موقعة الجمل 10 جمادي الأولى في البصره من هم الناكثين و من هي صاحبة الجمل؟

0

حرب الجمل

موقعة الجمل هي معركة وقعت في البصرة عام 36 هـ بين قوات علي بن أبي طالب والجيش الذي يقوده طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل.

معركة الجمل؛ هي المعركة الأولى التي خاضها الإمام علي في زمن خلافته، وقد حدثت في شهر جمادى الآخرة أو جمادى الأولى من سنة 36 للهجرة في منطقة الخُرَيبَة من نواحي البصرة، وبما أنّ أصحاب الجمل نكثوا بيعتهم للإمام علي عرفوا في التاريخ بالناكثين، وكان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعائشة بنت أبي بكر هم قادة أصحاب الجمل الذين جيّشوا الجنود مقابل جيش الإمام علي.  سميت بحرب الجمل نسبةً إلى الجمل الذي كانت عائشة تمتطيه أثناء خروجها إلى البصرة، والمسمى بعسكر.

الناکثین

بويع أمير المؤمنين (ع) في شهر ذي الحجة من سنة 35 هـ للخلافة بعد إصرار من المهاجرين والأنصار وبإجماع من أهل المدينة، ولم يكن (ع) راغباً للخلافة إلا أنّهم حملوه على ذلك، وكان كل من طلحة وزبير في تلك الفترة يأمل في أن تصل الخلافة إليه[1]كما أنهما يأملان أن يحصلا على ولاية بعض البلدان الإسلامية، قال ابن قتيبة: «إن الزبير وطلحة أتيا عليا بعد فراغ البيعة، فقالا: هل تدري على ما بايعناك يا أمير المؤمنين؟ قال عليّ: نعم، على السمع والطاعة…. فقالا: لا، ولكنا بايعناك على أنا شريكاك في الأمر، قال علي: لا، ولكنكما شريكان في القول والاستقامة والعون على العجز. وكان زبير لا يشك في ولاية العراق، وطلحة في اليمن، فلما استبان لهما أن عليا غير موليهما شيئا، أظهرا الشكاة[2].

ولما عرف طلحة والزبير- بعد مرور أربعة أشهر من قتل عثمانمن حال عائشة وحال القوم عملا على اللحاق بها والتعاضد على شقاق أمير المؤمنين فاستأذناه في العمرة، فقال (ع): «الله يعلم أنهما أرادا الغدرة».[3]

وبعد أن أذن لهما أمير المؤمنين (ع) بالسفر التحقا بعائشة التي كانت قد ذهبت إلى مكة معتمرة، وذلك قبل قتل عثمان، وأرسلا إليها يطلبان منها المعاضدة والإسناد في الطلب بدم عثمان والاقتصاص من قتلته الذين ما زالوا مع علي – حسب زعمهم- فقبلت بذلك[4].

ولكي يرفعا الحرج عنهما، ويبررا خروجهما على علي (ع)، أخذا بالتنصل عن البيعة، فكانا كلما لقيا شخصاً في طريقهما إلى مكة يقولان له: ليس لعلي (ع) في أعناقنا بيعة، وإنما بايعناه مكرهين.[5]

كان للزبير الذي هو ابن عمّة كل من النبي الأكرم (صوالإمام علي (ع)، وزوج أخت عائشة ، ولابنه عبد الله الدور الكبير في تشكيل جبهة الناكثين مع طلحة و عائشة وإشعال نار الحرب[6]إضافة إلى ما تكنه عائشة من حقد تجاه علي (ع[7]مما ساعد على تشكيل المثلث القيادي منها ومن طلحة والزبير.

وكان لموقف عائشة هذا الدور الكبير في تعزيز موقف كل من طلحة والزبير مستفيدة من كونها زوجة رسول الله (ص) وما يعني هذا الموقع من قيمة عند جمهور المسلمين[8].

ومن الأمور التي عززت موقف رؤوس الناكثين، وقوّت جبهتهم الداخلية هو التحاق كلّ من عبد الله بن عامر بن كُرَيز ويعلي بن أمية بهم، من اليمن، وما وفّراه لهم من مال كثير بلغ حسب بعض المصادر 600 جمل وستة آلاف دينار، فاجتمع القوم في بيت عائشة[9].

 

الخطوات التی قام بها الإمام

1- السعي للصلح[10]

2- بيان مقررات الحرب وأخلاقياتها[11]

3- تقديم النصح لقادة الفتن[12]

4- الدعوة إلى الإتحاد[13]

 

 إخبار النبي (صلی‌الله‌علیه‌و‌آله‌وسلّم) عن معركة الجمل

«اَخْبَرَنِی الاَزْهَرِی، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: وَجَدْتُ فِی کِتَابِ جَدِّی مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ: حَدَّثَنَا اَشْعَثُ بْنُ الْحَسَنِ السُّلَمِی، عَنْ جَعْفَرٍ الاَحْمَرِ، عَنْ یُونُسَ بْنِ اَرْقَمَ، عَنْ اَبَانَ، عَنْ خُلَیْدٍ الْعَصْرِی، قَالَ:

سَمِعْتُ اَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیًّا یَقُولُ یَوْمَ النَّهْرَوَانِ: اَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ (صلی‌الله‌علیه‌و‌آله‌وسلّم) بِقِتَالِ النَّاکِثِینَ، وَالْمَارِقِینَ، وَالْقَاسِطِینَ[14]

 

 

https://b2n.ir/j78182

__________________________________________________________

[1] نهج‌البلاغة‌، الخطبة 148؛ الطبري‌، تاريخ الطبري، ج‌ 4، ص‌ 453، ‌455.

[2] ابن قتيبة‌، الإمامة والسياسة، ج‌ 1، ص‌ 51 – 52؛ الطبري‌، تاريخ الطبري، ج‌ 4، ص‌ 429، 438.

[3] البلاذري، أنساب الأشراف، ج‌ 2، ص‌ 158؛ الطبري‌، تاريخ الطبري، ج‌ 4، ص‌ 429؛ المفيد، الجمل، ج 1، ص 226.

[4] لبلاذري، أنساب الأشراف، ج‌ 2، ص‌ 159؛ الدينوري‌، الأخبار الطوال‌، ج 1، ص‌ 144؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2، ص‌ 452.

[5] البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ 2، ص‌ 158؛ الطبري‌، تاريخ‌ الطبري، ج‌ 4، ص 435.

[6] ابن الأثير، أسد الغابة‌ في‌ معرفة‌ الصحابة، ج‌ 2، ص‌ 249 – 250 و ج‌ 3، ص‌ 242 – 243.

[7] نهج‌البلاغة‌، الخطبة 15 ؛ الطبري‌، تاريخ الطبري، ج‌ 4، ص‌ 544؛ المفيد، الجمل، ج 1، ص 425 – 434 .

[8] الطبري‌، تاريخ الطبري، ج‌ 4، ص‌ 450 – 451؛ المفيد، الجمل، ج 1، ص‌ 226 – 227.

[9] سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 301.

[10] ابن قتيبة‌، الإمامة والسياسة، ج‌ 1، ص‌ 70 – 71 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2 ، ص‌ 465 – 467 . المفيد، الجمل، ج 1 ، ص‌ 313 ـ 317 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2 ، ص‌467 . البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ 2، ص‌ 169 ؛ ابن قتيبة‌، الإمامة والسياسة، ج‌ 1، ص‌ 76 ؛ المفيد، الجمل، ص ‌319 ـ 325. البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ 2، ص‌ 170 ؛ الدينوري‌، الأخبار الطوال‌، ج 1، ص‌ 149 ؛ الطبري‌، تاريخ‌ الطبري، ج‌ 4، ص‌ 507 .

[11] البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج ‌2، ص ‌170.

[12] البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج 3، ص 513..

[13] البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ 2 ، ص‌ 170 – 171 ؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج‌ 2 ، ص‌ 182 ؛ الطبري‌، تاريخ‌ الطبري، ج‌ 4، ص ‌509.

[14] البغدادی، احمد بن علی ابوبکر الخطیب (متوفای۴۶۳ه)، تاریخ بغداد، ج۸، ص۳۳۶.

Leave A Reply

Your email address will not be published.