الأئمة (علیهم السلام) ورثة الأنبیاء وبقیّة الرسالات
الأئمة (علیهم السلام) ورثة الأنبیاء وبقیّة الرسالات
الأنبیاء والرسل أُخذ علیهم العهد من الله تعالى أن یؤمنوا بمحمّد (صلى الله علیه وآله) وأن یصطفّوا خلفه صفاً واحداً : « وَإذْ أَخَذَ اللهُ مِیثاقَ النَّبیینَ لَمَا آتَیتُکُمْ مِن کِتَاب وَحِکمَه ثُمَّ جَاءَکُمْ رَسولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَکُمْ لَتُؤمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرتُمْ وَأَخَذتُمْ عَلى ذَلِکُمْ إصْری قَالُوا أَقرَرْنا قَالَ فَاشهَدُوا وَأنَا مَعَکُمْ مِنَ الشَّاهِدینَ » (1).
المیثاق الذی أُخذ على الأنبیاء متأخّر بهذه النقطه جعلهم فی حاله انتظار للنبی المنتظر، بدءاً من آدم .. ونوح .. وإبراهیم .. وعاشوا کل العبادات التی کلّفهم الله بها ، بحیث کانت لا تلزمهم إلاّ أن یعیشوا فی حاله انتظار للنبی الخاتم محمد (صلى الله علیه وآله) ، وأن یتعهدوا بأنّهم إن شهدوه آمنوا به ونصروه ، ومعنى نصروه یعنی ینقلبوا إلى جنود! فحاله الانتظار التی کتبت على الأنبیاء ـ انتظار النبی محمد (صلى الله علیه وآله) ـ أصبحت عباده من أفضل العبادات لأنّها انتظار لأیّ شیء؟ انتظار لأمر الله عزّ وجلّ وأعظم العبادات .. انتظار أمر الله ، لأنّها تنطوی على الآتی :
_________
۱ – آل عمران : ۸۱٫
الإقرار بالله ربّاً ، وبأنّ له أمراً نافذاً ، وأنّ أمره لا یحیط به إلاّ هو ، وأنّه غیب وأنا فی انتظار أمره لأطیع. یا مَن شرّفکم ربّکم بعباده الأنبیاء .. بحاله الانتظار للإمام القائم صلوات الله علیه وعجّل الله فرجه الشریف ، زیدوا بیقینکم بفرجه الشریف فی المیقات الذی یعلمه الله ، وتعجلوا الشوق إلیه دون أن تتبرموا من إمضائه ، لأن کل ما تعیشون الانتظار فإنکم تعبدون الله العلی الرحمن.
لأنّ کل العبادات الأُخرى للإنسان یکتب أجره على قدر استغراقه فیها ، یعنی لیس کل صلاه مثل بعضها ، وکتاب الآداب المعنویه للصلاه للسید آیه الله الإمام الخمینی قدس الله سره الشریف یبیّن أنّ الصلاه یأخذ کل واحد نصیبه منها على قدر ما استغرقه من وجدان ومن صبر علیها ، ولذلک فالأجر علیها دائماً محدود بمحدودیه أدائها وکذلک الصیام والحج والزکاه … أمّا الانتظار ، فکلّ ما ملأت وجدانک بالحبّ وأنت تنتظر الإمام ، أصبحت کل اعمالک « 24 ساعه » تمثّل حاله عباده.
أسأل الله أن یقسم لی ولکم صحّه الانتظار ، وأن یرینا وإیّاکم وجه القائم (علیه السلام)، وأن یجعلنا جنوداً له مخلصین إن شاء الله. اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، والسلام علیکم ورحمه الله وبرکاته.