمكاتب أخرى للمرجعيات الشيعية وخدمات مكاتب ومؤسسات المرشد الأعلی للثورة الإسلامية في إيران وأنحاء العالم، تثير الامتنان والحمد لله.

من القضايا المهملة في مجتمعنا الإسلامي قلة وعي جماهير الناس بأبعاد خدمات المرجعيات الشيعية، وضعف التعبير عن أداء مکاتبهم وخصائص ممثّليهم في العالم.

وعلينا جميعاً تقوية كيان المرجعية الشيعية، وصدّ اعتداءات وإضعاف جهود معارضي الإسلام لتقويض إيمان الناس وثقتهم بالفقه. وبالطبع هذه المسؤولية علی مکاتب المرجعيات الشيعية أيضاً.

إنّ أهمّ شيء في الخطوة الأولى هو أن يقوم الجميع ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية، امتثالا لأمر الله سبحانه وتعالی کما قال: “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ” بتقديم برامج وثائقية حول أنشطة المرجعيات الشيعية للناس وفي البيئات العلمية والجامعات.

اليوم، كل حيل وخدع التي يستخدمها أعداء الإسلام الحقيقي تركّز على الطوائف الشيعية وخاصة على علماء الشيعة، لأنّهم يعرفون جيّداً أنّ مؤسسة المرجعية الشيعية المستقلة هي الوحيدة التي تعارض وتصدّ هيمنة المستغلّين والمستعمرين في العقد الأخیر. والحقيقة أنّ أعداء الدين على وعي بها وأهل الدين يجهلونها ويغرقون في التسامح والإهمال.

المرجعيات الشيعية العظيمة والعلماء الربانيّون الذين نشأوا في ظلّها في مختلف البلدان وفي جميع العصور الصعبة كانوا ملاذاً للناس في کلّ المشقّات، ومع ذروة الحصافة والكياسة استطاعوا الحفاظ علی جوهر الدين من إطالة القبضة القذرة لمناهبي الفكر والعقيدة في مختلف الفتن والأزمات. وکما نعلم أنّ الإمام الخميني رحمه الله مؤسّس الجمهورية الإسلامية وقائد الثورة الإسلامية، وسماحة آية الله العظمى خامنئي حفظه الله المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، لقد نشأوا من هذا الأصل وكانوا ولا يزالون قائمين علیه وداعمين لکيان المرجعية الشيعية والحوزات العلمية.

ومن المؤمّل أن يدرك شباب الشيعة في أنحاء العالم من خلال دراسة تاريخ الشيعة وتطوّرات وتيّارات القرون المعاصرة، الدور الهام والحيوي لرجال الدين وکیان المرجعية الشيعية في الحفاظ على وحدة الدين والشعوب وهوية الإسلام الشيعي.

ومن ناحية أخرى، نناشد المدراء والمسؤولين أنّه في هذا الوقت الحساس للغاية، رؤية العواقب والآثار السلبية لسوء الإدارة وعدم العدالة ووجود الفساد والتمييز والاضطرابات الاقتصادية والمعيشية والأخلاقية والثقافية في ظاهر المجتمع وداخله. دون مزيد من التقصير والإهمال، لمحاولة القضاء على هذه الانحرافات والمشكلات، ولبذل المزيد من الجهد لمعتقدات الناس، خاصة في ثقة وإيمان الشباب والجيل الجديد في كفاءة وقدرة الدين والتديّن في إدارة المجتمع، لئلّا يسبّب الإحباط واليأس وأي ضرر آخر لا يمكن إصلاحه.

هذه المرّة، كان الامتثال الواضح للأوامر والاهتمام بنوايا المرجعيات الشيعية، ولا سيّما آية الله العظمى صافي كلبايکاني حفظه الله، الذي كان رفيق الإمام الخميني رحمه الله في الأوقات الصعبة وأحد أركان هذا النظام الإسلامي، وهذا هو طلب مشروع من المؤمنين الذي يُتوقّع من مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحقيقه.

نتمنّى ألّا يكون في هذه الأوامر المرشدة لهؤلاء النبلاء في هذا الوقت الحساس، کالماضي عرضة للإهمال والنسيان.

والله وليّ التوفيق والعاقبة للمتّقين

مدير عام للمجمع العالمي لمعرفة الشيعة

18 ربيع الأول 1433 للهجرة النبوية

Leave A Reply

Your email address will not be published.